المقاربة الملكية لحقوق الإنسان أطرت الأوراش الإصلاحية والمبادرات الرائدة التي باشرها المغرب في هذا المجال (بوريطة)        هل يؤثر قرار اعتقال نتنياهو في مسار المفاوضات؟    عشر سنوات سجنا وغرامة 20 مليون سنتيما... عقوبات قصوى ضد كل من مس بتراث المغرب        رسميا: الشروع في اعتماد 'بطاقة الملاعب'        أبناء "ملايرية" مشهورين يتورطون في اغتصاب مواطنة فرنسية واختطاف صديقها في الدار البيضاء    الحكومة توقف رسوم الاستيراد المفروض على الأبقار والأغنام        وفاة ضابطين اثر تحطم طائرة تابعة للقوات الجوية الملكية اثناء مهمة تدريب    أمن البيضاء يوقف شخصا يشتبه في إلحاقه خسائر مادية بممتلكات خاصة    المغرب التطواني يقاطع الإجتماعات التنظيمية مستنكرا حرمانه من مساندة جماهيره    أول دبلوم في طب القلب الرياضي بالمغرب.. خطوة استراتيجية لكرة القدم والرياضات ذات الأداء العالي    تعيينات بمناصب عليا بمجلس الحكومة    مجلس الحكومة يصادق على مشروع مرسوم بوقف استيفاء رسم الاستيراد المفروض على الأبقار والأغنام الأليفة    الحزب الحاكم في البرازيل يؤكد أن المخطط المغربي للحكم الذاتي في الصحراء يرتكز على مبادئ الحوار والقانون الدولي ومصالح السكان    "بتكوين" تقترب من 100 ألف دولار مواصلة قفزاتها بعد فوز ترامب    الرباط : ندوة حول « المرأة المغربية الصحراوية» و» الكتابة النسائية بالمغرب»    إتحاد طنجة يستقبل المغرب التطواني بالملعب البلدي بالقنيطرة    برقية تهنئة إلى الملك محمد السادس من رئيسة مقدونيا الشمالية بمناسبة عيد الاستقلال    المنتدى الوطني للتراث الحساني ينظم الدورة الثالثة لمهرجان خيمة الثقافة الحسانية بالرباط    بعد غياب طويل.. سعاد صابر تعلن اعتزالها احترامًا لكرامتها ومسيرتها الفنية    القوات المسلحة الملكية تفتح تحقيقًا في تحطم طائرة ببنسليمان    "الدستورية" تصرح بشغور مقاعد برلمانية    تناول الوجبات الثقيلة بعد الساعة الخامسة مساء له تأثيرات سلبية على الصحة (دراسة)    بإذن من الملك محمد السادس.. المجلس العلمي الأعلى يعقد دورته العادية ال 34    المغربيات حاضرات بقوة في جوائز الكاف 2024    توقعات أحوال الطقس ليوم غد الجمعة    الاستئناف يرفع عقوبة رئيس ورزازات    المركز السينمائي المغربي يقصي الناظور مجدداً .. الفشل يلاحق ممثلي الإقليم    مؤشر الحوافز.. المغرب يواصل جذب الإنتاجات السينمائية العالمية بفضل نظام استرداد 30% من النفقات    طنجة.. توقيف شخصين بحوزتهما 116 كيلوغرام من مخدر الشيرا    ميركل: ترامب يميل للقادة السلطويين    زكية الدريوش: قطاع الصيد البحري يحقق نموًا قياسيًا ويواجه تحديات مناخية تتطلب تعزيز الشراكة بين القطاعين العام والخاص    لأول مرة.. روسيا تطلق صاروخا باليستيا عابر للقارات على أوكرانيا    وزارة الإقتصاد والمالية…زيادة في مداخيل الضريبة    ارتفاع أسعار الذهب مع تصاعد الطلب على أصول الملاذ الآمن    رودري: ميسي هو الأفضل في التاريخ    أنفوغرافيك | يتحسن ببطئ.. تموقع المغرب وفق مؤشرات الحوكمة الإفريقية 2024    ارتفاع أسعار النفط وسط قلق بشأن الإمدادات جراء التوترات الجيوسياسية    بعد تأهلهم ل"الكان" على حساب الجزائر.. مدرب الشبان يشيد بالمستوى الجيد للاعبين    8.5 ملايين من المغاربة لا يستفيدون من التأمين الإجباري الأساسي عن المرض    مدرب ريال سوسيداد يقرر إراحة أكرد    انطلاق الدورة الثانية للمعرض الدولي "رحلات تصويرية" بالدار البيضاء    الشرطة الإسبانية تفكك عصابة خطيرة تجند القاصرين لتنفيذ عمليات اغتيال مأجورة    من شنغهاي إلى الدار البيضاء.. إنجاز طبي مغربي تاريخي    تشكل مادة "الأكريلاميد" يهدد الناس بالأمراض السرطانية    اليسار الأميركي يفشل في تعطيل صفقة بيع أسلحة لإسرائيل بقيمة 20 مليار دولار    شي جين بينغ ولولا دا سيلفا يعلنان تعزيز العلاقات بين الصين والبرازيل    جائزة "صُنع في قطر" تشعل تنافس 5 أفلام بمهرجان "أجيال السينمائي"    تفاصيل قضية تلوث معلبات التونة بالزئبق..    دراسة: المواظبة على استهلاك الفستق تحافظ على البصر    اليونسكو: المغرب يتصدر العالم في حفظ القرآن الكريم    بوغطاط المغربي | تصريحات خطيرة لحميد المهداوي تضعه في صدام مباشر مع الشعب المغربي والملك والدين.. في إساءة وتطاول غير مسبوقين !!!    في تنظيم العلاقة بين الأغنياء والفقراء    غياب علماء الدين عن النقاش العمومي.. سكنفل: علماء الأمة ليسوا مثيرين للفتنة ولا ساكتين عن الحق    سطات تفقد العلامة أحمد كثير أحد مراجعها في العلوم القانونية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مرثية ليبيا و شفها الكرب


بقلم الشاعر حامد الشاعر
لقد إعترى مال الحمى السلب والنهب----- و قاسى و عانى محنة الذلة الشعب
ويجري وقوع الثورة الآن في ليبيا----- و يسري لنهب الثروة الآن و الغصب
لقد غاب فيها الأمن و السلم و العدل----- بسيف الردى ساد الأذى المر والرعب
وفاضت ببحر النفط و الغاز دنياها ----- ثراء الحمى قد طاله النهب و السلب
ليالي البلايا و الرزايا لفي ليبيا ----- تلاشت نهارا إنجلى الهول و الخطب
وثدي الحمى غصبا لقد مصه الرهط----- و عرض الحمى قد طاله النهك والغصب
وفيه المزايا و العطايا بلا حد -----وروض الحمى الزاهي به الجود والخصب
وثدي العطايا قد جرت منه خيرات----- بطول المدى يقوى لرهط ا لأذى الحلب
وبحر العطايا والمزايا لقد فاض----- و لا ينتهي طول المدى عندها السيب
و ليبيا لأرض النفط و الغاز و الدر----- و في العيش صعب ذالك القفر و السهب
وقد لاح في نادي العلى الزاهر الحسن----- و قد فاح من وادي الحمى الزاخر الطيب
وعرش الطواغي في حياة الورى سحقا--- لقد إعتراه اليوم في العيشة القلب
وتبكي وتذكي الهم في الخاطر الحرب----- و يشكي و يحكي المر في العالم العرب
يغني الحمام الحلو في جوه الشدو----- لقد طار في أفق العلى و المدى السرب
وفي ملتقى ليبيا العلى يصطفى المال----- لقد فاض كالوادي إذا ما جرى السيب
رأى قدرة التغيير في منطق الشعب----- لقاصي و داني في المدى الشرق والغرب
آتت ثورة الإصلاح و الحق منصور----- لقد إنجلى عنها بلاد الحمى الكرب
و إرحل شعار في حمى ثورة الفل----- غدا يرفع الطغيان قد طاله الشطب
