«المسرح والعولمة» هو العنوان العريض الذي سينعقد تحته المهرجان الدولي للمسرح الجامعي بالدار البيضاء الذي تنظمه كلية الآداب والعلوم الإنسانية بنمسيك / جامعة الحسن الثاني المحمدية، في دورته الثانية والعشرين التي من المقرر أن تنطلق فعالياتها من 10 إلى 15 يوليوز القادم. وأوضح المنظمون, خلال ندوة عقدت مساء الجمعة الماضي بالدار البيضاء، أن ألمانيا ستكون ضيف شرف دورة هذه السنة التي ستعرف مشاركة لجزائر، تونس، السودان، تركيا، فرنسا، ألمانيا، سويسرا، رومانيا، السويد، الاكواتور، المكسيك، البرازيل بالإضافة إلى المغرب ومن خلال إلقاء نظرة بسيطة على البرنامج الذي حصل ممثلو الإعلام خلال الندوة على نسخة منه، يبدو أن ألمانيا تحضر بثقلها في فعاليات الدورة من حيث أنها تتولى مهام الإدارة الفنية في شخص المخرج المسرحي عبد الفتاح الديوري مدير مسرح هانوفر وتتولى رئاسة لجنة التحكيم وتشارك بثلاثة عروض مسرحية أو من خلال مشاركتها ضمن الندوة العالمية التي ستنظم على هامش المهرجان و هذا ليس بالأمر الجديد إذ أن للمهرجان علاقة قوية بهذا البلد الأوروبي وسبق لكلية الآداب بنمسيك أن أنجزت عملا فنيا بتعاون وشراكة مع جامعة (هيلدشيم-ألمانيا) تمثل في إنتاج مسرحية مشتركة شارك فيها طلبة من المغرب وألمانيا وإسبانيا وانجلترا وتم تقديمها خلال الدورة ماقبل الأخيرة وفي كلمته اعتبر رئيس المهرجان عبد المجيد القدوري أن اختيار المسرح والعوملة كشعار أو عنوان للدورة الثانية والعشرين أملته عدة اعتبارات موضوعية من بينها أن الفعل المسرحي يقع في قلب العولمة، على اعتبار أن أهداف هذه الأخيرة يمكن تلخيصها في ترسيخ ممارسات، أوضاع وقيم نمطية في أفق اجتثاث الاختلاف بين الثقافات و القضاء على التنوع الثقافي الإنساني بهدف توحيد الأذواق وترسيخ قيم الاستهلاك. ويضيف السيد عبد المجيد قدوري «إن الفنون بشكل عام والمسرح خصوصا لم يستثنيا من تأثير العولمة، الفعل المسرحي كان يناضل أيضا وما يزال من اجل عولمة مغايرة، من أجل إلغاء للحدود بين الثقافات الإنسانية عبر الانطلاق من المحلي الضيق لبلوغ المشترك الإنساني بقيمه الكونية والأزلية. عولمة بالمفهوم الايجابي، تختلف وتتقاطع في الكثير من النقط مع مفهوم العولمة عندما يتعلق الأمر بتحديات وأسئلة كبرى من قبيل: الإنسان في مواجهة مصيره، حول سؤال الحرية، وفي مواجهة الظلم، المسرح يمنح الإنسان فرصة التفكير في الذات والآخر حول القيم المشتركة وتثمينها والرفع من شأن الإنسان، وإعلاء كرامته لا تقزيمه واختزاله في آلة استهلاكية صرفة. ومن جهته اعتبر المدير الفني للدورة الثانية والعشرين فتاح الديوري « أن المهرجان الدولي للمسرح الجامعي بالدار البيضاء هذه يجسد الجوانب الايجابية لل «عولمة» عبر جمعه للعديد من الفنانين المنتمين لثقافات، لغات وميول مختلفة قدموا من مختلق جهات العالم لإسماع صوت الإبداع وفتح آفاق حوار مثمر بين مختلف هذه الثقافات. رقص، فرجة، حكاية وتجارب مسرحية متنوعة، هذا ما سيؤثث فضاء الدورة الثانية والعشرين، من جهة أخرى وهذا أمر من أساسيات المهرجان، إذ يضم البرنامج، بالإضافة إلى العروض المسرحية، موائد مستديرة ولقاءات ونقاشات وأيضا سيتم فتح سبعة ورشات تكوينية سيؤطرها متخصصون دوليون في مجال المسرح من ألمانيا، تركيا، رومانيا، السويد والمغرب، وستكون على الشكل التالي: «الارتجال في خدمة الإخراج المسرحي « ويؤطره عبد الله شكيري من المغرب. الكلمات المبعثرة» ينشطه توم كروس من ألمانيا. «الآنا، الآخر والعالم» من تأطير الزوهرة مكاش من المغرب.»منهج التصميم النفسي في المسرح» أوليفيا كوستي من السويد. «منهج التصميم النفسي في المسرح وجهة نظر المخرج» يؤطره زولطان شابيرا من السويد. «الإبداع والتنمية انطلاقا من الثقافات المختلفة» سيفاستيان تيدور من رومانيا. أما بخصوص العروض المقررة فجاءت على الشكل التالي:من المغرب مسرحية « بصمات» محترف الدراماتورجيا جامعة الحسن الثاني المحمديةالدار البيضاء/كلية الآداب بنمسيك- الدارالبيضاء، ومسرحية « لغريب والنسا» لمختبر أمل للمسرح/ كلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية، جامعة القاضي عياض، ومسرحية «البورجوازي النبيل» لفرقة المدرسة الوطنية للتجارة والتدبير للدار البيضاء، جامعة الحسن الثاني- المحمدية- الدار البيضاء . البرازيل بمسرحية بالهاس أُو. س فرقة انفيرميا دو ريسو/ جامعة فيديرال دو ريو دو جنيرو، الإكوادور روميرو سولو لمسرح أوخو أكوا، فرنسا بمسرحية الخادمات لفرقة الثلاثة جامعة ليون 2، ألمانيا بعرض «النصيب» لفرقة ح 20 و مسرحية «تبقى الخطابات متوقفة» لمجموعة أكفوستن/ جامعة هيلدسيم، تركيا بمسرحية «Ego te absolvo» لمحترف المسرح للمعهد الفرنسي لأنقرة، رومانيا السويد بمسرحية La « fiancée de prêt « فرقة ألكسندرا دافيلا، السودان الورشة الجوالة المسرحية جامعة أمدرمان الأهلية، تونس بمسرحية «البيان الرسمي للمهرج» لمنتدى المسرح المتوسطي للفنون/ جامعة سوسة والجزائر بمسرحية « شوبا» لنادي المسرح الجامعي/ جامعة محمد خيضر/ بيسكرة. هذا، ويمكن القول أن المهرجان الدولي للمسرح الجامعي، إلى جانب الفرجة، يعطي أهمية بالغة لمسألة التكوين المسرحي, حيث سيتم تنظيم ورشات في التكوين المسرحي تركز على الممثل والكتابة المسرحية والدراما المعاصرة والصوت والتعبير الجسدي. من أجل مسرح وطني يستفيد من تجارب البلدان الأخرى ويساهم بما يملك من تجربة في هذا الحوار الثقافي الذي يعتبر المهرجان إحدى واجهاته، من أجل مسرح ينهل من جذورنا الثقافية ويعبر عن كونيته من خلال واقعنا المحلي الضيق.