سبتة : مصطفى منيغ لم تكن حرباً فلسطينية إسرائيلية بل جولة اصطدام مُسلَّح بين "فَصِيلٍ" فلسطيني من ورائه إيران ودولة إسرائيل ، شيء يُبسط المُبَسَّط ويزيده حلقة توضيحٍ إضافية تُوقِف المَعْنَى عند آخر سَبيل ، المُعَبَّد آنِفاً لغاية تيْهٍ مُبرمج عن دهاء استولَى لمدَّة على حقيقة ضائعة لواقع ثقيل ، أساسه الاحتماء خلف المصلحة الفلسطينية الواحدة دون الحاجة لشرحٍ أو أدنى تفصيل ، تُركت حركة الجهاد الإسلامي لوحدها تنزف دماً وتفقد أهمَّ عناصرها القيادية بسلاح الغدر الصهيوني القاتل ، لأنها مدعومة من إيران كأن مثل الدَّعم يتبدَّد بغير طائل ، وليس لجعل المحتلّ الصَّهيوني يتراكض بين طرقات "تل أبيب" هلعاً من صواريخ لم يجد لتوقيفها بديل ، رغم "قبته الحديدية" يرتعش وصوته أقرب للعَويل ، تُرِكَت الحركة وحدَها لإظهار عجزها مادامت "حاكمة غزة" في توافق مع جهاز مخابراتي تأثيره عليها في مثل الأحداث والمواقف متواصل ، شيء للغاية جد مُؤسف يجعل الوحدة الفلسطينية أمام أكثر من مُنسِفٍ مقتلع الأصل والفروع كأنه الوحيد الوالي الجليل ، وسواه تابع التابع بلا تفكير أكثر من تدبيرٍ بين الكفاح الحق والتَّظاهر به فاصل ، دون أن يهتمَّ بما يُقال إذ المُهمّ والأهم وأهَم الأهَم ما المُحتلّ قائل ، إلى هذا الحد نجحت إسرائيل في تفتيت عقليات قادة ابتُليت فلسطين بضبطهم في واضحة النهار وهم يتهربون من أداء واجبهم المقدَّس لتخليص الوطن من جرثومة الهيمنة الصهيونية بالحجَّة والدليل ، وما كانت إسرائيل لتبالغ في شكر مصر ليس لسهرها على تحقيق وقف إطلاق النار بينها وحركة الجهاد الإسلامي وإنما للجهود التي بدلتها لتحييد "حماس" وما يدور في فلكها لتتقاعس عن المشاركة في معركة الشرف الني تحملت أخطارها "الجهاد الإسلامي" بمجموعة من الفلسطينيين الأحرار البواسل ، و"حماس" ترى بالواضح وليس المرموز أجساد مقاومين كبار تُحرق بنار عدو شرس لا إيمان ولا عهد له ولا ثقة فيه ولم تحرك ساكنا باستثناء تحريك "هنيَّة " سماعة التلفون في اتصال مع المخابرات المصرية متلقِّياً التعليمات بامتثالٍ لما لها وما عليها بالكامل المتكامل ، أما الرئيس عبَّاس المعروف لدى كل الناس المفروض أن يكون باسم "فتح" حامل النبراس ، لم يجد غير المهمة الوحيدة المكلَّف بها من الدولة الإسرائيلية ليبقى مجرد رمز للخيبة الفلسطينية بدون جسد مجرَّد رأس ينحني كلما تقررَّ ذّاك التقليل ، من عدد عظماء المجاهدين بالاعتقال أو الاغتيال أو أي جرمٍ سافل ، وغدا قد تلحق عدوى وضعية "عباس" لقطاع "غزة" فتحتفل إسرائيل بوَأْدِ القضية الفلسطينية بعدها تنتقل ، إلي الخطوة التالية ما لم تتحقَّق انتفاضة الشعب الفلسطيني العظيم متحمِّلاً مسؤولياته في الكفاح من أجل تطهير أرضه أولاً من شبه زعامات انبطحت للمخطَّط الصهيوني بمقابل ، وأخذ زمام المقاومة الحقَّة التي لا تتوقَّف عند وعود كاذبة ولا مصلحة تقطف ثمارها جهة خارجية متلاحمة أقوى ما يكون التلاحم مع إسرائيل وباقي عملائها وهم عبر العالم في مكرهم قلائل.