لقد حل في الدنيا بها الشر و الخير----- ثراء البلاد الحلو قد طاله النهب
و يعلو لها ليبيا لفي العالم القدر----- بشأن العلى ترقى لها يرفع الطب
وفيها البلاد الخوف والهيف والزيف----- و فيه العقيد الكبر و الحمق و العجب
بلاد الغنى ليبيا بها النفط و الغاز----- وفي كل صوب من بعيد يرى السهب
نظام العقيد الوغد سحقا هوى الآن----- و حبل العلى قد طاله الأخذ و الجذب
و قد إعترى قلب العدو الذي جار----- بأقصى و طول الحرب في الرجفة الوجب
ومال الحمى قد طاله السطو و النهب----- و خير الحمى قد طاله السلب و الوعب
على عرشها ليبيا فقد إستوى النكد----- وما إعتلاه الكرسي النجد و الشطب
وفيها مباني البغي و الظلم و الشر----- و في حائط الطغيان يبدو لنا الشعب
وقد حل في دين العدى في المدى ويل---- وقد قيل في دنيا الردى صاحبي ويب
جرى في حمى ليبيا بماضي الطواغيت--- عذاب المآسي المر و القتل و الضرب
لها ناقة بالقفر ثدي به الخير----- هوى مصه الطاغي بدا عنده الوطب
على أهله الغاوي على هدره الناوي----- فمال الغنى في الفعل قد طاله الوهب
بنفس الدعي الساقط القاتل الخبث----- بعين العدو الجائر الظالم النقب
ويغدو لفيه السقم و الضعف والورب----- لفي جسمه الواني بدا ذالك الورب
وقد فر في دنيا الردى ذالك الوغد----- و قد فر من دار الوغى ذالك الوجب
وقلب الذي قد إدعى في الحمى ملك----- ملوك لدى الغوغاء قد مسه الوجب
هوى عرشه العالي آتى ذالك الخطب----- وما عاد في دنيا التعالي له الرجب
صريعا هوى في ثورة الشعب يا صاح---- بدنيا الردى قد طاله السحق و الوجب
طغى الحاكم العاصي بغى الظالم العادي--- رمى ثائرا بالسوء بغضا علا الرجب
وحظ العدى الخسران والخزي والذل----- به الفوز يسمو العدل دوما له الغلب
زعيم الحمى كانت له الهيبة العظمى----- ثوار العلى منهم لقد مسه الهيب
وجسم الزعيم الآن فيه الضنى البادي---- و قد إعتراه السقم والقرح و الوصب
على نفسه الجاني هوى البطش والقتل---- و في جسمه الواني بدا ظاهرا النقب
بدا في المحيا سيمة الخوف و الحزن----- غدت عينه الشكرى و في قلبه النخب
و في عقله الساهي بدت علة الحمق----- و في جنبه الواني شكى العلة الجنب
وفي قومة الميدان أو ثورة الشعب----- و قطعا تراه الحاكم الهارب النخب
و يلقى عليه القبض في قوة الحكم----- و قد حل في دنيا التردي به النوب
وحظ الطغاة السجن و النفي والقتل----- بجسم الزعيم الهالك الساقط النقب
لقد هيبة الحكام ضاعت بلا الشأن----- وما عاد حكم الحزب و العصبة الصلب
ومن عادة الحكام عيش لفي الزهو----- و في الزهو يسمو ذالك العرف والأوب
وقد إغتنى أهل الكراسي طغى الجور----- و فيه الرعاع القصر و الجيش و الحزب
عشيري هي الفوضى طغت قومنا المرضى—وما إعتلى حكم الحمى الحاكم الضرب
وفيها بلاد العرب في أكمل الخصب----- بدنيا الغنى النفط و الغاز واليشب
و تبدو لفي معنى العلى صولة العز----- بأرض الحمى الدر و المال و اليصب
وجاءت صروف الدهر فالطامة الكبرى--- و رعبا أحاط اليوم بالبلدة النحب
هوى حائط الخوف الذي شيد الطاغي---- و سور الأذى قد طاله الهدم و الثقب
قضى نحبه الطاغي هوى الحاكم الباغي—إذا ما آتى أمر الردى ينقضى النحب
وما قد جرى قد كان ضربا لمن دنيا----- خيال و قد أضحى له الواقع الضرب
هي الثورة العلياء للوضع كالطب----- يشافي يعافي علة المارض الطب
بجهل تخلفنا و خلف عن الركب----- و قد سار في درب التردي لنا الركب
على إختلاف النوع و الميل و الطبع----- حياة الورى يبدو و يغدو بهم الضرب
و تجنى الخطايا و الدنايا لفي العمد----- عليهم الطواغي و العدى ينزل العقب
و يهذي بغير الهدي في قوله العالي----- بدا في كلام الحاكم الظالم السيب
وما تاب من ذنب الأذى الحاكم الباغي---- و لا يعتري قلب الذي قد بغى التوب
و في لعبة الأهوال فالحاكم الشيخ----- غدا يلعب الألعاب فيها بدا الكعب
و يبدو لفيه اليوم في عيبة الوصف----- محيا زعيم الفرية الكاذب الشهب
ويبدو بأفعال الطواغي أذى البطش----- و يغدو بأقوال العدى في الهوى الطب
و يعلو لديهم في العلى الحكم والملك----- ويبدو عليهم في الغنى الحاصل السيب
لسان سليط عند ه السافل الوغد----- ويعدو بأمر السب في الملتقى لسب
وقد إعتلى عرش الحمى قبل في ليبيا----- عديم النهى ذو شبهة الجنة اللغب
بعود البلايا و الرزايا ذكت سحقا----- ونار الأذى قد طالها في الحمى اللهب
بنور الهدى سحقا تلاشى ظلام إن----- نار البلايا و الأذى طالها الشب
وروح التباهي و العلى قد مضى آه----- و ريح الدواهي و الردى طالها الهب
و يسطو عليها الثروة الرهط بالنهب----- و يقضى بأصل الثورة القصد و الإرب
وعن الموطن السامي بأمر العدى ينفى—لشخص جليل قد بكى مسه الشطب
ومن كل صوب كل حدب لقد جاء----- رجال الهدى يبدو كمهد العلى الأوب
هو الحاكم الحامي ليحمي كبواب----- لباب الحمى السامي و يغدو له البوب
وتبا لأهل الحكم في القدر قد هانوا----- بهم حل في دنيا الردى ذالك التب
هوى عرشه الطاغي ومن سلم الملك----- ليمحى بممحاة الردى طاله الشطب
وتهوى على جمع العدى في حمى الحرب—سيوف الثوار الآن في المنتهى ذرب
وقد ساد في عيش الأهالي الهوى والزو--- ر و العش والرشى طغى في المدى الطب
وبين الثوار اليوم يا حسرة النفس----- طغت في سقوط السلم يا صاحبي الحرب
و تأتي إليها فرقة التيه و الإرها----- ب من كل حدب قد طغى ذالك الجلب
علت دولة الطغيان يبدو بها العجب----- علت نخلة البستان يبدو بها الشطب
وشمس العلى والحق لا يعتريها في----- مداها وضوحا يا جميل النهى الحجب
وما قط في الدنيا لها ثورة السلم----- صديقي العزيز المثل و الند و الشعب
ويمشي على درب العلى الثائر الحر----- به الشوك و الأخطار طول المدى الدرب
على الظلم و العدوان فالنجد قد ثار----- ويرضى حياة الخزي و الذلة الوجب
كريح لعاتي ثورة الفل قد هبت----- لها ياسمين العطر في المفرق النعب
وفي الشعب يغدو خاطر الجوهر العزم----- وفي الطود يبدو واضح المنظر النقب
ورمح العدى قد طاله الرمي في ليبيا----- وفي منتهى المقصود قد طاله الشطب
و ثدي العطايا بالمزايا لقد فاض----- حليب التراضي في المدى طاله الروب
سقاني حبيبي في حمى ثورة السلم----- لخمر العلى يحلو لدى الشربة الرب
بها ثورة الأبطال قاموا علا الحر----- لقد منه إستحيا بدا عنده الرجب
ويأتي جميل الوصف والشكل في الدنيا----- يلبى بأمر الثورة الحلم و الأوب
