أصدرت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية دليلاً مبسطاً موجه للصحفيين ولمستخدمي الانترنت في العموم للمساعدة على كشف الفيديوهات المزيفة والمفبركة والحد من بث الأخبار الكاذبة. ويقع الكثير من الصحفيين فريسة للتزييف والفبركة، ويسارعون إلى نشر ما يصل لأيديهم من مقاطع مرئية "فيديو"، ويضفون عليها صبغة الحقيقة من دون التأكد من صحتها وهو ما يجعل مصداقيتهم ومصداقية مؤسساتهم الإعلامية على المحك. ومع التطور الكبير في مجال تزييف الفيديوهات باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي ووصولنا لمرحلة "DeepFakes" أو التزييف العميق بات على الصحفيين والإعلاميين تحري الدقة بشكل أكبر مع التسلح بالعلم لمواجهة نشر الأخبار الكاذبة التي أصبحث أكثر خطورة على المجتمعات، وهو ما حدا بصحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية إلى إصدار دليل مبسط موجه للصحفيين ولمستخدمي الانترنت في العموم للمساعدة على كشف الفيديوهات المزيفة والمفبركة والحد من بث الأخبار الكاذبة، تم تطويره بواسطة كبيرة منتجي واشنطون بوست "نادين أجاكا" المتخصصة في منصات الفيديو، ومدقق الحقائق "جلين كيسلر" ، بالإضافة إلى محررة التحقق من الفيديو "اليز صامويلز". ويشرح دليل "واشنطن بوست" طرق التلاعب بالفيديوهات ومحتواها ويقسمها إلى 3 أنواع: اقتطاع لقطات مصورة حقيقية من سياقها ويتم بطريقتين، إمّا من خلال التحريف أو العزل: التحريف يتم من خلاله تضليل المشاهد بالعبث في تاريخ تسجيل الفيديو، أو الموقع الذي سجل فيه ليقدم سياقًا مختلفًا. مثال: نشرت "كاترينا بيرسون" مستشارة الحملة الرئاسية للرئيس الأمريكي "ترامب" فيديو نسبته إلى مدينة غزة الفلسطينية، تطلق فيه الصواريخ، لافتة إلى أنها موجهة من المدينة الفلسطينية صوب إسرائيل، وتبين فيما بعد أن الفيديو قديم وتم تصويره في بيلاروسيا! العزل ويتم باجتزاء مقطع فيديو قصير من المقطع الأصلي وسياقه للتركيز على زاوية بعينها من القصة من دون رؤية القصة بأكملها. مثال يطرحه الدليل: فيديو مفبرك يحمل اجتزاء كلمة النائبة في الكونجرس "إلهان عمر" في مأدبة مجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية (CAIR) لإثارة الجدل حولها. التعديل على لقطات مصورة بشكل خادع. ويكون بإحدى الوسيلتين: الإغفال أو الربط الإغفال وهو تجاهل جزء صغير من الفيديو الأصلي وتقديمه للمشاهد على أنه فيديو كامل لتشويه الواقع. مثال يطرحه الدليل: قام السيناتور الأمريكي "ماركو روبيو" بتغريد مقطع فيديو تم تعديله بشكل مخادع للنائبة "إلهان عمر" لمقابلة مع قناة الجزيرة في شباط/فبراير 2018. الفيديو الذي تم تعديله أزيل منه جزءًا رئيسيًا من تعليق "إلهان" ليجعل الأمر يبدو كما لو كانت تهاجم الرجال البيض في أمريكا. الربط يكون بدمج مقاطع صوتية مع مقاطع فيديو لصنع حدث غير حقيقي وتصريحات مفبركة. مثال يطرحه الدليل: أخذت قناة "CRTV" تصريحات صوتية من مقابلة أجرتها النائبة " ألكساندريا أوكاسيو" وتم تحريرها وتركيبها على لقطات مقابلة خاصة، وفي أقل من 24 ساعة كان الفيديو "المفبرك" قد حصد مليون مشاهدة. تغيير لقطات مصورة عمدًا. ويتم إما بالتجبير أو التلفيق التجبير يتم بعدة طرق مثل تغيير سرعة الفيديو، أو التعديل عليه بالفوتوشوب، أو إضافة صوت أو تكراره، أو إضافة أو حذف معلومات مرئية تحقق هدف الخداع. من الدليل مثال يطرحه الدليل: تم العبث في فيديو شهير لرئيسة مجلس النواب الأمريكي، "نانسي بيلوسي" بالتلاعب في صوتها "من خلال تعديل السرعة" للإيحاء بأنها في حالة سكر، ولقي انتشارًا مليونيًا بين مواقع التواصل الاجتماعي. التلفيق يستخدم فيه الذكاء الاصطناعي لإنشاء صورة وهمية عالية الجودة عن طريق محاكاة الصوت، ودمجه ودمج صور خلفية قريبة من المحتوى المفبرك. مثال يطرحه الدليل: تم دمج صورة تم إنشاؤها بواسطة الكمبيوتر لمؤسس فايسبوك "مارك زوكربيرج" مع لقطات حقيقية لجسده، وتم مزامنتها مع تسجيل صوتي لأحد الممثلين. مارك زوكربيرج في الفيديو "المفبرك"، استعرض زوكربيرج قوته وقوة فايسبوك بشكل مستفز حيث قال: "تخيل هذا لثانية واحدة رجل واحد، يسيطر على مليارات من البيانات المسروقة من الناس، كل أسرارهم وحياتهم ومستقبلهم". الصور المرفقة من دليل "واشنطن بوست"