أحداث الشغب الأخيرة ليلة الأحد المنصرم بمدينة شتوتغارت التي ندينها بأشد العبارات و لا نقبلها جملة وتفصيلا وما تلك المشاهد المشينة دليل فضاعتها وتعدي واضح على الممتلكات الخاصة و على رجال حفظ الأمن ، هذه الهجمات العنيفة من بعض المشاركين التي استهدفت عناصر الشرطة وما رافقها من تدمير ونهب متاجر لايمكن ان تكون محل تضامن ولا مجال تعاطف ، بل وليس لها تبرير أصلا . حسب شرطة شتوتغارت تصاعد التوتر بعد منتصف الليل عندما نفّذ رجال شرطة حملة تفتيش شملت شابا ألمانيا يبلغ 17 عاماً يشتبه بحيازته مخدرات ، وسرعان ما تجمّعت حشود كانت تتجول في ساحة وسط المدينة حول الفتى وراحوا يرشقون الشرطة بالحجارة والقوارير ، واستخدم المحتشدون العصي لتكسير زجاج سيارات الشرطة المتوقفة في محيط الساحة الواقعة على مقربة من برلمان ولاية بادن فورتمبرغ ووزارة المالية فيها . إن هذه الممارسات الشاذة والمنعزلة بهذه الضراوة والحدة و ما شاهدناه من فوضى غير مسبوقة من طرف هؤلاء الأشخاص من طبيعة الحال قد يكون لها وقودها وحطبها وهذا ما ستبرزه عما قريب تقارير وأبحاث الشرطة ونحن مقتنعون ان جهاز الشرطة الألماني المعروف بمهنيته وجديته سيقوم بما يمليه عليه ضميره ويقدم المتورطين الى العدالة التي ستقول فيهم كلمتها الأخيرة، وفي المقابل فإننا نستنكر قيام الشرطة الألمانية تحريات لدى مكاتب الأحوال المدنية Standesamt عن جنسية آباء مشتبه بهم في أحداث الشغب في مدينة شتوتغارت وبالفعل أعلنت رئاسة الشرطة في المدينة التي حدث فيها النهب بولاية بادن فورتمبرغ الأحد الماضي أن المسألة تتعلق بتحديد هوية المزيد من الجناة والتثبت بشكل شامل من الظروف العائلية والمعيشية للمشتبه بهم الذين تم التعرف عليهم بالفعل، هذه التحريات ايها السادة التي سيستغلها اليمين المتطرف والشعبوي في حالة ثبوت ان المتورطين لهم جذور مهاجرة وسيجعلها تزيد من الحقد والكراهية بل قد تصل الى تهديد السلم الإجتماعي من هجوم وهجوم مضاد. وما يثير الجدل والاستغراب ما نقلته صحيفتي "شتوتغارتر تسايتونغ" و"شتوتغارتر ناخريشتن" أفادت بأن الشرطة تعتزم إجراء "بحث في شجرة العائلة" للمشتبه بهم ولو يحملون الجنسية الألمانية بمعنى جواز ألماني مما أثار انتقادات واسعة وجدل حيث صرحت الحكومة الفيدرالية رفضها التام استخدام هذا المصطلح الذي له علاقة بالحقبة النازية وتاريخها المشؤوم من محرقة وتتبع الأفراد الذين لديهم سلالات يهودية. اليمين الشعبوي الذي يترقب هذا الحدث المرعب من بعيد وذكاء ينتظر نتائج الأبحاث بفارغ من الصبر سيستغله لا محالة بعد تحريك قوة عجلة إعلامه المعلومة وجعلها وسيلة في تغليط الرأي العام ودغدغة عواطفه ثم رفع من وتيرة التاييد له والاستقطاب في بعض الأوساط الشعبية الألمانية مع العلم نحن قريبين من إنتخابات سبتمبر التي نتمنى من حماة التعايش والسلم ان ينتصروا في هذا الاستحقاق بل نتمنى من أعماق قلوبنا ان لا يكن في هذا الحدث المؤلم أيادي من أصول مهاجرة او مهاجرة حتى لا يجعلها الشعبويين مكسب وركب الحدث فهم معروفين أنهم يقتاتون من هذه المآسي من أجل خدمة اجندتهم المكرة، وإن قلة المشاركة من الأقليات منها المغربية في الإنتخابات والتصويت سينعكس سلبا على كل من يناضل من أجل الكرامة وضد العنصرية وعلى كل صوت حر ينادي الى المساواة لذلك فإن واجب التصويت أصبح ضروريا وملحا بل علينا ان نلح على ذلك في خطب الجمعة، في جمعياتنا ولقاءاتنا وفي كل فرصة أتيحت لنا حتى لا نترك الفراغ الذي يربح منه الكثير حزب البديل الألماني AFD علينا ان نساند كل من يقف مع قضايانا المشروعة العادلة ومع كل من يحل مشاكلنا بصدق ولا نستهين بهذا الحق الذي به سنحقق طموحاتنا مع شرفاء هذا الوطن وهم كثيرون يتعاطفون معنا ويدافعون عنا ويتفهّمون ظروفنا . ايها السادة الانتخابات هي فرصة ثمينة ولا تتكرر إلا بعد سنوات وهاهي آتية بعد شهرين فلا تجعلوها تمر دون بصمة ومشاركة قوية ونحاول باتحادنا نتذوق غلتها الشهية التي لا نمل طعمها اللذيذ في حياتنا .