حليب التصافي في الحمى المرتضى راب--- ويسقي لجوف الحر كالخمرة الروب
و تكفي و تغني عن سواها معاني ثو----- رة الآن يجدي في المباني بها الحسب
لها شارة النصر الذي قد آتى فخرا----- و يبدو بيد الثائر الحاضر الرتب
لقد مر في دنيا معاش عليه الي-----م في أكمل التحقيق بالشدة الحقب
وفي حائط الخوف الذي في المدى يهوى--- لتغدو و تبدو في معاني الردى ثقب
و ثوب التباهي قد كسا الثائر الحر----- بمسك الشذا بالدم قد يغسل الثوب
إلى جادة الصواب فالحر في توب----- لقد عاد يبدو في المدى و العلى ثوب
و حظي عشيري عاثر قد بكى القلب----- قليل العطايا جاء في العيشة الشرب
يريد الشباب الحر عيشا كريما و ----- بأقصى التجلي يظهر العزم و الطب
لقد أشهر السيف الذي يرهب الخلق----- و سهم الشجيع الحر قد طاله العقب
و إن العدو الوغد في الوصف كالأفعى----- و ذو قتلة الكبرى بدنيا الردى اللب
و قد جاد بالخيرات و الجود و الرزق----- بوقت الغنى و اليسر أو عسره النجب
وغضن الحمى إهتز بالريح في قهر----- ومن قبل في دنيا المدى طاله الرتب
بناء الطواغي في الحمى طاله الهدم----- و وجه اللحاء الحلو قد طاله الشذب
وفي قلبه الطاغي فما زال يا صاح----- ورغم الذي رعبا جرى ذالك الريب
و في قوله البادي بدا ذالك الريب----- و في فعله العادي غدا ذالك الريب
بمس الجنون الظاهر الثائر الحر----- لفي إتهام إعتدى يظهر الريب
بشعر الهوى مغزى وعبرى ترى المعنى--- ترى هل بدا عند الورى ذالك الشرب
بنبض الحياة الحلو في جسمنا المبني----- و طول المدى يا صاحبي ينبض اللب
وصاح الغراب اليوم في مفرق الوادي----- آتى البين في نادي الحمى يصدر النعب
و في حائط الخوف خلي الذي خر----- بدا قبل وقت الصحو و الثورة النقب
ويلقيك في نار الردى خصمك العادي----- ويحميك من شر الأذى جارك الجنب
ويقوى لدى أهل العروش التي تهوى----- سقوطا بدنيا الحزن و الموتة الندب
زوال العروش اليوم بالثورة السهل----- وقد كان في ماضي قريب هو الصعب
وجسم الطواغي يقطع اليوم في الحكم----- و إربا و إربا ينفع القطع و الإرب
وفعل الطواغي فيه زهوا طغى العجب----- و قول الطواغي فيه لهوا طغى اللغب
لقد طال في حكم الحمى الشيخ قد شاخ----- سريعا كريح مر في العيشة الحقب
هو الديك يأتي بعده الديك و الذبح----- فحظ له الطاغي كديك بدا النوب
و يأتي زعيم بعده الذبح حظ في ----- ختام هو الجاري و ما عنده النوب
وفي فعله الزاني بدا النهب و النصب----- وفي جسمه الواني غدا النصب والوصب
ويغدو لفي جسم الذي إشتكى النصب----- بطول المدى و السقم و البلوة الوصب
طغى يسلب المال الذي قد آتى الطاغي----- بأمر التعدي في معاني الأذى حرب
آتت لحظة الشكوى و في فعله البلوى----- و في الحاكم العدوى و في فعله السيب
لقد أنتن المشمول بالمرض و الضر----- طعام العدى سحقا به السم و الغب
غدت دار حرب في المدى يفرض السلم---- ودار العدى دار التعدي هي الحرب
و قد إعترى قلب الذي يعتلي الملك----- لعند الدواهي ذالك الوجب و الجعب
و يأتي الثواب الحلو إن يصنع الخير----- و يأتي العقاب المر إن يفعل الجلب
و كالذئب أضحى الحاكم الظالم العادي----- و يعدو على القطعان في الظلمة الذئب
بملهى ليالي يرقص الحاكم الغاوي----- و يكسو كيان الجسم في الرقصة السب
وولى شباب الحاكم الشيخ قد شاخ----- بعمر الردى يبدو لفي رأسه الشيب
و في رأسهم أهل الكراسي بدا سرب----- و في جسمهم جمع الطواغي بدا سرب
ويجنى بأمر الجهل والطيش في الدنيا----- عشيري و إعمال الهوى ذالك الحوب
و قد إحتسى خمرا و يزني هوى القتل----- ويجني لعند الحاكم السافل الذنب
و في قلبه الباغي غدا ذالك الخب----- و في عقله الطاغي بدا ذالك الخب
و يلقي حبال المكر و النكر في الحكم----- غدا يخدع الشعب الذي يحكم الخب
و في رأسه العادي بدا ذالك الشيب----- بلون الخضاب الآن في صدره السرب
ومأواه نار ذل و العار و الخزي ----- وما سره الطاغي بدنيا الردى العقب
طغى في حمى الأرض القذافي هوى بغيا—و في فمه العادي طغى القذف و السب
وما دام حكم الحاكم الظالم العاصي----- وبيت العدى قد طاله الهدم أو خرب
و قد إعترى قلب الذي يشتكي الشكو----- بأمر الدواعي أو دواهي رهب
وقد إعترى المجنون في حالة الطيش----- جنونا و فيها عينه الهائج القلب
به العقد و الماس الذي قد علا قدرا----- و سعرا بجسم الحاكم القاتل السرب
وعنها بلادي قد نفينا بلا الذنب----- مداها الحمى البادي يرى عندنا الشعب
بسيف الردى يأتي المنى المر والهول----- كشاة الحمى قد طالها النحر و القصب
بليل السكارى فالعذارى المنى الحلو----- إناء العدى قد طاله الشق والكب
وكالكلب قد جهرا عوى يشتهي العض----- و في عالم الدنيا غوى في الحمى السب
و يبدو بقول الحاكم الكذب و النصب----- و يبدو بفعل الظالم الريب و العيب
بكبد الذي قد شاخ في الحكم و الملك----- بأمر الأسى البادي وطول الضنى ذرب
وفي جيده البادي يرى ذالك العقد----- بأمر الردى والسقم سحقا بدا ذرب
لقد حاز ملك الحكم بالقهر والغصب----- و يبدو لفي قبح جلي له الغصب
تردى قتيلا في الفيافي بلا جند----- و قد زال من رأس الذي قد غوى السب
بشنق تردى آخر الملك لله----- بدنيا عراق في حمى جيده السب
وخالي من المال الذي حصل الطاغي----- لدى الموت أو دفن بقبر له الجيب
هوى ساقطا عرش الطواغي بساط الحك— م في الثورة العليا لقد طاله السحب
أيا حسرة الأنفاس ما إعتلى الحكم ----- لفي الدولة العظمى لشخص هو السكب
و جسم الذي قد إشتكى بلوة السقم----- بطول المدى و العيش قد مسه اللحب
ونار الأذى الكبرى لقد طالها الشب----- و يرمى على درب الردى ظاهر الشب
دخولا إليها ثورة العزة الشعب----- هوى قد خروجا يبدأ الحي و الشعب
وفيها دواعي المحنة الكرب والنصب----- وما جاد بالخيرات و المنحة النصب
وشتان ما بين الثرى والثريا أيا خلي----- وما قد روى وجه الثرى للورى الجلب
لقد إشتكت ليبيا لمن محنة الكرب----- و في جسمها الواني بدا ذالك العلب
ونجم العلى عنا فقد إعتراه اليو----- م في زهرة الدنيا يا صاحبي الغرب
لربي كمال ذو جلال وجودا عب ----- ده اليوم فيه النقص و الريب و العيب
هو الظلم أضحى كالظلام الذي يغشى ----- ليالي و يبدو في زوايا المدى الجلب
ويشكو من الأمراض قد شاخ في العمر---شكى ذات جنب في مآسي الضنى الجنب
وعيني ترى ما قد جرى في حمى ليبيا----- بقلبي لمن فرط الأسى قد طغى الحوب
