السيد الرئيس هذا نداء من مواطن مغربي يعاني من الغربة في بلدأفريقي بعيد جدا عن شمال إفريقيا. وهو بلدمستوى المعيشة فيه جيد رغم ضعفه اقتصاديا. وما كنت لأقوم بهذه المغامرة لولا غياب فرص الشغل في بلادي.فرغم توفري على شهادات جامعية عليا، فقد عانيت من البطالة.وقد وجدت في هذا البلد الأفريقي وظيفة محترمة تضمن لي كرامتي المادية والمعنوية. لكن مشكلتي هنا، هو ضعف البث التلفزي؛مما يحرمني من متابعة أخبار بلادي. ومن حسن الحظ أن التلفزيون الجزائري يتم التقاطه خلال بعض الفترات، فأتابعمن خلالهأخبار العالم. وفي الأيام الأخيرة، اطلعت على بعض التقارير الإخبارية في التلفزيون الجزائري عن الوضع الاقتصادي والاجتماعي المأساوي في المغرب. ومن بين ما جاء في هذه التقارير أن المغاربة يعانون من أزمة عطش حادة ومن أزمة اقتصادية واجتماعية خانقة تتمثل في الخصاص المهول في المواد الغذائية الأساسية؛ مما يجعل البلاد على حافة المجاعة. وحسب نفس التقارير، فإن المغرب يعاني من العزلة بسبب المخزن وسياسته العدائية ضد جيرانه. ونظرا للعلاقة التاريخية المتينة بين الشعبين الشقيقين الجزائري والمغربي، واعتبارا لما تتمتع به بلادكم من ثروات كبيرة (ثروات من تحت الأرض ومن فوق الأرض) ولما يعيش فيه الشعب الجزائري من رفاهية وازدهار على كل المستويات، فإني أناشدكم بأن تنظروا بعين الرحمة إلى الشعب المغربي وتعينونه على الخروج من هذه الأزمة؛ وذلك، بإرسال المواد الفلاحية بكل أصنافها (بقوليات، خضر، فواكه، الخ) التي تزيد عن حاجة الشعب الجزائري وعن الأسواق الخارجية التي تتعاملون معها. كما ألتمس منكم أن تخصصوا للشعب المغربي قسطا معتبرا من ذلك المليار وأربع مائة مليون متر مكعب من مياه البحر المحلاة يوميا حتى تنقذوه من أزمة العطش الحادة التي يعاني منها. وفي انتظار ذلك، أتقدم إليكم،السيد الرئيس،بطلب شخصي، وأتمنى أن يحظى لديكم بالقبول. إنني قد تعبت في هذا البلد الأفريقي الذي أعمل فيه حاليا؛ لذلك ألتمس منكم أن تتكرموا علي بمنصب في الجامعة أو في إحدى الوزارات المهمة كالتجارة والصناعة أو الفلاحة أو الخارجية. وأعدكم أن أضع خبرتي في خدمة الجزائر حتى تحافظ على قوتها الضاربة وحتى تتكرس ليس كدولة قارة فقط بل كدولة كوكب يخطب ودها العالم وينحني لها الجبابرة. وأؤكد لكم أنني سأكون دعما وسندا لجمهورية الريح الريفية، إرضاء لرغبتكم في تحرير الشعوب المضطهدة. وكيف لا والجزائر مهد كل الديمقراطيات ومنطلق لكل الثورات، كما قلتم. محمد أحمد بن الجلالي بوقرفاذة، هوكيستان في 12 مارس 2024