أحببت لحد الشغف طنجة و أهلها و شوارعها و كل شيء فيها أحببت مساجدها و كنائسها و دور البيع و معاهد الفنون و ليالي الجنون و الفتون وأحببت تاريخها و موقعها الجغرافي الاستراتيجي و أحببت ماضيها و حاضرها و أيضا مستقبلها عشقت موانئها و مقاهيها أحببت ملتقى البحرين فيها و شواطئها و هواءها العليل أحببت و عشقت جمالها و حسنها و شهامة الرجال فيها و كرمهم و كرامة أهلها و براءة الطفولة فيهم أحببت لحد الجنون الجمال و سره في حسانها و إحسان من عرفت منهن و سرني و أعجبني ابتسام الربيع في عيون طنجة و علو شأنها و أحببت بمنتهى التقدير و الاحترام المليك العظيم الذي أولى عنايته الفائقة بها و أعطى حبه لها أرى روحي تغني و ترقص ولهى لها عشقت فيما مضى زماني الخرافي و الرومانسي بها و أعيش الآن جمل قصة حب حبي لها و سأعيش حياتي المثلى بجوي المثالي بها و حياتي لن توقفها المنايا و لا الرزايا و لا البلايا تسكن وجداني و كل كياني أشعر ببعدي الإنساني فيها و لن أنسى حبي لها و سأذكر ما حييت عشقي لها و حب أهل المعالي و أهل المحبة لها و حب كل من زارها تصافح يدي يدها و تعانق روحي روحها و تقبل ذاتي ذاتها و خدها و أرى في عيون الشعر نورها و سحرها و أعترف صادقا أن أول قصيدة لي كتبت في أول ليلة من ألف ليلة و ليلة فيها و أن أول و آخر أنشودة قمت بغنائها لها ستبقى شهرزاد تحكي لشهريار أقاصيصها و سيبقى سندباد يحلم أن يزورها و ترسو سفينته فيها حب طنجيس يخضع عندي لحد التقديس و لا تخضع عوالمها للتدنيس و لا علمها للتنكيس حبي لها عذري و لا يخضع للمصالح و الأهواء و التسييس درست فيها سنواتي الجامعية و فيها عمي الغالي و عمتي الغالية و أفرادا من عائلتي السالية و أعز أصدقائي عبد اللطيف الشلوشي و المختار شمسي و أحمد تمنصورت و اللائحة طويلة أحب أن تكون عروسي طنجاوية أو شمالية أو ذات أصول جِبلية و أرجو أن أعمل طويلا فيها و أتمنى أن أحظى فيها بوظيفة سامية و راقية و أن يكون لي منزل شخصي و مستقل فيها و الأحلام و الآمال و الأماني باقية من طنجة البالية أرى ظروفي الحالية و الأيام الخوالي و تلك الجالية و في طنجة الكبرى تحمل ملائكة الرحمة لي البشرى و هي الأخرى لها أجمل ذكرى بذكرياتي الجميلة و الباقية فسبحان من سواها و أوجد حسنها و جعلها في أحسن تقويم و سبحان من أوجد كل المحاسن والمفاتن فيها ستبقى عروس الشمال في الجمال آية و غاية في الحسن ستبقى كل الأساطير تروى فيها و تهدى لها سيبقى هرقل شهيدا فيها و يقوم في كل قيامة و بعث بأداء دوره البطولي لكي تغني السماء و الأرض لها ستبقى طنجة أمام جبل طارق تحكي الحكايا ستبقى للأندلس و زمان وصلها توأما سيبقى المحيط الأطلسي يداعب وجهها و سيبقى البحر الأبيض المتوسط يهدي الدرر لها ستبقى كواسطة العقد بين الشمال و الجنوب و بين الشرق و الغرب ستبقى قبلة للعشاق و رباطا للمجاهدين و منطلق الفاتحين و ستبقى لمعشر الشعراء جنة فيحاء ستبقى لهؤلاء الفنانين والمبدعين أجمل تحفة و سيبقى العمران يشهد تطورا و ازدهارا فيها ستبقى و للأبد هدية السماء للمغرب الحبيب سلام الروح أهديه لطنجة و من قلب طنجة و من منطقة إيبريا أهدي سلامي لحبيبتي التي تسكن قلبي و التي هي طنجة أهدي عيوني إلى ملهمتي و معلمتي إلى أجمل ما رأيت عيني إلى أيقونة الأماكن و زهرة المدائن إلى مليكة متوجة على عرش الزمان لها الصولة و الصولجان هي طنجة العالية و عندي الغالية هي طنجة الدولية التي خلقت لتكون عاصمة الكون و مركزه هي الشمس التي يسطع شعاعها ضاحكا و هي البدر الذي يلوح سناه راقصا و هي النجم الطارق و هي الكوكب الوقاد فهي لها أحلى الأسامي وهي التي حباها الله بالجمال و هي التي يحتفي