و يشفى لمن كل السقام التي بانت----- ومن شهدة السلوان حسنا آتى الذوب
و يبدو بأزهى صورة القوة العظمى----- و في الأرض أو في عروة الحائط السب
وفي بلوة الأحزان قد إشتكى القلب----- وفي ليلة الحرمان يطغى به الحوب
بأبي المفدى أنت إن تفرض الشرع----- وعند الشعوب الحاكم المصطفى الأب
وأدلي بدلوي في قضايا الحمى الكبرى----- و ماء العلى من بئرنا طاله الكب
وقد إشتكى من بلوة ا لقرح و الجرح----- وفيه الضنى و السقم و العلة القرب
وطالت ليالي الغربة المجد للنجد ----- إليها بلادي قد جلا ذالك الأوب
جرت في حماها الحرب لا تنتهي ليبيا----- ومن ذا يطيق الكرب فيه الأذى النكب
بنار الأذى يحمى حديد عليه اليو----- م طول المدى قهرا فقد طاله الذوب
و في مجلس الشعب الذي نصب الآن----- ليطغى به التهريج قد يلعن النوب
و يمشي ثوار الحق في منهج النصر----- به السير يحلو ذالك الدرب و الوعب
وكأس العلى صافي وشافي هو الكافي----- و للشاربين الروح في وصفه الهذب
ويحظى بقدر الخسران والذل والخزي----- لدى الفوز في دنيا الوغى يشرب النخب
و يحظى بقدر المجد و العز و الفخر----- و يعلو لفي قدر العلى الظاهر النجب
و تبنى المعالي بالشباب الذي يسمو----- بعلم و جسم قد سما عندنا الشب
ورمح العلى يرمي بأرض الوغى النجد----- ويبدو لفيه الرمح في الرمية الكعب
ونرقى إلى الأمجاد بالعلم و الحلم----- له الحق في حكم الحمى ذالك الندب
إلى الموطن السامي هو الحر يشتاق----- لفي غربة البلوى بدا قد قد غدا الجنب
وما خاب وعد الشاعر الثائر الشعب----- رباط العلى فيه الرضا الحلو و النوب
لقد جاب ذاك الثائر الأرض في فخر----- و يبدو لديه الآن في الجولة الجيب
مشى الثائر الحامي لفي سيره السامي----- بطول المدى النامي يرى ذالك الوعب
له الأمر و النهي الذي يحكم الناس----- هو العمر يفنى إن آتى ذالك النحب
يصلي يناجي ربه العبد في الليل----- بدا في قميص الثائر الساحر الجيب
وفمي بحقي يهتف الآن في جهر----- بدم الهوى يا صاحبي ينبض الجيب
وعقد العلى الزاهي على ذالك الجيب----- بأزهى و أبهى صورة العزة الجيب
لدى الخطب أو دنيا الأذى ناصر الجيب----- غدا ناصحا عند الدواهي له الجيب
وتعدو عليهم فرقة الثروة الآن----- و يعلو لديهم عصبة الثورة النحب
وما إعتلى عرش الحمى صاحب الفكر----- و يعلو لعند الثائر الصابر الكعب
ولي العزة العليا لهم الذلة السفلى----- بدار الحمى إني أيا صاحبي القب
على ما جرى أبكي وأحكي وأشكي المر--- بنبض الأسى عندي غدا ينبض السرب
و يرعى شؤون الموطن الثائر الحر----- له اليوم في المسعى غدا طاهرا وثب
ومثل الصبي الثائر الحر في الطهر----- بأجسامهم الأحداث ذو الروعة الكدب
وفي الشغل و الأعمال والصنع والفعل----- ثوار العلى عن بعضهم في الحمى نوب
و أقوى من القانون و الدين و الشرع----- على واقع التطبيق فالعرف و الطب
عيون الورى ظلما ترى مثل عميان----- بطول المدى ينمو بها ذالك الهدب
وتهمو دموع الشكو من مقلة العين----- إذا ما شكى بلوى الأسى عندك القلب
و يهوى معاش السلم والحب و الزهو----- بدنيا التباهي ذالك الحر و الصب
و يخفى عن الإنسان في عالم العيش----- ودنيا الحياة الآن في الحاضر الغيب
هواء العلى يهوى لقد شمه الحر----- به اليوم يحيي في تنامي الرضا النحب
و يحلو لعند العاشق الوامق الحسن----- و يعلو لعند الشاعر الثائر الكعب
لقد مات خلي في حمى الغربة الكبرى----- طغى في ليالي الهم و الشكوة الندب
و لا ينتهى جود الذي يصطفى للحك----- م باع الذي يعطى العطايا هو الرحب
مقاما رفيعا يعتلي في حمى الملك----- بدنيا التباهي و العلى ذالك القطب
و يعلو و يسمو في حمى صولة العز----- بدنيا التباهي و المعالي بدا الكعب
بأعماله العظمى بقدر الرضا يحظى----- عظيم المقام الآن في الموطن الطب
لقد نال حظ العلم في عالم الطب----- بشتى دواعي النفع و الحكمة الطب
وحكما رشيدا يبتغي الشعب في العيش---- وصدر المليك الحر في المرتضى الرحب
لنا مأرب في ثورة السلم قد تقضى----- تجلى لعند الشاعر الثائر النحب
و تزهو عروس الثورة الكل يهواها----- لها ربة الإغراء شعر به الخضب
و يهدى إليها الورد والشعر و العمر----- آتى خاطبا ود التي قد حلت الخطب
ببيت القصيد الحلو قد يكمن القصد----- به الصدر و الإيقاع و العجر و الضرب
و يفنى بدود الجسم في مدة يبلى----- وفي قبره المحمي ليبقى به العجب
عشيري كأن الثورة اليوم في الوصف----- له الثائر الميمون في المنزل الخطب
وما قط يعلو في الحمى خاطب الدنيا----- ومهما جرى خلي له القدر و الخطب
عليها دليل الثورة الآن تحقيقها----- و يبدو لديهم في المدى السائر النحب
بهدي الهدى يرضى الورى الدين شرعنا--- و فهم الذي نال العلى في الحمى الرحب
ونار الأذى بالريح هاجت و قد شبت----- وتنمو إذا يرمى على وجهها خشب
إليها دعاوي ملتقى الحفلة الكبرى----- ليطغى وقوعا صاحبي المخلص الندب
و يمشي عليه الثائر الطاهر الحر ----- بدرب العلى يبدو لسير الرضا النحب
و يعلو لفي قدر العلى ذائع الصيت----- قتال العدى يهوى رجل الحمى حرب
ونذرا عليه اليوم لبى جلا القصد----- لأجل المرام الحلو يعلو له النخب
و يرعى عهود الدولة الثائر الحر----- و يبدو و يغدو في حمى شغله الدأب
لدى الثائر المحبوب يعلو لفي الدنيا----- ورغم الأذى قدر وطول المدى الدأب
وماء العلى يروي نفوس الورى الشافي--- بدا ماؤه الصافي و كافي هو العذب
قلوب البرايا داعبت ثورة السلم----- و يطغى على أمر المدى المنتهي دعب
سيوف العدى فيها لعند الوغى فل----- سيوف الثوار اليوم يا صاحبي ذرب
ولما يرى جمع العدى خيرها ليبيا----- و في جوفهم يقوى لفي قوة الغرب
و يجدي بإنشاء الحمى العلم والحلم----- و يجدي بحكم الحاكم الحلم و الطب
وماء العلى يهمو و قد طاله الصب----- بوادي الحمى يجري و يسري له الصب
على حالها تبكي شكت الهم بنغازي----- و يهمو عليها روضة البلدة الصوب
و هبت رياح الثورة اليوم في ليبيا----- لديها بدا في منظر الوجهة الصوب
زعيم مفدى عند أهل الهوى العالي----- يقول البذاء المر قد إغتنى ذرب
هو الحاكم الراعي كراعي لقد ساس----- ويرعى المواشي في بلادي لها الزرب
وورد العلى منه الشذا الحلو قد فاح----- و عود الحمى في الشكل و القوة الرطب
وللصب و الحر نيل العلى القصد----- بليل الهوى سهد و ما قد حلا النحب
