تأسس حزب البديل من اجل ألمانيا بعد فشل عدة حركات يمينية متطرفة وشعبوية جعلت من معاداة الأجانب الركيزة الأساسية التى بنت عليها سياساتها خاصة تجاه معتنقي الديانة الإسلامية و السعي الى تقليص الهجرة واللاجئين نحو المانيا . كان ظهور هذا الحزب ناتجا عن احداث ارهابية مؤلمة ،عالمية واروبية ، ومع الركود الإقتصادي منذ سنة 2008 عرف هذا الحزب كيف يلعب جيدا على أخطاء الحكومة الألمانية ،وفي المقابل لايمكن ان نغض الطرف كذلك عن احداث العنصرية السابقة منها مثلا التي ذهب ضحيتها تسعة مواطنين من اصول تركية او أتراك وواحد يوناني بين 9 سبتمبر 2000 و 6 ابريل 2006 حيث حدثت ضجة كبيرة حول اسباب وقوع هذه الجرائم رغم أن هذه الخلية النازية كانت مراقبة من طرف المخابرات الداخلية. في يوم 6 فبراير 2013 أعلن في عاصمة المانيابرلين عن ولادة هذا الحزب الذي بنى فكره السياسي على اديولوجية تعتبر الصمة البارزة المشتركة للاحزاب اليمينية الأوروبية المتطرفة والشعبوية وهي القومية الاثنية معتمدة على خطاب سياسي ديماغوجي فيه إثارة عواطف الشعب مستندة إلى مخاوفهم وافكارهم المسبقة الذي لعب فيها الإعلام دورا في انتشار هذا الفكر العدائي. ويعرف هذا الحزب اختصارا ب AFD ا.ف.د ورمزه لون أزرق فيه رمح احمر في وسطه متجها إلى الأعلى، ومن برامجه رفض ما يسمى بالاوروبانية(Euroscepticism) بمعنى يدعو إلى خروج ألمانيا من الإتحاد الأوروبي مثل طريقة بريكست(Brexit) الإنجليزية تقريبا وتسمى في برامجهم ب Dexit ديكست، وكما يدعو إلى محاربة اسلمة ألمانيا والعودة إلى زمن عملة المارك الألماني بل منهم من يتهم هياكل الإتحاد الأوروبي بانه غير ديموقراطي لا يتحلى بكثير من الشفافية ولا يخضع الى المراقبة فهذه الفئة تدعو إلى الإنسحاب من الإتحاد وتراه مشروع فاشل مشكوك فيه . فمتتبع الاحداث يتبين له أن هذا الحزب هو استمرارية لحركة بيغيدا التي تحدثت عنها في تدوينة منفصلة في الايام الماضية ومعظم اعضاءها متواجدين فيه بل قال وزير الخارجية الألماني السابق يوشكا في تصريح له سنة 2018 هناك الكثير من النازيين في صفوف هذا الحزب وهذا ما ذهب اليه بعض المحللين والمراقبين السياسيين أنه امتداد لحزب APD النازيون الجدد الذين اخفقوا من قبل وان قيادة هذا الحزب لهم توجهات يمينية متطرفة و شعبوية . ومن الشعارات التي رفعها في مظاهرة برلين مايو 2018 مثلا نحن الشعب! ومن خلاله يعتقدون انفسهم هم الألمان وغيرهم ليس شعبا بمعنى شعار استفزازي في طياته الإقصاء والاستعلائية. ومن أهم المحطات التي مر بها هذا الحزب منذ نشاته: ▪2014 فاز ب 7مقاعد في الانتخابات الاروبية وانتصارات في الانتخابات الولايات زاكسن، براندمبورج وتورينجن. ▪2015 تفوق في انتخابات هامبورج وبرمن. ▪2016 استمرت الانتصارات في بادن بوتمبرج، رايلاند وزكسن الهات. وبذلك اصبح يتواجد في 14 ولاية من 16 ولاية. ▪2017 احتل في الإنتخابات التشريعية البرلمانية الرتبة الثالثة كقوة سياسية في البلاد حيث حصد 94 مقعدا في بوندستاج وبذلك اصبح اول حزب يميني قومي يدخل البرلمان متذ الحرب العالمية الثانية . وفي الأخير اقول انه بسبب هذه السياسات ومنها دعوته الإنسحاب من الإتحاد الأوروبي انخفضت شعبيته الى 13% حسب آخر استطلاع انجزته صحيفة بيلد اضافة ان هذا الحزب اصبح تحت اعين المخابرات الداخلية (verfassungsschutz) هذه الاخيرة تدرس امكانية فرض رقابة عليه مستقبلا بسبب تصرفات بعض اعضائه المخالفة لمضامين الدستور والقانون الالماني. جمال الغازي