خلال المنتصف من شهر فبراير، تم كشف النقاب عن إبداع فني أصيل من إنجاز فنانة شابة تعد من القامات الموسيقية التي أكدت على موهبتها على الرغم من حداثة عطاءها، محاولة أن تشكل حدثا استثنائيا خلال سنة 2019 عبر أغنية تحكي عن السلام والتسامح وتقبل الآخر. هي فنانة شابة، واسمها غير المألوف بالوسط الموسيقي، لكن تطمح أن يتعرف عليها الجمهور من خلال أول أغنية لها في مشوارها الاحترافي بعنوان "سلام". بهذا الإبداع الفني، ترغب "شامة" أن تؤثث سماء الموسيقى المغربية والعربية.
"سلام"، هكذا يحمل عنوان أول عمل موسيقي للموهبة الشابة "شامة" الذي اختارته أن يكون بطاقة تعريف لها مع الجمهور المحب للموسيقى. وتود أن يكون هذه التجربة الفنية بمثابة جوهرة موسيقية تستحق الاستماع.
إبداع سيضفي وهجا على برج الموسيقى المغربية، اتخذت فيه "شامة" توجها جديدا، تمكنت من خلاله أن تجمع بين التراث المغربي المتمثل في فن الملحون الذي يحمل سحر الماضي وعبق التاريخ، والذي لازال متجذرا في أسوار المدن العتيقة لمكناس وسلا وأزمور... في تمازج مع الموسيقى الإلكترونية العصرية التي تعرف انتشارا خاصة وسط الشباب، وبين موضوع يتغنى بالسلام والحب والتعايش وتقبل الآخر رغم اختلاف اللون والفكر والدين....
بهذه الأغنية تستهل الفنانة الشابة مشوارها الفني بكلمات تطبعها اللغة العربية الفصحى عبر أداء "سلام" التي تعود كلماتها للشاعر التونسي والعربي الكبير "أنيس شوشان" عن قصيدته "السلام عليكم" التي ذاع صيتها على الصعيد العربي. أما اللحن والتوزيع الموسيقي فيعود للفنان الشاب المتألق "يوسف كريران" والفنان "بوحسين فولان". واختارت "شامة" التعامل مع المخرج الشاب "أنس رواني" لتصوير أغنيتها على تقنية الفيديو كليب.
اختارت "شامة" بهذه المعادلة الصعبة، أن تغوص في هذه المغامرة عبر اعتماد أسلوب جديد متمثل في غناء التراث المغربي المتنوع، باللغة العربية الفصحى، وبواسطة توزيع موسيقي عصري يتماشى والتطور الذي تعرفه الساحة الفنية والذي يعرف قاعدة جماهيرية واسعة.
"شامة" ذات ال23 سنة، من مواليد الحي المحمدي بمدينة الدارالبيضاء، هذه المنطقة التي اشتهرت باحتضانها العديد من المواهب الفنية. وهي تنحدر من عائلة فنية تحتل الموسيقى مكانا بارزا في حياتها اليومية، الشيء الذي ساعدها في خوض تجربة المجال الفني، وساهم في تمكن شامة بسهولة على الايقاعات والمقامات.
بدأت الفنانة الشابة مراكمة التجربة والخبرة عبر عديد من الحفلات والتظاهرات والعروض خاصة مع كورال الجامعة التي كانت تدرس بها، مما سمح لها باكتساب معرفة موسيقية مهمة، لتقرر هذه السنة (2019) أن تحرر نفسها وتصدح منفردة بصوتها، وتخوض غمار التحدي المتمثل في اكتشاف ثراء التراث المغربي المتعدد الروافد الثقافية.