الإنتخابات و صوت المواطن لا صوت يعلو هذه الأيام عن صوت المرشحين بمختلف الأحزاب السياسية وهم يحثون (المواطن) بكل الطرق على وضع ثقته فيهم والتصويت لصالحهم، هؤلاء يبدو فجأة اكتشفوا أن صوته ذو أهمية بالغة، حيث بإمكانه ترجيح كفة على أخرى، وانتشرت أيضا بعض الممارسات العاطفية والإنسانية بغتة بغية التودد وأحيانا التوسل إلى الناخب(المواطن) لاستمالة صوته. و جندت الدولة أيضا كل وسائلها السمعية والبصرية والمكتوبة لحث هذا (المواطن)/الناخب على المشاركة بصوته، و اجتاحت وسائل التواصل الاجتماعي صور و رموز هؤلاء الكل سخي في توزيع الوعود حتى أن أنني خلت أنني في حلم. المهم قلت حتى الدولة تحث و تدعو (المواطن)/ الناخب للتوجه إلى صناديق الاقتراع يوم 8 شتنبر 2021 و الإدلاء باصواتهم، ظاهريا لا يهم لمن لكن سرا صوته موجه حسب طبيعة المرشحين وحيثيات الدائرة الإنتخابية، إذن فجأة يكتشف (المواطن) أن صوته مهم جدا ومؤثر، لكن دعنا نتساءل قليلا عن أنواع الأصوات وطبيعتها، وكيفية تعامل الدولة والمسؤولين معها. إذا كان صوت (المواطن)/الناخب حاليا مهم جدا و يستجدى أحيانا وحتى يرشى للظفر به، فلماذا لا تولي الدولة و معها المسؤولين أهمية لهذا الصوت عندما يصدح محتجا بشوارع الرباط وغيرها من المدن والمداشر مطالبا بحق ضاع أو محتجا على كرامة أهدرت؟ لماذا لا تستمع الدولة ومعها المسؤولين لصوت المواطن وهو يحتج بباب مستشفى او إدارة على حق ضاع منه؟ لماذا لا تولي الدولة أهمية لصوت المواطن وهو يفضح الفاسدين عوض إلقاء القبض عليه بتهم التشهير والتلفيق؟ لماذا لا تنصت الدولة والمسؤولين معها لصوت الصحفيين الأحرار و هم يشيرون بالأصابع إلى موطن الخلل؟ لماذا لا يسمع صوت الأطباء والأساتذة والخبراء وهم ينذرون بانهيار وشيك؟ لماذا لا يسمح لصوت الفلاحين الصغار وهم يئنون تحت وطإة الجوع و الفقر جراء مصادرة الأراضي واستنزاف الفرشة المائية؟ لماذا لا يسمع لصوت البحارة وهم يفضحون سرقة الثروات البحرية مقابل حرمان أهل الدار منها؟ لماذا لا يسمع لصوت العمال الكادحين بمناطق الإنتاج جراء بيعهم بالجملة والتقسيط للرأسمال الأجنبي مقابل الفقر المذقع ناهيك عن الأمراض التي تلاحقهم؟ لماذا لا يسمع لصوت المواطن و هو يندد بالغلاء الفاحش في الأسعار جراء المضاربات و الزيادات المتتالية في الضريبة بكل أنواعها؟ أليست هذه الأصوات و غيرها مهمة هي الأخرى و بالتالي وجب الإهتمام بها إذا لم أقل الإستجابة لها؟؟ تلكم مجرد تساؤلات ارجو أن ينتبه إليها المواطن….