أخي المواطن، كل معركة تحتاج لسلاح، وسلاحك يوم اقتراع السابع من أكتوبر 2016 لاختيار أعضاء مجلس النواب المغربي، هو أن تستحضر الحاجيات المُلحة والمتنوعة للمغاربة الذين أصبحوا يطالبون بها بأشكال واضحة كالمسيرات والوقفات والاعتصامات. ووعيا بجسامة التكليف العمومي، فإن اختيار المرشحين الواعين بمسؤولياتهم هو أول شروط المساهمة في معركة التغيير، وما ينبغي أن تفرزه من كفاءات قادرة على النهوض بهذه البلاد خدمة للصالح العام ونكران الذات. أيها الناخب، البلاد تستغيث بملء صوتها، وتدعوك إلى التفكير مليا في أصواتكم ومن يستحقها، كما تناشدكم أن تؤدوا الأمانة إلى أهلها، وأن تُحَكّموا ضمائركم رغم الضغوطات الممارسة عليكم من قبل العائلات والأصدقاء والمصالح المختلفة. فأمام الصندوق، لا يوجد سوى ضميرك والله سبحانه وتعالى وحده من يراقبك، فكونوا صادقين مع الله ومع أنفسكم، قبل إرضاء نزوات عابرة. فلا تعطي صوتك، إلا لمن كان أهلا له. فالبصوت تهدم أمة، وتحطم أجيالا، وتقضي على مستقبل أبنائك وأحفادك من بعدك. فصوتك يبني، وصوتك يهدم، صوتك يصلح، وصوتك يفسد. ولذلك لا يصلح المجاملة به، حتى لو كان الذي تريد مجاملته قريبا عزيزا. وكذلك لا يصلح أن يباع ويشترى، لأنه أغلى من كل ذلك. فالصوت قادر على التغيير، وزلزلة عروش المفسدين، وتفريق جمعهم، والتعجيل بزوالهم. وبالصوت الذي وضع في غير موضعه، تعطل القانون، وكثر المفسدون، وضاعت الحقوق. أيها الناخب، الجميع ينشد التغيير إلى الأحسن. ومن أجل ذلك يستوجب عليك أن تنسى المصالح الخاصة وتركز على المصلحة العامة، وتنتقي القوي الأمين. فلن يأتي المصلحون، إلا بصوتك. ولن يتحقق لك ما تريد إلا بصوتك. من يشتري صوتك يبيعك، وسيعوض نفسه إن فاز. صوتك لمستقبل وطنك أغلى من أي شيء. تريث قبل التعبير عن صوتك، واحْمِ نفسك من المال الحرام، فالورقة النقدية من فئة 100 درهم أو 200 درهم، لا تعادل حجم خسارة بلادك أو مدينتك. وضغوطات الأهل والأصدقاء لن تُوازي تأنيب ضميرك. فسائل ضميرك قبل أن تتقدم بشهادتك في حق أي مرشح، وتذكر أن صوتك شهادة ستحاسب بها أمام ضميرك ووطنك وأمام الله. تَجَرّد من العواطف ومن الحسابات والمصالح الضيقة الآنية، وغَلّب المصلحة العامة، وتصور حالة مدينتك وبلادك التي تناديك. فلا تمنح الفرصة للذين لا هم لهم سوى تبديد الأموال العمومية والعبث بمصالحك. ولا تجعل من نفسك قنطرة للمفسدين الذين لا يريدون بذل أي مجهود يذكر من أجل الدفاع عن مصالحك ومصالح مدينتك وبلدك. صوتك أمانة في عنقك، فلا تعبث به، لأن الأمانة مسؤولية تقتضي استعمال العقل لا العاطفة، بعيدا عن المؤثرات المادية والعلاقات. إن زمن النخاسة قد ولّى واندثر، حذاري من وعود أعطيت ولم تنفذ. حذاري من سماسرة الانتخابات، ومن المآدب المسمومة، والمال الحرام. فهناك مرشحون تحولوا فجأة إلى جوادين وكرماء "ينفقون" أموالهم القذرة على الفقراء لكسب أصواتهم. تذكروا جيدا، أن هؤلاء كانوا بالأمس يقترون على أنفسهم وعلى أسرهم، وأصبحوا اليوم أكثر جودا من حاتم الطائي. أيها الناخب، أنت أشرف وأكرم من كل هؤلاء الذين يتظاهرون بالكرم والأمانة والحرص عليك وعلى مصلحة الوطن. أخي الناخب، اضرب (بحذائك) كل من يأتيك طالبا منك أعز ما تملك (ضميرك) مقابل "كرتونة" زيت أو سكر، أو ورقة من فئة 100 درهم أو 200 درهم. أخي الناخب، أوصد جميع الأبواب في وجه كل من تسول له نفسه الدوس على كرامتك. اسألوا هؤلاء الذين تَنَزّلت عليهم الرأفة فجأة، أين كانوا في الماضي، ولماذا خرجوا الآن ليرشوا الملح على الجراح؟. أيها المفسدون، إن فقراء المغرب ليسوا بحاجة إلى أموالكم القذرة، لأنهم يدركون جيدا أنكم بعد أن تحطوا الرحال بالبرلمان، ستقولون لمن جاؤوكم محتاجين، لقد أعطيناكم الثمن سلفا. إن بناء مغرب جديد، يقتضي منا جميعا أن نُشَمّر على سواعد الجد لنحارب الفساد بجميع أشكاله، ونعيد للإنسان كرامته وعزته. إنها أمانة ستطوق عنقك للتصويت على من يمتلك مقومات الصلاح للبلاد والعباد. فأنت وحدك تملك السلطة التي تعبر من خلالها على قناعتك وإرادتك في الاختيار الأمثل. صوتك ضميرك، فلا تضيعه. صوتك ضميرك، فحكم ضميرك. فلا عزاء لمن يصدق الكاذبين، ولا خير في من يؤيدهم، ولا أمل في من يتحالف معهم، ولا حياة لمن تخلف عن التصدي لهم. أخي المواطن، صوتك هو ابنك..هو أختك..هو عرضك..هو حاضرك ومستقبلك. أخي المرشح النظيف، وطنك بحاجة إليك، وسمعتك هي كرامتك، ونحن بحاجة إلى إخلاصك وحبك لبلدك. * كاتب وباحث