و بيت العلى يبني رجال الحمى فخرا----- ببيتي ليبدو في مدى الروعة الشجب
جواد الحمى يجري على روضة الأرض--- و يبدو عليه اليوم في الركضة الشب
آتت ثورة التغيير تغدو كزلزال ----- بها غمرة البنيان يبدو لنا الرأب
على وجهه الباغي غدا ذالك الخوف----- على رأسه الطاغي بدا ذالك العصب
طغى الإحتجاج الحر و القومة الكبرى----- و يطغى إذا ما قد جرت البلوة الشجب
رؤوس الطواغي في معاني الردى شابت—و أهل الكراسي من دواهي الأذى حدب
و في ليلهم يا صاحبي يشرع السكر----- جهارا نهارا عندهم يلبس العصب
ويأتي على وجه الردى في المدى البادي—لمن فرطها البلوى بدنيا الأذى الخرب
ونار الردى شبت و بالريح و الزيت----- لفي عمقها ترمى لطول المدى خشب
وكأس المنى بين الورى الدائر الساري—وعبر المدى قد طاله الدور والشرب
بروض الحمى يبدو بأحلى وأغلى القد----- ر عبر المدى طولا وعرضا به الرطب
رماد الثوار اليوم فيها بدت كعب----- وتسمو لدى أهل الهوى في الحمى كعب
و يأتي خريف الثورة إن يحدث القتل----- لنا في ربيع الثورة الحل و الشجب
لها العادة التكرار بالعرف تكرار----- و يسمو لفي قدر الورى العرف و الدأب
و ورد الحمى النامي لقد طاله القطف----- و قطن الحمى الزاهي لقد طاله العصب
وفيها مباني الدولة الثقب و الأب----- ودوما بإصلاح الحمى يصلح الرأب
ولما أرى ليبيا وما قد جرى فيها ----- ليطغى بقلبي في مدى الشكوة الشجب
أنا أشجب الأوضاع شعري به الكشف----- و يطغى لديه الشاعر الثائر الشجب
ومالي بدار قد خلا من حماها الشغ----- ل دار الحمى مالي بها الأهل و الصحب
ومن جسمنا يدنو الردى المر والرعب----- وما كان في أمر المنى البعد بل القرب
ويهمو على خد الذي إشتكى الهم----- بدنيا الردى من غمرة المقلة الغرب
لقد إعترى جسم الحمى النقص والقطع---- كما يعتري جسما به العلة الوصب
إذا ما نمى في عزة الشكل فالشعر ----- كحال الحمى في الهول قد طاله الهلب
وقد نشتري ما نشتهي يطلب البيع-----لنا الدرهم المشؤوم في المصطفى ضرب
وجهرا و سرا إنفصالا وعنا قد----- سعى في التردي البربر الكرد و النوب
على حافة الفوضى هي الدولة الآن----- يرى من قريب في مداها لنا الجب
ترى صاحبي فيها بلادي لفي الملك----- لفخرا على عرش الحمى يجلس الرأب
وحبل الردى قد بان في الورطة الشجب---و يطغى لأمر الوضع في الخاطرالشجب
و حبل الأسى يلقى و قد طاله الجدب----- و حبل الأذى عند العدى طاله الشجب
وفي ضربة البلوى صريعا غدا المرء----- و رأس المآسي الآن قد مسه الكعب
و تسري لها خلي لفي عالم الفوضى----- أمور الزمان المر في المنتهى الغب
ويقضى لنا في ثورة السلم و العدل----- بأقصى التجلي ذالك القصد و الريب
بدا في محياها الذي يشتكى الكرب----- بطول المآسي العار و الخزي و الجدب
هراه الذي يهوى حياة الغنى ضربا----- و في منتهى الإصرار قد طاله العقب
ومن سهلها السامي لقد إنتفى الخصب----- و في عامها الدامي طغى قد غدا الجدب
أخي قد صريعا مات في غمرة الحرب----- بجو الوغى يأتي الردى طاله الشجب
له الكائن الحي الذي الآن في المحيا----- ليحيا لفي دنيا حياة المدى العجب
وسر الهوى في القلب للصب مدفون----- كنوز المعاني و المباني به الجب
و لولا الهوى ما طير غنى الأناشيد----- و تحلو حياة الناس إن يكثر الحب
ويسقي نفوس الناس في الليل والصبح---- به الخمر في دنيا الهوى ذالك الوجب
و أدلي بدلوي في حماها التي تبدو----- و في بئرها الدنيا يرى ذالك الغر ب
و ليل الأسى عندي طويل به الكرب----- عليه الأسير القيد قد طاله الكرب
وروض العلى السامي ليحيا به النجد----- وماء الحياة الحلو ينمو به العشب
و أعطى حقوقا في الحياة التي نحيا----- بكل المزايا و العطايا لنا الرب
بروح و نفس أو نفيس يضحى و ----- ليفدي حبيبا في الهوى المرتضى الحب
على ما جرى منه الذي يطلب الحب----- بعيش فهل يرضى و يعطي الهوى الحب
آتى في تجلي القسوة الهم و النصب----- و في الجسم قد آتى على الصحة النصب
و أمر العنا يبدو به الخطب و الكرب----- و أمر الأذى يغدو به النصب و الكرب
و يبدو لديهم العيب والريب والشيب----- لقد إعترى جمع الورى الكرب و الجدب
بطول المدى البادي وعرض الحمى السامي—لقوم العلى سفر و يحلو لهم أوب
تباعا البلايا و الرزايا آتت خلي----- و حبل الأذى قد طاله الصنع و الكرب
و أفكار عقل المرء يغدو بها النفع----- و أجفان عين المرء ينمو بها الهذب
و في مطلب الداعي يلبى له القصد----- وفي مشيه الساعي يرى في المدى هذب
هوى الوحش صيدا في حمى غابة البطش—بدنيا الحمى البادي وضوحا له الورب
بأزهى و أبهى صورة ينبت الهدب----- و ينمو بجفن المرء و المقلة الهلب
وفي القلب دم قد جرى طاله النبض----وفي الفم ريق حف جف قد طاله العصب
و في ضربه البلوى ليفنى به السم----- و في صخرها العادي له العقرب الورب
وأشجار وادي موطني الحلو ذو هدب-----بضوء الضحى ينمو و يسمو لها الهدب
سماء العلى في ملتقى عيشة القوم----- إذا ما دوى رعد الدواهي لها هضب
آتى في سباق المجد في أول الصف----- و يجري بوقت الحرب و العزة السهب
بسحر الغنى الغالي بقدر الحمى العالي---- لثوب الجمال الحلو في موطني الهدب
و قد إعترى ذاك البعير الذي يشكو----- مرار المآسي و الضنى مكرها الضب
و يهوى مذاق الشهد في غابة السهد----- و يسقى لمن ماء العلى جوفه الدب
عشيري لها الذهبان في زينة الناس----- لقدر بنار الحرق ذابت لها الذوب
وفي الساحة الكبرى ليسري هوى المجد--- ويجري بميدان الوغى ذالك الغرب
ويرعى بروض الأرض في أجمل الوصف--- و يسعى على رزق العطا ذالك السرب
و يمشي على مهل إذا يفرض الصيد----- لصيدا ثمينا قد هوى في الحمى الضب
جواد العلى يجري ويسري على الأرض--- و يبدو وضوح الكشف في الروعة السيب
وعنها بأمس قد جرى ذالك البعد----- رباط البلاد اليوم منها جرى النوب
و ثوب الحياة الحلو بالموتة الكبرى----- ليبلى هو الفاني لقد طاله العصب
بجو الوغى الدامي بسيف العلى الحامي---- لفي وجهه السامي غدا يأخذ النهب
كمثل السراب الحلو في زهرة الدنيا----- ليمضي سريعا في حمى الواقع السهب
وتحلو لديهن النساء اللواتي في ----- بلادي بلغن الحسن و الفتنة الهدب
و فيها بلادي المغرب السهل و الطود----- بدا بين طودين الخوى الحلو واللهب
وجاءت ليالي الهم و البلوى الكبرى----- لدى قومنا عند الردى قد طغى هذب
هوت الحية الكبرى بدنيا الردى اللسع----- و قد مسه الإنسان من فمها لسب
