«بلادي يتسنو» عمل فني يجمعني بمحمد جبارة «بلادي يتسنو» أغنية فيديو كليب جمعت الفنان محمد جبارة والفنانة سامية أحمد، وهي مزيج موسيقي بين العالمية متمثلة في موسيقى «الروك» والإيقاعات الأفريقية وموازين أحواش و«كناوة» و«بندير» جيلالة كوجه آخر من أوجه الإبداع المغربي الغني بتلاوينه الموسيقية. بالإضافة إلى كل من محمد جبارة وسامية أحمد، انضاف إلى هذا العمل المواهب الواعدة «زهرة حسن» و«مراد بن صابون»، «بلادي يتنسو» دعوة أخرى من الفنان محمد جبارة لركوب غمار الموسيقى المحلية من أجل معانقة العالم وتقريب الجمهور الدولي من التنوع الموسيقى الذي تزخر به بلادنا. وفي تصريح لجريدة «الاتحاد الاشتراكي» أوضحت الفنانة سامية أحمد حيثيات خروج هذا العمل المشترك مع الفنان محمد جبارة رغم اختلاف مدارسهما وتوجهاتهما الفنية قائلة: «عندما اتصل بي الفنان محمد جبارة عارضا علي العمل معه على أغنية «بلادي يتسنو» وافقت مبدئيا على اختلاف توجهنا الموسيقي، لأن هذا العمل توسمت فيه حلما سيتحقق وهو أن أقدم عملا فنيا باللغة الأمازيغية عرفانا مني لعاصمة سوس مدينة أكادير التي احتضنتني فنيا وبها شهدت عدة نجاحات. وعند سماعي للحن والكلمات تحمست أكثر للعمل، فهو يمزج بين اللهجة المغربية العربية وبين اللغة الأمازيغية: كما يمزج كذلك بين عدة أنواع من الموسيقى كالروك وأحواش وكناوة وإيقاعات مغربية محضة، وهذا ما يعطي لمضمون الأغنية مصداقيته وواقعيته..، فالمغرب بلد تعدد اللهجات والفنون الموسيقية مختلفة المشارب والمصادر. وفي حقيقة الأمر العمل – تقول سامية أحمد – أعجبني، فقد سجلناه داخل الأستوديو وشاركني في أدائه شابان واعدان في مجال الغناء، هما زهرة حسن ومراد بن صابون كتأكيد على أن حب الوطن الكبير سينتقل من جيل لآخر وستتغنى به كل الأجيال في نطاق استحضار التراث والتجديد حتى يظل الفن المغربي مرنا وقابلا للاغتناء في كل مرحلة كما كان عليه في سابق العصور. وعن بعض الآراء التي ممكن أن ترى أن سامية أحمد خرجت عن مسارها الفني التي رسمته لحياتها الفنية من خلال هذه المشاركة، عن هذا السؤال، أكدت : «إنني أتعامل مع التراث بشكل خاص، حيث أضع بصمتي الخاصة ووجهة نظري وأتناوله برؤية جديدة، فإذا بحثنا في ألبومي «تحية» من ألحان الفنان الراحل سعيد الشرايبي وتوزيع الفنان كريم السلاوي ويوسف قاسمي جمال، مثلا نجد أنني لم أتعامل مع التراث بصيغة نمطية كلاسيكية، فقد جددناه وأخرجناه في صيغة أو حلة جديدة حتى تظل جسور الربط بين جيل الأمس وجيل اليوم قائمة. وأشير أيضا – تضيف سامية أحمد- إلى أن أغنية «بلادي يتسنو» عمل متكامل وفيه إشارات واضحة لغنى موروثنا الثقافي الموسيقي..، و هذه التجربة ليست بالعمل المبتذل، فكلماتها تناسب منظوري الفني، كلماتها جميلة بسيطة تصل إلى قلوب الناس مباشرة، بالإضافة إلى التقنيات المتميزة المستعملة في تصوير الكليب، أما الإيقاعات المغربية المتنوعة والألوان المستعملة فهي إشارة إلى تعدد وغنى حضارة بلادنا . وقد وافقت على هذا العمل، لأنه يتناسب مع رؤيتي الفنية البعيدة عن الرداءة، كما أنه عمل ناجح بجميع المقاييس، ففيه نجد تقنيات جميلة في التصوير واستعمال الكاميرا والإخراج والكاليغراف والرؤية الفنية، بالإضافة إلى الأصوات الشابة التي شاركتني الغناء، وهي أصوات واعدة تدل على استمرار التواصل بين التراث والتجديد . كما أحب – تقول – أن ألفت انتباه المستغربين لتجربتي مع الفنان جبارة أنه سبق لي أن غنيت أغنية «أنا قد كان لي خليل»، وهي تراث مغاربي أديته على إيقاع «الصالصا» من توزيع الفنان فولان بوحسين، ولم تلاق معارضة سوى من محبي التراث الكلاسيكي، لكن الأمر يستوعب فيما بعد، فكما حصل مع عبد الحليم حافظ عندما قدم أغنيته الأولى « صافيني مرة « هوجم لاستعانته بموسيقى غربية و مقام النهاوند الغربي، وكما حصل مع فنانين كبار هوجموا ليتم مدحهم والإعجاب بفنهم فيما بعد، لأن التغيير والتجديد غالبا ما يحدث صدمة يتم تخطيها فيما بعد. وشددت سامية أحمد على أنها ماضية في مجال التجديد دون السقوط في الابتذال، لأنني كرست نفسي للارتقاء بالذوق العام وإغناء الساحة الفنية.