بها ابن الإنسان و هي التي مجدها الله في عليائه و وهبها كل الآلاء و النعم و هي بلاد الأنوار و فيها الجن و الملائكة و كل الأسرار و هي التي جمعت كل مزايا المدن الأسطورية هي أحلى من باريس و لندن و برلين و كل مدن العالم لأنها الوحيدة التي تغنى بها الزمان و لأنها الفريدة من نوعها فكل الكتاب العظماء عاشوا هنا مغاربة و أجانب شكري و بنجلون بولز و كل العلماء انطلق علمهم من هذا المكان الحيوي إلى الناس و هنا أيضا كل الغواني و أحلى الأغاني و كل الأولياء و القديسين و الصالحين ولدوا هنا و ماتوا أيضا و كل العفيفات هنا و كل الشريفات فهي طنجة حديقة ذات بهجة في قلب المغرب الأخضر الجميل حديقة الأمراء و كل أهلها سفراء هي مهد الرحالة العالمي القديم ابن بطوطة فيها تقام الصلوات و تلك الخلوات في سور المعكازين يضحك لي المضيق مضيق جبل طارق بصفة خاصة و بصفة عامة لكل الناس في سوق الداخل أحب أن أتمشى و أجلس مكان ذو طابع سحري فيه يعبق التاريخ بمشاهد الرجولة و البطولة و في مرشان و في كل هذا المكان الذي كان تروى الملاحم و تبدو الملامح ملامح ربة حسناء اسمها طنجة طنجة تقام فيها الأعراس و الليالي الملاح و عيد الحب فيها أجمل الأعياد فيها يزهر الشعر و يثمر و فيها يصبح السحر بألف طريقة و عنوان فهي التي تطل على أوروبا العجوز كشابة حلوة تحوز جميع الكنوز تراها أمريكا من جهة الغرب و من بعيد بنظرة الحب و الإعجاب تراها إفريقيا و من الجنوب كما تحب و تشتهي و يراها الشرق و حين تشرق الشمس منه ذات بهجة و عنفوان و تغار شمالا منها أوروبا و فلما تحمل النسائم إليها فهي الحقيقة التي لا تقبل سرابا و لا شيئا و هي الواقع الذي يقبل شيئا من الخيال و المحال تراها الأرض كلها بعيون العرفان ذات شموخ و كبرياء و سلوان فيها عرفت أجمل الجميلات و كلهن لي حبيبات فيها ولدت شاعرا و فيها صرت ثائرا و فيها سأموت بإذن الله ساحرا فيها و في كل يوم أشهد قيامتي و أشهد البعث و الإحياء في كل الأحياء تعددت فيها الأسماء و كانت للأرض هدية من السماء هي البداية و هي النهاية و هي أجمل حكاية و تحمل يدها النعماء أطول راية فيها عاش المسلمون و النصارى و اليهود و هم شهود على محبة و تعايش و تسامح في هذا الوجود تعدى الحدود و و تبقى المآثر و المقابر و ما يروي الجدود و تبقى يد طنجة بالعطاء تجود أهلها كبار العقول لهم الزمان شعرا يقول و القول يطول هي أحلى بكثير و وصفي لها و لمعالمها قليل هي الدنيا التي تفتحت زهرتها و فاح شذاها في كل الفصول هي الأغلى و هي الأحلى هي التي في خاطري حبها يجول و في ناظري نورها يصول هي المليكة التي تحظى بحب الملك العلوي المجيد و السعيد أعظم الملوك و سليل الملوك الكرام و هي التي يزورها باستمرار خادم الحرمين و كل الرؤساء و الملوك و الباباوات و كل القساوسة و الرهبان و الخاخامات و أهل الثقافة و الفن فهي مهوى حب المشاهير فيها أجمل القصور و أجمل المناظر التي تسر النواظر و فيها أفخم الإقامات و الفنادق سرمدي زمان حبي بها و أبدي هي الأقدس عندي بعد مكة و المدينة و أولى القبلتين و ثالث الحرمين هي أغلى و أحلى وطن هي المدينة التي تسري فيها السكينة و فيها ترسو ذاتي كما رست لنوح عليه السلام بعد الطوفان السفينة و فيها أداوي روحي الحزينة هي الربيع الذي أتى و الذي سيأتي و الربيع الذي سيبقى جوها بديع و ماؤها عذب سريع فطوبى لهذا القلب الوديع و طوبى لهؤلاء الودعاء و الرحماء فنعم الأهل أهلها و نعم الأمير أميرها و أدعو كل عاشق للجمال لزيارتها و أن يقوم بجولة سياحية فيها بكل إرادتي فهذه شهادتي بدنيا عادتي و عبادتي لمن أحسنت وفادتي و أنهى كلامي بالصلاة على النبي سيداتي و سادتي.