و أجسامهم أهل الكراسي لفي الدوم----- بطول السقام المر أو علة جرب
وكم من زعيم طاله القتل و السجن----- و يهوى هروبا أو بها طاله العصب
بدين العدى يطغى فسادا على الضعف----- لطول المدى والمظهر الكامل الخرب
آتى بغتة من دون إذن لغى العمر----- لظرف المنون الخطب والكرب و الريب
ولم يرتوي العطشان قد مسه الكرب----- و يطغى لحول الماء و المنبع اللوب
ويطغى إذا غابت الضحى في مدى الأفق---- بدنيا التردي ذالك الخسف و الوقب
هو الدهر يبلى قد آتى في حمى العمر----- بأقصى الردى عند العدى قسوة النحب
وفيها معاني الفكر في المنطق النصر----- و فيها مباني العز في الموطن النوب
تمادى هواها هجرة ذالك الحر ----- و في الرحلة الكبرى غدا عنده الغرب
و أدلي بدلوي في قضايا الحمى الكبرى----- و في بئرها دنيا التقصي بدا الجوب
على وجهة الأقدار نمشي بدا الدرب----- طويلا أمام الحر يبدو تجلي السرب
ويمشي على نهج العلى صاحب الفكر----- يرى في معاني المنتهى واضحا السرب
ويروي عقول الناس في الصحوة الفكر--- و يسقى محيا الأرض في الغمرة السيب
و فيها ملاهي الدولة الرقص و السكر----- و في مسرح الملهى غدا يلعب النحب
وفيها أراضي الموطن الخصب والعشب--- إذا ما هما غيث بدا في المدى الخضب
و في مطرح البيداء يبدو لنا الخب ----- على شاطئ الوادي بدا ذالك الخب
و في واحة الصحراء يبدو نخيل الخي----- ر في النخلة الكبرى بدا ذالك الخلب
و يحلو هو الشافي وكافي هو الصافي----- من النخل يأتي كامل الصحة الضرب
و في منحة الأفراح ضحكا علا سعدا----- و في محنة الأقراح نحسا علا النحب
هما الغيث يأتي من بعيد به الخصب----- بوادي الحمى يبدو لفي الروعة الخلب
وما العلى يسقي ربوع الحمى الجاري----- إذا ما هما غيث الهوى طاله السرب
و في الغربة الكبرى بلادي غدا عنها----- بفعل صريح في المدى الحاضر الغرب
و يطغى الجفاف المر في أغلب الوقت----- و يهمو على أرض الحمى ذالك الضرب
وماء الجبال الحلو يهمو على الأرض----- لمن رأسها البادي غدا عنده الصوب
هو الراح في دين الهوى طاله السكب----- هو الماء في دنيا الثرى طاله السكب
و ليبيا كمثل المرأة المبتغى فيها ----- و يبدو عليها ربة الفتنة الجوب
عليه الأسير العبد يلقى أذى القيد----- و في اليد يبدو مثل طوق الردى الخلب
و سهم الأذى يرمى بدار الوغى يلقى----- و أمر المنى يأتي وقد طاله الصوب
أرى ساحل الوادي لأرض الغنى البادي---- و يزهو بأحلى صورة المنظر الخب
و في غابة الشجار بالريح قد تهوى----- و فيها المناحي أو النواحي بدا الخضب
ومزن الهوى يهمو على روضة الأرض---- بطول المدى الساقي وفي الغمرة السكب
وفي القرية العليا وضوحا بدت رحب----- وفي بلدة الهيمان بانت لنا رحب
وماء العلى يجري لمن منبع السلوى----- طغت في المدى النشوى لقد طاله السيب
دياري لدار الجود و الخير و السعد----- و يأتي صديقي عندنا قد جرى الغب
لنا قبلة الإسلام منها علا النور----- يرى في حماها أو مدها لنا الجنب
و أمي التصافي و التراضي لتعطي لي----- لها أسرتي فخرا بأمر العلى الرب
و في مدخل الأحياء و القرية الصغرى----- بدا في مدى حسن لعند الورى الزرب
نرى قربة السلوى بها خمرة النشوى----- بأقصى مدى حسن لقد طالها الزعب
جوادي ليجري في سباق العلى الحر-----طليق كريح الروح في الركضة السكب
جميلا بأبهى الروعة اليوم قد بان----- لقد صان سر الدار و المنزل السب
يرى الماء صافي ثم شافي هو الصافي----- و في صخرها عين الحمى قد بدا الوقب
وينمو لفي وادي ونادي الحمى البادي----- مع الريح في دنيا الهوى يرقص الكب
هو العدل يا خلي أساس لدى الملك----- كما قد شفى أمرضنا و الضنى الطب
أضاءت نجوم الليل تهدي إلى الدرب----- عشيري جنوبا أو شمالا يرى القطب
غدا في نهى الإنسان بالفكرة الرشد----- بدا في مدى الوديان في فيضها رحب
و في محفل الأفراح أو مأتم الأقرا----- ح يهدى طعام الخير قد طاله الصب
ويسقي نفوس الناس والأرض قد أحيا----- و غيث العلى قد طاله الصب و الرضب
ومن أجل دك السحر من جسمه العبد ----- ليجدي لفي دنيا الهدى النافع الرعب
لها ربة الفوضى لفي كتفها الوقب----- و في عينها يبدو لذو سيمة الوقب
و في ظهرها الحاني بدت سيمة الوقب----- كحمل ثقيل في حمى ظهرها الوقب
بدار الوغى تجدي بها النصر و العز----- سيوف المعالي عندها صاحبي قشب
إناء الهوى بالخمر قد فاض في السكر----- ليجدي به الدنيا حلت طاله الرغب
وماء الغنى الجاري لفي غمرة الوادي----- ونادي الحمى الساري لقد طاله النضب
و ترعى لفي جو السلام الذي طاب----- و نوق الحمى في قفرنا صاحبي نصب
و يأتي لجيلا بعده الجيل و الناس----- و يبدو لفي صيرورة الفعلة العقب
وزر بلدتي غبا فتزداد حبا قد----- آتى في حماها المرتضى ذالك الغب
و عنها بلادي يكره الشر و البعد----- ومنها بلادي يرغب الخير والقرب
و لحم الحمى عن عظمه الحلو في البلوى—ليغدو ويبدو كامل القسوة اللحب
عشيري جمالا أو دلالا هوى الصب----- بوادي بلادي قد بدا ظاهرا اللصب
له الشئ في دنيا الوجود الذي نحيا----- لبدأ و منتهى التجلي له الغرب
و يشكو البلاء المر في دولة القهر----- على وجهه المسكين قد طاله الكب
و في الغابة المحظورة الآن قد بان----- بأقصى و أقسى صورة الخضرة القلب
بسهل الحمى سحرا جرى ذالك الوادي----- بطود الحمى حسنا يرى رائعا اللصب
وفيها الفعال الأجر والوزر يا صاح----- على قدر صنع قد آتى ذالك الغب
تأنى لقبل أن تقول الكلام اليو-----م في الرأي يجدي في مدى الحكمة الغب
وريح البلايا و الرزايا لفي الدنيا----- بأقصى التجلي و التعلي علت نعب
و فم الذي قد إشتكي حرقة الكرب----- بأمر التعالي مثل تيس له النب
و سيارة الأسفار تمشي بدرب السي----- ر يغدو قريبا في محيط المدى النوب
نرى دابة الوادي لترعى بلا الراعي----- وضوحا عليها في المدى الكامل السيب
بسوط الأذى قد ساسه السارح الراعي----- عليه البعير الآن قد شده القتب
و شمس العلى عنا لقد طال في الدنيا----- و في منتهى أمر التردي لها الغيب
يقوى كيان الجسم في القوة الظهر----- و يعطى بناء العز و النشوة الصلب
وفي الوجه يغدو كامل البهجة الأنف----- و في الخصر يبدو كامل الصورة القب
وسحقا الطعام الحلو يهوى لفي الفعل----- لها البطن يبدو في حمى الصورة القتب
وفي جسمهم المرضى لنا قد بدا الندب----- ورغم الشفاء الحلو يبقى بهم الندب
