شنت السلطات الألمانية حملة تفتيش استهدفت عددا من المنازل بولايتي بادن-فورتمبرغ وشمال الراين-ويستفاليا عقب رصد محاولات تجسس في مطارين بباريس وشتوتغارت يقوم بها إسلاميون من أصول مغربية. وكشفت وسائل إعلام ألمانية، أن المخابرات المغربية حذرت ألمانيا من هجمات إرهابية قد تحدث خلال الأيام القادمة تزامنا مع احتفالات رأس السنة، والتي من المحتمل أن تمس الحدود الفرنسية-الألمانية، وبالضبط مطار "شتوتغارت". وأضافت المصادر ذاتها، أن عناصر من المخابرات المغربية كانت قد قامت بزيارة لألمانيا في الثالث من دجنبر الجاري، مشيرة إلى أنهم رصدوا رسائل نصية عبر فايسبوك، تتمحور حول هجوم على أحد المطارات في منطقة الحدود بين ألمانياوفرنسا انتقاما من السياسة الغربية. من جهة أخرى ذكرت السلطات في مدينة شتوتغارت أمس (الجمعة 21 ديسمبر 2018) أن الادعاء العام في شتوتغارت يجري تحقيقات ضد أربعة متهمين معروفين لدى السلطات، وذلك على خلفية الاشتباه في الإعداد لجريمة عنف تعرض أمن الدولة لخطر جسيم. وكانت السلطات الألمانية شددت الإجراءات الأمنية في مطارات ولاية بادن-فورتمبرغ منذ أول أمس الخميس. وذكر وزير الداخلية الألماني هورست زيهوفر أنه ليس هناك من مؤشر على وجود أعمال تجسسية في مطارات ألمانية أخرى وأن درجات اليقظة والحذر تم رفعها في المطارات الألمانية. وذكرت مصادر أمنية أن التفتيش شمل منزلا في ولاية بادن-فورتمبرغ ومنزلين آخرين في ولاين شمال الراين-ويستفاليا. ورصدت سلطات الأمن في مطار شارل ديغول بباريس، أكبر مطار في فرنسا، الأسبوع الماضي شاحنة صغيرة تحمل لوحة معدنية مسجلة في مدينة آخن الألمانية. ووفقا للبيانات، فإن صاحب هذه الشاحنة سلفي منحدر من أصول مغربية، ويمتلك عدة مركبات مشابهة، ومعروف لدى السلطات الأمنية في ولاية شمال الراين- ويستفاليا منذ فترة طويلة. وبحسب التحقيقات، تمكن المشتبه به من الفرار قبل أن توقفه الشرطة الفرنسية وتستجوبه. وأفادت معلومات أن التحقيقات موجهة ضد أب ونجله من ولاية شمال الراين-ويستفاليا. وبحسب البيانات، فإن عملية التجسس التي تمت في مطار شتوتغارت، والتي سجلتها كاميرات المراقبة، شارك فيها نجل السلفي. كما يوجد لدى سلطات الأمن سجلات مراسلات نصية، شارك فيها أيضا المشتبه بهم. وكانت مصادر من الشرطة الفرنسية أكدت ما ذكرته صحيفة “جورنال دو ديمانش” الفرنسية بشأن رصد المشتبه بهم في سيارة من طراز “مرسيدس بنز سبرينتر” تحمل لوحة أرقام ألمانية. وبحسب بيانات الصحيفة، فإن صاحب السيارة (48 عاما) مُدرج في قائمة السلطات الألمانية للخطرين أمنيا. ووفقا لمعلومات إذاعة جنوب غرب ألمانيا، علم المحققون بشأن المشتبه بهم عبر معلومات من سلطات الأمن المغربية، التي رصدت رسائل نصية مشبوهة وأخبرت بها السلطات الألمانية. وبحسب بيانات الإذاعة، فإن هذه الرسائل تدور حول هجوم على أحد المطارات في منطقة الحدود بين ألمانياوفرنسا انتقاما من السياسة الغربية. وذكرت الإذاعة أن من بين هذه الرسائل “إنهم يخوضون حربا ضد الإسلام، شقيقي وأنا هنا لمقاتلتهم”… “هل سأكون بمفردي؟”… “لا، نحن عدة”.