استنفر قرار وزارة الداخلية القاضي بإغلاق المقاهي والمطاعم في عاصمة البوغاز بسبب تداعيات فيروس “كورونا” مهنيي القطاع وبعده بصفة مباشرة المستخدمين والنوادل الذين اعتبروا أنفسهم الأكثر تضررا وأسرهم بهذه المحلات في طنجة وفي جميع ربوع التراب الوطني.وخاصة منهم الغير منخرطين في صندوق الضمان الاجتماعي. وعبر مجموعة من النوادل والمستخدمون بطنجة عن استياءهم وامتعاضهم جراء هدا القرار ، وخاصة مجموعة من النوادل والمستخدمين الدين صبوا جام غضبهم على بعض مشغليهم من أرباب المقاهي والمطاعم ممن وصفوهم بأصحاب الجشع ممن تغيب فيهم الرحمة وثقافة التضامن وروح الانسانية. هؤلاء الدين غابوا مباشرة بعد اقفال محلاتهم دون أن يكترثوا لمعاناة مستخدمهيم وعمالهم الدين تشردوا بالعشرات بين دروب وأزقة المدينة، ولو بتقديم أبسط المساعدات المتمثلة في دفوعات نقدية على شكل إعانات ومساعدات أو على شكل تسبيق للأجر. هدا في حين اتخد البعض الآخر من أرباب المحلات ممن تتوفر فيهم الانسانية وصفات الرجولة الوقوف الى جانب مستخدميهم حتى الى غاية تجاوز المحنة، ودلك بدفع مستحقاتهم مع تخصيص مبالغ مالية إضافية تساعدهم على تجاوز مصاريف الحجر الصحي الدي دعت اليه الحكومة المغربية. النودل وكغيرهم من المواطنين التزموا بقرار الإغلاق الاستباقي، الذي يأتي في إطار التدابير الاحترازية لمواجهة الجائحة العالمية، والحد من انتشار "كورونا" بالمملكة، رغم أن هذا الإجراء نزل كالصاعقة على نفوسهم، حيث لا معيل لهم سوى أجرتهم البسيطة وإتارات ” البروبينا” وسخاء الزبناء بهذه الفضاءات، ما يجعل حظر نشاطها مصيبة بالنسبة إليهم.حيث أن "الحكومة كان من المفترض أن تتدارس القرار قبل إصداره، وتخصص مساعدات لهذه الفئة المتضررة التي لا سبيل لسد رمق عيشها سوى أجرتها، خلال المدة التي ستتوقف فيها عن العمل". هدا وقد رضخ العاملون بالمقاهي والمطاعم للقرار الذي سيضاعف همومهم ومحنهم ، على مضض، بعد أن قضوا ساعات الخدمة الأخيرة وهم شاردون مهمومون، وكأن جميع مصائب الدنيا استأثرت بلبهم و أرغمتهم على حصر تفكيرهم فيها. وأكد عدد منهم، في حديثهم للموقع، أن أوضاعهم المعيشية عسيرة وقاسية، وأنهم يجهلون مصيرهم بعد حرمانهم من لقمة عيشهم ومصدر رزقهم الوحيد، وقال أحدهم بنبرة غاضبة تنم عن حزن دفين "اللهم كورونا ولا الميزيريا والتشرد"، فيما أضاف آخر باستياء "إن جائحة الفقر أخطر من كورونا مائة مرة، مرض قد تشفى منه أو يقتلك في أسوأ الحالات، لكن فيروس الفقر يكسر شوكتك بلا هوادة، ويحول حياتك إلى جحيم". وفي السياق ذاته، أشار عدد من النوادل ومستخدمي المقاهي، الذين رماهم قرار وزارة الداخلية في بحر من التوتر والحيرة، أن عدم توفرهم على مدخرات سيشكل تهديدا جديا لمصيرهم ومصير أسرهم، إذ أنهم يعتمدون على أجرتهم اليومية لإعالتها وتوفير الطعام ومصاريف الكراء لها، إلى جانب التزامات بعضهم المتمثلة في أداء قسط الاقتطاعات الشهرية الخاصة بقروض السكن، أو تكاليف المدرسة وفواتير الماء والكهرباء وغيرها. كما تساءلوا عن الإستراتيجية التي ستنهجها الدولة لمساعدتهم على تحمل تكاليف الحياة وتدبير شؤونهم اليومية. ويستعد مجموعة من النوادل والمستخدمون توجيه عدة رسائل مستعجلة وطلبات للقيمين على تسيير الشأن العام المحلي والوطني إلى كل من رئيس الحكومة ووزير الداخلية لعقد لقاء من أجل مناقشة الوضع وما سيترتب عن هذه القرارات المتخذة على النوادل والأجراء.