ويحيا طليق اليد حر الهوى الطير----- فضاء العلى الزاهي بدنيا المدى الرحب
وخمر عتاق في مداها آتت النشوى----- وماء زلال في حمانا هو الغب
بلادي لأرض الجود و الود و السعد----- و يبدو بها في روعة المنظر الغيب
وحمى الضنى تأتي على غرة تفني----- بدا في حياة الناس قبحا لها الغب
ومن حولنا سحرا و حسنا نرى ينمو----- لدى السقم فيها مقلة الناظر الغرب
وفي أذنها شاة الحمى يظهر الخرب----- و في الإبرة المثلى بدا ذالك الخرب
وماء الحمى يجري ويسري هو العذب----- ووجه الثرى يروي بماء العدى الخلب
و يطغى إذا ما غاب في أفقنا بدر----- بطول التجلي في مدى العيبة الوقب
و عمري ليفنى بالمنى ينقضي سحقا----- بطول المدى خلي لقد طاله النضب
و في غمرة البلوى وفي محنة الشؤم----- بهمس الصدى خلي علا ذالك النعب
ويجدي لدى الراعي بمرعى الحمى الزاهي—لوجه العصا أو ذالك الكلب و الخرب
هوى الطائر المغنى بأفق العلى طار----- ومن منبع السلوى غدا عنده النغب
بنار الهوى قد ذاب في العروة القلب----- بنار الأذى قد ذاب في الغمرة السكب
هوى صاحب السقام في بيته الزاهي----- غدا عنده المسكين في العيشة العصب
ويمشي على درب العلى الحر والنجد----- جرى السير في معنى التباهي هوالسلب
هو الوقت كالسيف الذي يقطع العمر----- كمثل السراب الحلو يمضي لنا السهب
و تأتي ثياب الحسن في مقتضى الغزل----- و صوف الغنى قد طاله الجمع و الكب
على غرة تأتي و يطغى بها النكب----- رياح الحمى عند الردى صاحبي نكب
وغيث الترجي و التمني هما نفعا----- لقد سال في فيض المدى الكامل الزرب
و تجري و تسري في سباق الميادين----- خيول العلى يبدو ويغدو لها النهب
لديهم المواشي والورى قد سما القب----- وجمع القطيع الحلو يسمو به القب
ويهوى رحاب الحرية التي تسمو-----ويجري ويسري في حمى الركضة السهب
هوى الشدو في روض الغنى خاطر الطير--- هوى الشهد في غاب الحمى ذالك الدب
لمن يدها أمي عجين الغنى يأتي----- لخبزا جميلا قد بدا عندها الشوب
وطودين في دار الحمى فيهما الثلج----- و يبدو جميل الشكل و المنظر الشعب
و تأتي الدواهي و الردى صاحبي الفذ----- تباعا جرى في غمرة الوقعة النوب
بدنيا البلايا و الرزايا طغى النخب----- بدنيا العطايا بالمزايا طغى النخب
حبال العدى تبدو وترمى على الأرض----- و يجدي لأسباب العلى العد و الحسب
و يحلو لفي مسك المذاق الذي نهوى----- ويشفي ويسقي في الهوى جوفنا الشوب
له الفارس المغوار في الحلبة الكبرى----- جواد سريع في قوائمه السلب
وقد عم في دنيا الهوى الشدو والرقص --- بوادي بلادي قد نما ذالك الكب
بمرعى لترعى مالها العشب ة الراعي----وجاعت شكت البلوى مواشي العدى شعب
ويقوى إذا مزن العلى قد هما سعدا----- بطود الحمى يبدو لفي الروعة الشهب
نعيق الأذى و الشؤم في مفرق الدنيا----- و دار التردي و التعدي لها غرب
بريح القفار المر إن هب في الأرض----- فرمل الضنى قد طاله الضم والكثب
وخمر الهوى يسقي السكارى حيارى هم--- لقد صان خمر السكر في الحانة الحب
و قد شابه الإحسان في عروة المن----- ويبدو لفي دنيا المعاني به الشوب
و قفر الأذى فيه الأسى المر و الفقر----- وروض العلى فيه الغنى الحلو والخصب
وفيها نواحي أو مناحي الحمى المحمي---- لأهل الهوى طول التجلي يرى الشعب
وعصفور شدو فيه حسنا بنى العش----- بوادي بلادي قد نما ذالك العصب
وظل التباهي وارف دائم الحسن----- وفي الواحة المثلى بدا ذالك السرب
و تهمو ثلوج السعد في ليلة البرد----- سطوح القرى فيها يرى ذالك الشيب
ولما هما غيث بوادي بدا الكلب----- و فيه الأديم الحلو يبدو لنا الكلب
جموع البرايا تشرب الخمر و الماء----- بوادي الحمى البادي جرى عنده الشرب
وشعري فصيح كامل الوصف والكشف----- كلامي لطبق الوضع ما طاله السهب
نفينا وقد إستوطن الغير في دنيا-----أراضي حمانا قد جرى في الردى الشعب
ويجدي بصيد الصبر والحكمة المثلى ----- و يجدي لعند الصيد بالحيلة الزرب
و فيه الجواد الحلو يبدو لنا الكلب----- و في بحرنا يا صاحبي الهادر الكلب
هو الليث يهوى الصيد في غابة البطش---- و يجدي بنفع عنده الفم و القنب
وما بحت في دنيا الهوى الحلو بالسر----- عيوني بدا في عزها واضحا الغيب
ودمع الأسى يهمو لمن مقلة العين----- و يسقي بأمر الواقع المقلة الغرب
و تعطي خمور السعد و الشهد و الود----- حقول الحمى فيها بدا في المدى سرب
وماء الحمى الجاري زلال هو العذب----- و يسقي لجوف الشارب الواقف الشرب
وصخر الأسى يهمو لمن طودها الدنيا----- بأرض الجوى هولا و قد طاله الضب
بريح الغبار المر يعلو بدا الرعب----- و في كل حين صاحبي طاله العصب
وأخطاء قومي في حياة الحمى الكبرى----- و يأتي التمني كلما يحضر الصوب
بسهل الغنى السامي يرى ذالك النهر----- بطود الحمى العالي يرى ذالك الشعب
هي الرحلة الكبرى ليجدي بها الزاد----- و في الرحل يبدو ذو حمى الميزة الكلب
على صيدها البادي لتسعى لفي الغاب----- أسود عليها قد بدا ذالك الضب
لدينا سما ذو بسطة العلم والجسم----- و ذو قوة العظمى لفي عزمه الشب
وفي الجسم يبدو كامل الصولة البطن----- و في الظهر يبدو واضح الصورة القب
و في جوهر البنيان يبدو لنا اللب----- ترى مكمن الأشياء يغدو بها اللب
وفي العيش يغدو صاحب الصولة الصب--- و في الرجل يبدو صاحب القوة الكعب
و في الحائط المبنى بدار رائعا الكلب----- وفي سيفنا العالي غدا فاتنا الكلب
و أشتاق أمي عندنا الأرض الأم----- و عنها بلادي طال في الغربة الغيب
ولي أجمل الأسماء إسمي على المسمى----- لطبق ولي في المغرب الفخر و الصلب
لقد أدرك المعنى بنور النهى اللب----- غدا يفقه المغزى لفي المكمن اللب
على ظهرها أرض الحمى قد جرى النهر—و في بطنها حرا جرى ذالك الشعب
له القمة العلياء في الروعة الطود----- لها قمة المبنى الذي قد علا القب
وفي الورد يغدو صاحب الغمرة العطر----- و في الفلك يبدو ساحر المظهر القنب
و في خلقة الإنسان فالروح و الفكر------ و ينمو به الوجدان و الفكر و القلب
و شعر الهوى عند النوى طاله النظم----- وسيف العلى عند الوغى طاله السلب
بسيف العدى والفرقة اليوم في الدنيا----- فلحم الحمى والقوم يغدو به اللحب
به الردع يعطي أكله النافع الصلب----- و يجدي بنفع في الوغى ذالك الصلب
و يبكي لدمع الحزن في حرقة العين----- و قد إشتكى بلوة الضنى عندنا القلب
