طنجة : مصطفى منيغ متى اليأس تمكَّن مِن عُمْقِ أعماق بعض الناس ، تَرَى مفهوم دولة الحق والقانون يتبخَّر في أذهانهم بين سيجارة وكأس ، فالإحباط حيثما اتجهوا مِن حولهم يَتَكدَّس ، سعوا لتصديق ما جاء على لسان الحكومة بأثقل وأطول أمس ، حين حطت الرحال لخدمة الشعب من أسمى مناصب السلطة التنفيذية كأساس أيّ أساس، ومرَّت الأيام رتيبة ليتأكدوا من جديد أن الجوَّ العام سيُصاب بمرض كثرة النُّعاس ، بعدما استُبدِلَ هرج ومرج الانتخابات بسكون مشبوهٍ ما بشَّر بالخير كأنه ضربة فَأْس على جمجمة رأس ، عرَّاها عناء ما مَضَى مِن معالم التَّمييز إن كانت لِحُرٍ مناضل قَضَى العمر كله وهو لانجاز أي حكومة وعودها عسَّاس يُطارد شؤم نفس اليأس ، وما الفرق بين الحاضر والمستقبل إن كانت الأحوال للأحسن لا تتبدَّل هائمة كما يتهيَّأ مَن يتهيَّأ لِتَحَوُّل معظم جيل وهو خالي من حاسة الإحساس ، حتى تستمرَّ نفس القافلة بحكوماتها وبرلماناتها وأحزابها ونقاباتها لا يُسمَعُ منها أي نَفَس ، مجرَّد رسوم متحرِّكة لإلهاء الكبار عن ممارسة ثقافة المساواة بين العادي من البشر ومَن (لسبب من الأسباب) ساس اعتماداً على العصا أو المُسدَّس ، بصراحة قبل توجيه اللوم لمن يستحقُّه مهما تبَطَّن بليونة القول وتَخَفَّى عن صدقٍ مع خشونة المعنى وجب العناية بما هو أهم من الأهم مُمَثَّل في الإجابة عن سؤال واحد فقط قَضَّ مضاجع واضعي الاستراتيجيات السياسية الرسمية للمغرب / الدولة ولموقعهم الجد متقدِّم يَخَاس ، "لِما الشعب في مُجمله مهما تعرَّض لمصائب (التقصير والتهميش والإقصاء والتشويش وهضم الحقوق وانعدام جدية الخدمات الحكومية وقلة فرص الشغل والتفقير و محاولات تكريس العبودية لغير الخالق ومحاربة القيم السمحة والخضوع الشنيع لقلة لا تعترف إلا بما تحصده من منافع ذاتية ) وهو هادئ هدوء الغير مكترث كأنه متصنِّع الإخْراس"؟؟؟ ، سؤال يختزل كل زوايا الصراع القائم منذ عقدين على الأقل حتى الآن يقرع للتنويه والتنبيه كل الأجراس ، أما الإجابة بقدر ما هي سهلة لا تتعدى في التعبير عن مكنوناتها سطوراً بقدر ما هي جد صعبة يتبع النطق بها قيام إصلاح اضطراري يصلح لإصلاح صلاحية إقامة المفروض إقامته ليكون المغرب أول دولة عربية بلغ الذكاء فيها مبلغ حكمة تنظيمية تُعطي الحق لمن استحق وتبني ليس الملحق وإنما اللب المُعتمَد عليه لإسعاد جموع الشعب بما له أحق بلا غدٍ يتخلَّله القلق أو يستوجب أدق آليات الاحتراس . … الحكومة مُنْتَهَى الحديث عنها قيل ولا مجال لتوضيح الواضح إلا بإضافة عنصر وإن كان هامشيا فلا بأس من إعلانه حتى يفهم من يتظاهر بعدم الفهم أن أغلبية الشعب المغربي الشريف حفظه الله ورعاه أصبح يفهم أنه يفهم ، جاعلا الحكومة مجرَّد مناسبة رسمية عابرة تقضي ولايتها بالكامل عساها تصل إلى حل إشكالية الذي إن شبع ضيَّع وإن جاع ضاع دون إحضارها التِّبن ليتمّ لها بداخله الانْدِسَاس .