العربي الجوخ تشهد عدد من الدواوير المحسوبة على جماعتي سيدي بوبكر الحاج ومولاي بوسلهام، الواقعة على الحدود مع إقليمالعرائش، حالة استنفار قصوى في صفوف السلطة المحلية، ورجال الدرك، الذين يسابقون الزمن للوصول إلى العشرات من الشبان الذين عادوا من الجارة الاسبانية، على متن زورقين مطاطيين، في رحلة للهجرة السرية المعكوسة، ووصلوا إلى شاطىء يقع بين العرائشوالقنيطرة، هربا من عدوى وباء كورونا، بعد فرض الحجر الصحي وانتشار العطالة، وتشديد الخناق على من كانوا ينشطون في تجارة المخدرات هناك. وكشفت مصادر إلى أن ما يناهز 100 شخص، أغلبهم دون أوراق إقامة، قد دفعوا حوالي 6 ملايين لكل واحد، إلى منظمي العملية، الذين حملوهم قبل أسبوع، على متن زورقين مطاطيين، انطلقا من الشواطئ الاسبانية في اتجاه الشواطئ المغربية، وعند اقترابهم من شواطئ الهيايضة بتراب إقليمالعرائش، تفاجئوا بعلو الأمواج، وظلوا عالقين وسط البحر ليوم كامل، قبل أن يستنجدوا بمنظم للهجرة بالقنيطرة، فاتفق معهم على أن يدفعوا له مبلغ 30 مليون سنتيم، وتمكن بذلك من إدخالهم إلى شاطىء مواز لدوار اكلا المشهور بالممر السري للهجرة. وفور وصولهم إلى منازل أسرهم، عمد المهاجرون العائدون من إسبانيا إلى التواري عن الأنظار، خوفا من انكشاف أمرهم، حيث استنفرت الواقعة مركز درك جماعة العوامرة بإقليمالعرائش، إذ فتحوا بحثا سريا في الموضوع، لكنهم لم يجدوا أثرا لأي من العائدين بدواوير الجماعة، قبل أن يصل الخبر إلى سلطات ودرك مولاي بوسلهام، الذين شنوا حملة لمداهمة المنازل. وعثر الدرك والسلطات على عدد من العائدين متخفين بطرق غريبة، حيث ضبطوا أحدهم وسط فران قروي تقليدي مصنوع من الطين، وذلك بدوار الشوافع، فيما لا يزال البحث جاريا عن العديد بدواوير جماعتي مولاي بوسلهام وسيدي بوبكر الحاج، المحاذيتين لتراب إقليمالعرائش، والمحسوبتين على تراب إقليمالقنيطرة، للكشف عنهم لقطع الشك باليقين عما إذا كانوا مصابين بوباء كورونا، لتفادي نشرهم للعدوى بين أهاليهم ومخالطيهم.