سرابا نرى في غمرة القفر و السهب----- و ليبيا بلادا في مدى القسوة السهب
لقد فاض في دنيا الهوى المرتضى فيه--- لطيبا خمور النشوة الحلوة القعب
و يبدوعلى خيل الحمى عن جرى زهوا---- و لهوا لفي دنيا الرنا ذالك السيب
طغت زهرة الدنيا لفي جوها الحرب----- و قد بينهم أهل الحمى يجمع الإلب
لقد إعتراهم صاحبي المخلص السامي---- لقوم الحمى بئسا بدنيا الردى القلب
و يخفى مخيف غامض الوجه والشكل----- بدنيا الورى عنهم فلا يدرك الغيب
و أفق السماء الحلو يبدو به النجم----- و فيها الرحى يبدو لذو الروعة الكلب
و سيف الهمام الفذ يبدو به الحد----- ورمح الشجيع الحر يبدو به الكعب
بمحراث خير أرضنا في مدى العيش----- فقد إعتراها الحرث و الزرع و القلب
و يغدو بدار المجد و العزة النصر----- ودرب الهوى و الحب يغدو به اللحب
هو الساحل المحيا ليحلو به اليوم----- هو السهل يبدو في مدى به الصلب
و في كل وادي قد نما يسحر العين----- و في بلدتي الصغرى بدا ذالك القضب
غلابا التمني قد آتى يشتهى المجد----- و يطغى بنيل الحكم في الصولة الغلب
و فيه الزواج العفة الطهر نهواه----- حراما لمنعا صان يأتي به العقب
لديهم نحاة الفهم والعلم و الفكر----- و في جملة الأشعار فالرفع لا النصب
و يأتي بأخبار الهوى ذالك اللب----- و يأتي ببشرى سارة في الحمى اللب
وفيها مياه الخير و النفع و الجود----- وذو قلة في عدها في الحمى قلب
ومن منبع السلوى لفي عيشة النشوى----- وماء الصفاء الحلو قد طاله الكثب
ومهما يطول الغصب في دولة القهر----- إلى أهلنا وقت العلى يرجع الغصب
مزايا بها فخرا غدت تطحن القمح----- و فيها رحى ذو روعة المنظر القطب
وينمو بضوء الشمس في روعة الحسن--- و للزهر في غصن الحمى صاحبي قنب
ويبدو له الراعي لفي الرعي والمرعى---بطول المدى البادي وعرض الحمى الشجب
لديهم لأعراب الفلاة التي نهوى----- غناء جميل في المدى قد بدا النصب
لقد سافر الهيمان في روضة الأرض----- لقد طالها الأوطان في الجولة الجوب
عيون الصبايا في مدا ه الحمى شهل ----- و وقت النوى صعب ليالي الردى صعب
على صيدها تجري وتسعى على الرزق---- وسادت لفي غاب الحمى والقرى صهب
وفي كل نادي قد غدا يجمع القضب----- وفي الغابة الكبرى بدا ذالك القضب
هي البطن تهوى متعة الأكل و الشرب----- وفي الظهر يبدو ظاهرا قوة الصلب
نقود الحمى تأتي لمن صولة الضرب----- وتنمو الغنى فيها لدار الحمى الضرب
وعنه الذي ما قد هوى قد بدا الرغب----- إليه الذي يهوى الجوى يظهر الرغب
و قد إرتضى عيش العلى ذالك النجب----- و قد إرتضى عيش الأذى و العنا النخب
هوى الصيد في دنيا التباهي بها الحر---- و قد ساد في غاب العلى ذالك الصعب
ويلقى على نبض الجوى ذالك الحب----- و يلقى على أرض الحمى ذالك الحب
سيوف العدى فيها بدا في المدى الكسر--- رؤوس البرايا في بلاد الحمى صهب
و سهم الأذى يلقى على نبضة القلب----- ومن يدهم يرمى لقد طاله الصيب
ويأتي الردى يغدو المنى صاحب الحكم---- شفاه العدى فيها بدا في المدى الضب
و تأتي وقوعا ضربة الخطب والكرب----- بسيف الردى يبدو و يغدو بها اللحب
ويشكو البعير المرهف الكرب والخطب---- فذا ما بدا في جسمه الضامر الضب
لدى المؤمن المنصور ديمومة السيب----- سما الثائر المشكور يعطى له السيب
وفي الحرب عند النصر يعطى له السيب--- و في السلم إيثار علا عنده السيب
ويروي ويسقي جوفه العطشان سكران---- وفيه الإناء الخمر قد طاله الكعب
ويمشي به الإنسان في سيره الساري----- به السير يغدو ياسرا ذالك اللحب
بدار الوغى يسمو وينمو له العد----- و جيش الحمى يبدو به الصدر و القلب
و بالجهد يأتي كامل الصورة النصب----- و يقضى لفي دنيا العلى ذالك النصب
لديها المواشي في حمى المنبع الشرب---- لوقت لمعلوم بدا في المدى الشرب
و فيه الوفاء الحلو في الغالب الكلب----- لقد عض جمع الناس في غدره الكلب
وفي جوزنا يبدو لذو الروعة اللب----- و في لوزنا يغدو لذو القيمة اللب
وفي روضة البستان حسنا نما العشب----- بليل الحمى في منبت القدرة الشب
و أضحت المنايا كالمقص الذي يبدو----- قميص الحياة الحلو قد طاله الجوب
و أبدي لفي دنيا الأسى الحاضر اللوم----- و يقوى بكاء الشكو قد طاله العتب
بدنيا التعدي المر قد أسقط النصب----- بدنيا التحدي الحر قد رفرف النصب
وقصر العلى يبنى بطوب على طوب----- و يبدو لفي حسن التجلي به الطوب
و يغدو بوقع الدلو في بئرها السامي----- بطول التجلي و المدى ذالك العب
وفي الشئ يغدو في مدى العيشة العيب--- و في الشئ يبدو في رضا العيشة الطيب
و يسري بسير السفر والرحلة الركب----- ترى الناس في دنيا الدواهي فهم ركب
نشاطا جميلا قد آتى في حمى الفعل----- هو الجسم ينمو ثم يقوى به الغرب
و يسمو لديه اليوم ذاك المهندس----- و فيه المزايا في حمى الصنعة الكعب
وحال إلى حال و وضع إلى وضع ----- فقد إعتراه القلب في العيشة القلب
ولحم الحمى يشوى على مجمر الغير----- بنار الأذى قد إعتراه الحرق و الضهب
به المال في دين الغنى ذالك الجيب----- و شبت جريح في المدى ناره الجوب
و تأتي الرزايا في حياة المصاعيب----- جميع البلايا قد تجلى بها الصعب
و بالنرد نهوى لعبة السعد و الحظ----- و في كل رقم رمز نول له الكعب
بدنيا الردى سحقا لقد قدس النصب----- و فيها لمنصوب بلاد العدى النصب
وفي كل صبح في المدى يقرأ الحزب----- و في كل ليل بالهوى يقرأ الحزب
وقد لاح في أرض المدى الحاضر الغيب--- و قد فاح في روض الحمى الزاهر الطيب
وماء الحمى في مرتضى المهجة العذب---وعيش الحمى في منتهى البهجة الخصب
حلا إحتساء النخب في حفلة الحب----- روى خاطر الهيمان في الغمرة الشرب
ويحلو لأهل الذكر في المشرق الشرق----- و يحلو لأهل الحب في المغرب الغرب
ويأتي الردى عند الدواعي هو الصلب---- وأمر الأسى عند الدواهي هو الصلب
حرام لفي دنيا الهوى ذالك الكسب----- حلال لفي دين الهدى ذالك الكسب
ويأتي جميل القدر في الجوهر الحزب---- و يعلو و يحلو عندنا ذالك الحزب
بظلم الأذى عند الورى يعبد النصب----- و يهوى سقوطا في حمى الثورة النصب
هو الماء في صبح العذارى به الكوب----- هو الخمر في ليل السكارى به الكوب
و يجري بدار الثروة النهب و السلب----- و يسري بدار الثورة الخطب و الشغب
هو السلم يسمو في المدى تفرض الحرب—ودار الوغى يقوى بها القتل و الضرب


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.