بقلم عبد القادر العفسي شهدت العرائش 2015/10/21 مسرحية متميزة لم نشاهد مثل هكدا التباسط الانيق من قبل ..بين "دار امستردم بالعرائش" و "مسرحين هولندين" الذي أقيمت بمسرح "أبيندا" المتواضع الفقير والوحيد المتواجد بالمدينة , فمسرحية "سقف العالم" كما تعنونت و هي تحكي واقع الانسان في مواجهة الشر المتمثل في نشر الغاء الاخر و ثقافة الموت، و هي في نفس اللحظة كدالك تحمل فلسفة جديدة و فرضيات عديدة ناقشت كيفية القضاء على الفساد الروحي و القلق الوجودي وثلويث المجال العام و العنف و المراة والطفل ..كحلقة ضامنة , ليتحول الانسان الى مصدر للعطاء لا ينضب , غزير بالمحبة مع اضفاء المزيد من قبول الآخر و احترامه الذي يفضي إلى التسامح..فكان عرضا استعرضيا و سيميائيا متميزا بالشفرات والأشارات والدلالات البصرية بحيث يعكس هذا العمل الشبه الدرامي بأحداثه المتعاقبة المتشضية معاناة الذات الانسانية بشكل عام ... و تتمحور الفكرة الاساسية حول موضوعة التخلص من الانفصام في النفس البشرية و التي لايمكن الوصول لها الا عبر الفن ومفهوم الانسانية لتحقيق الغايات الكبرى وهي الرفاه . . خاصة و أنّ العالم يشهد كثير من التنافس في الغلو بكل أشكاله، و يعيش تناقضات كبرى على مختلف المستويات , لذلك فقد خبرتنا مسرحية "سقف العالم" أنّ الانسان في هذه المرحلة لدية قدرات على إقناع الآخرين عبر الحب بالبحث عن صيغة لتخفيف حدة العنف الذي تشهده الانسانية و العالم , فأمّ الوطن هو للجميع و الانصهار المجتمعي مطلب لفك عُقَد كل متطرف ومُعطّل..و كذا الحرية في الاختيار ، فمحاربة شاكلة الغاء الاخر بالتأكيد لا تعني القضاء على التركيبة الاجتماعية المختلفة بالمجمل , بل في تحمَّل القوى السياسية والمدنية و الطبقات المثقفة و حتى المتدينة , مسؤولية التاريخية في تفكيك هذه السلوكيات و المسلكيات، وأن التساهل في التعاطي مع الموضوع بفكر مؤدلج، يُفقد الهدف الأسمى ألا وهو الوصول إلى التوازن الإنمائي والانتمائي الشمولي من خلال الاحترام /الحرية / السلام/الانسان... بالدفاع عن انسانيه المتروكة خلف جدران الكراهية والحقد.