تتوالى الضربات وتتكرر إعتداءات الكراهية ضد أشخاص وأناس مسالمين عنوانها وهدفها واحد هو زرع الرعب في نفوس الأقليات المتعايشة في المجتمع الألماني ثم إحداث خلل في السلم الإجتماعي، اعتداءات سمتها الأساسية أنها عنصرية محضة تعادي الأجانب والديانات الإبراهيمية الغير المسيحية كاليهودية والإسلام ، هذه الضربات النازية كالأخطبوط في اتجاهات مختلفة ومتنوعة كل مرة يفاجئنا هذا الفكر الشعبوي اليميني المتطرف بوقائع عدوانية وبوتيرة أسرع ومخططة ، فكل المؤشرات الأخيرة تبين أن هذه المنظمات لها هياكلها وخلاياها النائمة تنتظر الفرصة من أجل القيام بجرائمها المقززة وما رأينا وسمعنا عن طريق الإعلام من دردشات عنصرية في صفوف بعض القلة من الجيش، الشرطة والمخابرات الألمانية تدل على أن هذه الإعتداءات ليست معزولة ولا محدودة وإنما منظمة ولها من يُنظِّر لها وقد يكون الحزب البديل AFD ما هو إلا ذراع سياسي لهذا الفكر الحاقد الإستعلائي ، وإن هذا التصاعد في الهجومات الدامية على الأشخاص من عرقيات وديانات أخرى هو تحصيل حاصل للخطابات الشعبوية المنتشرة بدون حسيب ورقيب بذريعة حرية التعبير إضافة إلى تماطل الحكومة الألمانية بواسطة وزارتها في الداخلية في إتخاذ إجراءات صارمة تحد من نمو التيار الشعبوي العنصري و فتح تحقيقات و متابعات قضائية لكل شخص له أبعاد عنصرية. مع الاسف الشديد فوجئنا و تألَّمنا من تكرار العدوان الغاشم النازي على شاب يهودي في يوم الأحد المنصرم كان متوجها إلى كنيس تعبدي في مدينة هانمبوغ #Hamburg ، حيث هاجمه شخص له لباس شبيه من لباس الجيش الألماني ، هذه الضحية هذه المرة طالب جامعي يهودي، أصيب هذا الشاب في رأسه بإصابات بالغة ، هذه الحادثة تُذكرنا بحادثة مدينة هاله بشرق ألمانيا التي حصلت في العام الماضي والذي تم فيه كذلك الإعتداء على كنيس يهودي. إن تزايد هذه الوقائع العدوانية وحوادث الكراهية على دور العبادة بألمانيا لليهود والمسلمين يستوجب من المؤمنين والرواد توخي الحذر وصيانة كاميرات المراقبة الخاصة بها مع مطالبة السلطات الأمنية الألمانية بتكثيف الدوريات والمراقبة المستمرة لهذه البنايات التعبدية حرصا من كل إعتداء محتمل غادر، وهنا لابد من الإشارة والتنويه الى بعض مقتطفات من خطاب رئيس الجمهورية فخامة السيد شتاين ماير الذي ألقاه يوم 26.09.2020 بذكرى مرور 40 سنة على الهجوم الدامي الذي وقع في مدينة ميونيخ إثر مهرجان حفل أكتوبر #Oktoberfest التي ارتكبها اليمين المتطرف حيث قال: "لا يجب التسامح مع أعداء الحرية والديمقراطية، وبذل كافة الجهود للكشف عن شبكات اليمين المتطرف أينما وجدت" فمعركتنا الحالية والمستقبلية إذا هي في الدفاع وحماية هذا التنوع الثقافي والإثني والعرقي في المجتمع الألماني الذي هو منبع التكامل والتضامن ولا يكون إلا بالحرية التي يسمح بها الدستور و ممارسة الديموقراطية في الحياة العامة التي ستجعل الكل يعيش في أمان وإطمئنان .