مباشرة بعيد مغادرته ثانوية علال بن عبد الله الإعدادية، بالقصر الكبير والتابعة لنفوذ المديرية الإقليمية للعرائش، وبعد أداء واجب الحراسة المهني ، في آخر حصة من حصص إجراء امتحانات نيل شهادة السلك الثانوي الإعدادي، دورة يونيو 2019. تعرض أستاذ مادة اللغة الفرنسية )ع. ب( المشتغل بنفس المؤسسة، صبيحة يوم أمس الجمعة 21 من الشهر المذكور، لاعتداء وتعنيف من طرف أحد التلامذة المرشحين للامتحان الجهوي، بسبب أداء الواجب المهني المتمثل في منع الغش بمختلف الوسائل وعلى رأسها الهاتف المحمول، الذي حاول المعتدي استعماله داخل الفصل تحت طائل القوة والتهديد رغم كل التنبيهات والتحذيرات الشفوية، وهو المنع الذي لم يستصغه المعني بالأمر فوسوست له نفسه وزملاؤه بالاقدام على تعنيف الأستاذ، الذي لم يقم إلا بما يلزمه به الضمير والواجب المهني والاعتداء عليه بالشارع العام وأمام أنظار التلاميذ والمارة الذين تباينت ردود أفعالهم.. حيث وجه المعتدي للأستاذ لكمات على مستوى الوجه وخصوصا منطقة العين، نتجت عنها كدمات وهالة واحمرار وكذا اضطراب في الإبصار والرؤية، مما استدعى نقله على وجه السرعة إلى أقرب مركز طبي لتلقي العلاجات الأولية الضرورية، بعدها نقل إلى عيادة مختصة في طب العيون، ليحدد له مختص الضرر ومدة العجز والوصفة الطبية، خصوصا بعدما صار يعاني من تضبب وخيالات، تعتري الرؤية لديه بين الفينة والأخرى حسب تصريح -الأستاذ- المعتدى عليه.. علاوة على الأذى النفسي والتحطم المعنوي الذي خلقه لديه الحادث.. والجدير بالذكر هبة كل من إدارة المؤسسة والمديرية الإقليمية لمساندة الأستاذ المتضرر بتقديم كافة أشكال الدعم والمؤازرة اللازمين.. خصوصا وأنه لم يعد الاعتداء على الأساتذة وهم يؤدون مهامهم ويقومون بواجبهم المهني مجرد حالات معزولة هنا وهناك.. بل صارت ظاهرة اجتماعية، مشهودة ومعاينة، تتحمل مسؤوليتها كل من الأسرة بالدرجة الأولى، والقوانين الجاري بها العمل التي لا ترقى إلى مستوى الزجر، لتحقيق الردع الخاص والعام، مع وجود بعض الهيئات المدنية، التي تساهم في كثير من الأحيان في تمييع الجو، وهي تعتقد أنها تسعى لتمتيع الأفراد بحقوقهم.. مما يزيد الطين بلة! ويتطلب إعادة النظر في كل الأنساق المتقاطعة في مجال التربية والتعليم، للحد من واقعة تعنيف الأساتذة -المستفحلة- من طرف المتعلمين بسبب آدائهم لواجبهم المهني على الوجه المفروض. فهل من متدخل لحماية الأستاذ المخلص من مخاطر الإخلاص لواجبه المهني ؟!