قد تكون سمعت أو شاهدت فيديوهات في مواقع التواصل الاجتماعي لأشخاص مشهورين أو ممثلين وممثلات ومغنيين ومغنيات، وحتى رؤساء دول في تسجيلات لهم وهم ينطقون بمعلومات أو أشياء غير معتادة، وتساءلت حينها، كيف حدث هذا؟ الأمر ليس بقمة البساطة، فهذه الفيديوهات هي طبعا مفبركة ومعدلة عن طريق تكنولوجيا حديثة تسمى "التزييف العميق" ديب فيك . يطلق برنامج السلامة الرقمية "سلامات" الذي تنفذه مؤسسة "سيكدف" حملته الرقمية للتوعية بأخطار تقنية التزييف العميق ، وسيجري التركيز على التعريف بما هي تقنية "التزييف العميق"ديب فيك؟ مخاطرها، و وهل هناك طرق لرصدها . وفيما يلي إليكم أهم الأشياء التي يجب معرفتها عن هاته التقنية : ديب Deep تعني عميق و فيك Fake تعني مزيف ،اسم على مسمى! : تقنية "التزييف العميق"ديب فيك تستخدم الذكاء الاصطناعي لتعديل الصور والفيديوهات بطريقة احترافيّة حيث يصعب تمييز الفيديوهات والصور المزيّفة من الحقيقيّة. يتم تعديل الصوت وحركة الوجه وتعابيره بشكل احترافي ودقيق حيث يصعب التعرف عليه في معظم الحالات، أو عند المشاهدة من المرة الأولى. تستخدم ديب فيك في العديد من المجالات الإعلام والمونتاج والدعايات، لتسهيل عملية ترجمة المتحدث أو جعله ينطق بعدة لهجات او في تضليل وجوه الاشخاص الغير راغبين في إظهارها في الإعلام، و يستغرق إنشاؤها والعمل عليها أيام وساعات طويلة. ولكن شأنها شأن العديد من التطبيقات والتكنولوجيات، فهي تعتبر أيضا سلاح ذو حدين. مخاطر "التزييف العميق" ديب فيك تستخدم ديب فيك كما ذكرنا سابقا في مجالات عديدة لما تحتويه من خصائص فنية وتقنية تمكن من الحصول على مواد إعلامية جيدة الجودة، ولكن يتم استخدامها (أو يجب) في إطار قانوني وشفاف وواضح. آي من البديهي أن تطبق تحت بند الموافقة من طرف المستخدم. ولكن.. اكتشف أيضا استخدام تقنية "التزييف العميق" ديب فيك كأداة تضليل في حملات ضد بعض الاشخاص المشهورين، خصوصاً في المجال الفني والسياسي وذلك لسهولة تداول الشائعات والمعلومات المضللة وحملات التشويه والتضليل عنهم، ويعود هذا بالطبع لشهرة هاته الشخصيات وتأثيرها في العالم والمجتمعات. وتكمن المشكلة هنا في فكرة إنشاء مقاطع بدون إذن الأشخاص، وخصوصاً النساء. إذ لوحظ حسب إحصائيات تعود لسنة 2019، ان 92 في المائة من فيديوهات ديب فيك الموجودة اونلاين، هي مخلّة للآداب (مواد اباحية) وأنشأت بدون اذن النساء. وهذا يعتبر جرس إنذار الى ما يمكن للمجرمين والانتهازيين استخدامه ضد ضحايا هذه المواد من ابتزاز وتهديد وانتهاكات الكترونية.. أنواع مخاطر التزييف العميق" ديب فيك وطرق رصدها : تختلف مخاطر تقنية "التزييف العميق" ديب فيك على المستوى الشخصي والمجتمعي، ففي الحالتين يكون التأثير سلبي وخطير. قد تستخدم ديب فيك في حملات تضليل هدفها تزوير وفبركة بعض المفاهيم او الخطابات الخاصة بصاحب الشأن،سواء كان مسؤول أو سياسي او شخص مشهور، مما يسبب فوضى في مواقع التواصل الاجتماعي ،وأذى شديد للضحية. في هذه الحالة يجب علينا التحقق دائماً من مصادر المواد المطروحة في مواقع التواصل الاجتماعي، وعدم نشرها وتعميمها للمتابعين والاصدقاء والاهل دون التأكد من مصدرها . أما على المستوى الشخصي فمن المحتمل التعرض الى فبركة محتوى عن طريق استخدام وتركيب صورك الشخصية وتحويلها إلى مقاطع مزيفة ومفبركة، أو إباحية. يستعمل المجرمين هذه المواد بغرض الابتزاز أو التشهير او طلب الفدية مما قد يسبب الضحية مشاكل نفسية وقد يؤدي الى الاكتئاب والعزلة. يعتبر هذا انتهاك وجريمة الكترونية. يجب عليك في هذه الحالة التوجه إلى الجهات المختصة (الشرطة اليكترونية) عند اكتشاف محتوى مخل للآداب، مفبرك او مزيف أنشئ عن طريق استخدام صورتك الشخصية. بعض الطرق لرصد واكتشاف الفيديوهات المزيفة بصفة عامة: 1- تمهلو في ردة الفعل حين مشاهدة مقاطع فيديو يحتوي على خطاب او كلام لشخص معروف قد يبدو لكم مختلف عن المعتاد. فمن الممكن جدا أن يكون مزيف! 2- تمعنو النظر في الشخص قد يمكنكم ملاحظة بعض الأخطاء في استبانة الصورة ومستوى دقتها. 3- تمعنو النظر في خطوط الوجه والشعر وملامح الشخص وهالات والظلال التي قد تظهر في حالة التزييف عن طريقة هذه التكنولوجيا.. فإذا بدت غريبة او غير معتادة، فقد تكون أيضا مزيفة ! 4- تأكدو دائما من مصادر الفيديوهات، ففي معظم الحالات، تنشر هذه المقاطع من طرف مصادر غير موثوقة وتستمد قوتها من عملية النشر في مواقع التواصل الاجتماعي. كونو حذرين وواعين بهذه التقنية وانشرو التوعية حولها في دوائركم الاجتماعية ليكون الجميع على يقين ودراية. تقرير من إنجاز فريق برنامج سلامات المغرب