أحمد رباص نقرأ في الفقرة الأولى من البيان الذي أصدره يوم 28 مارس الماضي الحزب الاشتراكي الموحد بإيطاليا أن العالم يعيش على وقع انتشار وباء كورونا الذي غزا العديد من الدول في غضون أسابيع فقط، وبات عنوانا لمأساة جديدة تنضاف إلى سجل مآسي الرأسمالية والنيولبرالية في تدمير البيئة واستنزاف ثرواتها ونشر الأسلحة النووية والكيماوية واعتماد مختلف تجارب صناعة الأوبئة والجراثيم والفيروسات ناهيك عن اضطهاد الشعوب وإشعال فتيل الحروب وتهديد الأمن والسلام الاممي. وفي ارتباط بهذا الوضع الوبائي العام ألمح البيان إلى أن إيطاليا تشهد اليوم اجتياح وباء كورونا وأن شعبها قد استفاق على هول الصدمة من فراغ مؤسسات الاتحاد الأوروبي من أي مضمون اجتماعي وتضامني فيما بين دوله، وبات يعيش معاناته مع تفشي الوباء وارتفاع عدد ضحاياه وانتظار المساعدة والدعم من دول أخرى خارج الاتحاد الأوروبي. وضمن هذه اللاوضاع الصحية الايطالية التي تشبه أفلام الرعب – يواصل البيان- يعيش المهاجرون حالة من الذعر والترقب، وضمنهم مغاربة لا تتوفر لأغلبيتهم الإمكانيات اللازمة والضرورية للمكوث في منازلهم. والخطير في الأمر،حسب البيان، هو أن عدد الوفيات في صفوف المصابين المغاربة بات يعد بالعشرات ولم يعد أقرباء الهالك أو أصدقاؤه قادرين على نقله إلى المغرب بسبب إغلاق الحدود ولا على دفنه هنا في ايطاليا بسبب تعقيد مساطر الدفن وجشع الشركات العاملة في مجال دفن موتى المسلمين حيث ارتفعت التسعيرة بنسبة 70 % عن الثمن الاعتيادي في بعض المناطق، مقابل صمت القنصليات المغربية وتجاهلها لهذه الاوضاع، وعدم إقدام أي منها في المناطق الأكثر تضررا على تفقد الجالية المغربية والتواصل مع الجمعيات المدنية وتقديم مايلزم من الدعم والتخفيف من ألم ومعاناة المغاربة مع هذا الوباء وخصوصا في حالة الوفاة. وبنفس النبرة من الألم والحسرة، عبر رفاق نبيلة منيب عن خشيتهم من تفشي الوباء داخل المغرب وبلوغه أرقاما قياسية وتصبح معه حياة المواطنين والمواطنات في خطر داهم بسبب تدهور قطاع الصحة العمومية بالبلاد نتيجة السياسات الطبقية التي أجهزت على كل المكتسبات وجعلت قطاع الصحة مفلسا ولايرقى إلى حفظ الأمن الصحي للمغاربة، في حين تبقى تلك المبادرات المعلن عنها ظرفية وارتجالية وفاقدة للمصداقية مالم تصاحبها إجراءات عملية للنهوض بقطاع الصحة العمومية وتجويد خدماته وتعميمها. وإذ يعبرون عن شديد تخوفهم من انتشار هذا الوباء في العالم كله فإنهم يعلنون للراي العام الدولي والأوروبي والمغربي عن عزائهم ومواساتهم للأسر التي فقدت أحدا من اقربائها ويطالبون سائر القنصليات المغربية بإيطاليا بالاهتمام بالجالية المغربية وتفقد أوضاعها وتقديم الدعم لكل الأسر المحتاجة والتكفل بمصاريف دفن الموتى. كما يعلنون تعاطفهم مع كل شعوب العالم وبالخصوص الشعوب الأوربية وأولها الشعب الايطالي الذي يعتزون بتواجدهم على أراضيه ونقاسمهم نفس الألم والمعاناة، دون إهمال التلميح إلى تخوفهم الشديد على صحة وسلامة الشعب المغربي ويدعونه إلى الالتزام بكل التدابير الوقائية وخصوصا الحجر الصحي، وعدم الانسياق وراء دعوات مغرضة تنشر الجهل وتلبسه لبوس المقدس. وفي ختام بيانهم يندد مناضلو الحزب الاشتراكي الموحد بإيطاليا باستغلال هلع المغاربة من جائحة كورونا واستدراجهم إلى أفكار تكفيرية هدامة أو الزج بهم في مظاهرات وتجمعات وخيمة العواقب. ويطالبون بإعطاء قطاع الصحة العمومية العناية اللازمة وتأهيل المستشفيات وتجهيزها وتوفير الأطر الكافية للاشتعال بها والرفع من ميزانية قطاع الصحة. كما يجددون هم الآخرون مطالبتهم بإطلاق سراح جميع المعتقلين السياسيين وعلى رأسهم معتقلي حراك الريف.