أحمد رباص منية زحزاح طبيبة أخصائية أمراض الجهاز الهضمي في مستشفى سيدي لحسن بتمارة. إضافة إلى ذلك، مناضلة وفاعلة سياسية يسارية تدرجت عبر هياكل الحزب الاشتراكي الموحد إلى أن نالت العضوية في مكتبه السياسي أثناء استحقاقات المؤتمر الوطني الرابع. قبل حلول جائحة كرونا، كانت زحزاح ناجحة في التوفيق بين نشاطها السياسي وواجبها المهني الإنساني رغم الظروف غير المواتية التي تعمل في ظلها ورغم انعدام أو قلة الأدوية والأجهزة والوسائل الطبية الضرورية لمقابلة المرضى وعلاجهم. لكن، بعد اجتياح فيروس كرونا لبلادنا وبدء انتشاره اصطفت منية زحزاح إلى جانب زميلاتها وزملائها من مهنيي الصحة في الصفوف الأمامية لمواجهة الوباء الفتاك وللحفاظ على صحة المواطنين. وهكذا اختارت المكافحة زحزاح كسر ذلك التوازن الذي كان مرتبا بعناية بين الجانب السياسي والجانب المهني. إذن، فرضت ضرورة التصدي للجائحة على السيدة زحزاح أن تكثف جهودها جميعها ووقتها كله لمواجهة الخطر الداهم غير مكتفية بأداء واجبها المهني حيث دعمت إجراءات الدولة لمنع الفيروس من الانتشار بدعوتها المواطنات والمواطنين عبر تسجيلات بالصوت والصورة إلى البقاء في منازلهم ناصحة إياهم بالحرص على تعقيم الأيدي وبتناول أغذية مقوية للمناعة. بيد أن استماتة الطبيبة زحزاح بالتزام خندق الحرب على كرونا لم تحل نهائيا بينها ومتابعة أنشطة وأحداث حزبها عن بعد بفضل الإمكانات التواصلية التي تتيحها التكنولوجيا الحديثة. في هذا الإطار، يندرج شريطها المصور المباشر الذي ظهر يوم أمس الخميس على شبكات التواصل الاجتماعي. في هذا اللايف، تحدثت البروفيسورة الأخصائية من قلب مستشفى سيدي لحسن بتمارة عن أمرين. الأمر الأول الروح الاجتماعية والانسانية التي تطبعها عبرت عنها في رغبتها الصداقة في التعبير عن تعازيها الحارة لصديقها ورفيقها أحمد آيت سي علي، العضو في المكتب السياسي وكاتب فرع الحزب ببوزنيقة، الذي فقد أمه الغالية، طالبة من العلي القدير أن يشملها برحمته وأن يلهمه وعائلته الصبر والسلوان. أما الأمر الثاني الاخلاص والتضحية المهنية تمثل في إخبارنا بهبة تقدم بها مواطن مغربي رفض الكشف عن هويته. هذه الهدية عبارة عن 100 قناع واقي (visière de protection) سوف توزع على الأطر الصحية العاملة في المؤسسة الاستشفائية المذكورة. وختمت المناضلة كلامها بالتعبير عن شكرها الموصول لكل من ساعد حماة الصحة العامة في هذه الظروف وتمنت أن تفوت الجائحة ويخفف علينا ما نزل.