في إطار تنشيط البحث في التاريخ الاجتماعي لمدينة العرائش ومنطقتها، وفي سياق محاولة التعريف بأبرز الشخصيات والأعلام المحلية التي بصمت على حضورها وأثرت في مجتمعها محليا ووطنيا، وفي إطار استكشاف وتوثيق ما تختزنه الذاكرة المحلية المشتركة من شهادات شفهية أو مواد مصدرية جديدة، استضافت جمعية أرشيف العرائش لتوثيق التراث الثقافي والبحث التاريخي يوم الجمعة 22 يناير 2021، الشاعر والباحث ورجل التربية والتعليم، المفتش السابق بنيابة العرائش، فضيلة الأستاذ عبد السلام الجباري، أحد الوجوه المعروفة في المدينة بثقافته وخلقه وروحه المرحة، إضافة إلى انتسابه لعائلة الجباري الموريسكية المنحدرة من أحواز إشبيلية، والتي نزلت بضواحي شفشاون عقب سقوط الأندلس، العائلة الشهيرة برجالاتها العظام في كل المجالات والاختصاصات قديما وحديثا، سواء في المنطقة أو في بقية أرجاء المعمور. نبذة موجزة عن الضيف: عبد السلام بن احمد بن الطيب بن الهاشمي الجباري، من مواليد 17 فبراير 1950، بمدشر الصخرة، قبيلة بني جرفط، إقليمالعرائش، والده المرحوم أحمد الجباري من علماء القرويين، وحفيد الولي الصالح سيدي احمد الجباري دفين الصخرة، أما والدته فكان اسمها صفية، وهي ابنة المقاوم البطل سيدي احمد بنسرغين الذي استشهد مع ولده برصاص الاحتلال الإسباني عندما كانا يقاتلان في صفوف مجاهدي منطقة جبالة بين سنتي 1915 و1916. بدأ عبد السلام الجباري مشواره الدراسي من كتاب ومدرسة قريته، قبل أن ينتقل إلى مدينة العرائش، حيث واصل دراسته في المعهد العالي الإسلامي (المعهد الأصيل) تحت وصاية ورعاية وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، إلى أن تحصل على شهادة الباكالوريا سنة 1968، بعدها توجه إلى الجامعة لدراسة الحقوق على يد نخبة من الأعلام الوطنية، من قبيل فتح الله ولعلو، علال الفاسي، المكي الناصري… قبل أن يتحول إلى المدرسة العليا للأساتذة بكلية آداب فاس التي تحصل فيها سنة 1972 على شهادة الإجازة في الأدب العربي، ودبلوم التدريس، ليبدأ الأستاذ عبد السلام الجباري حينئذ مساره المهني من مدينة سيدي سليمان كأستاذ للتعليم الثانوي بسلكيه، وبعد 5 سنوات انتقل إلى العاصمة للحصول على دبلوم الدراسات المعمقة شعبة الأدب الأندلسي والمغربي تحت إشراف نخبة أخرى من الأعلام المغربية، والحديث هنا عن د. عباس الجراري، د. محمد بنشريفة، د. محمد مفتاح؛ ثم توجه أخيرا إلى مركز "تامسنا" لتكوين المفتشين التي قضى فيها سنتين، ليتم تعيينه بعدها مباشرة بنيابة العرائش سنة 1985، وفيها سيستمر مشواره المهني مدة ربع قرن من الزمن إلى حين إحالته على التقاعد سنة 2010. وإلى جانب إنتاجه الشعري والأدبي وأبحاثه العلمية والميدانية، اهتم الأستاذ عبد السلام الجباري بالتراث الشفهي الشعبي، والتراث الصوفي المحلي لبلاد الهبط، وهي روافد أصيلة من الثقافة المغربية أغنت رصيده العلمي وذاكرته الموسوعية برصيد معرفي نعتقد أنه يستحق التوثيق والتدوين والنشر، وهذا ما لمسناه عن كثب من خلال الساعات الثلاث التي سجلناها معه. للاطلاع على الجزء الأول من هذا اللقاء الخاص المتعلق بسيرة الأستاذ عبد السلام الجباري، وبعض الأحداث البارزة من تاريخ العرائش وبلاد الهبط، خاصة في فترة المقاومة المغربية الباسلة بشمال المملكة للاحتلال الإسباني، ندعوكم لمشاهدة الفيديو المشار إلى رابطه أسفله، على أن نعود بحول الله في الجلسة الثانية لنناقش محور التربية والتعليم الذي كرس له الأستاذ عبد السلام الجباري فكره واجتهاده، ومعظم مراحل حياته. شكر جزيل وتقدير كبير لكل من: . الأستاذ عبد السلام الجباري على سعة صدره وقبوله دعوة الجمعية. . الأستاذ عبد الإله طريبق محافظ المكتبة العامة البلدية على دعمه الدائم للمشاريع المعرفية. . الأستاذ عبد القادر السبيطي مدير موقع العرائش أنفو على المشاركة والمواكبة الإعلامية الرصينة. . الأستاذ معاد لمسقي المخرج الشاب (تخصص أفلام وثائقية) والذي تكلف بالتوثيق السمعي البصري للقاء. حضر اللقاء وحاور الضيف من جانب جمعية أرشيف العرائش كل من السادة: عبد الحميد بريري، محمد شكيب الفليلاح، ومحمد عزلي. تحرير: محمد عزلي.