طنجة: كادم بوطيب انطلقت مساء اليوم الجمعة 14 يونيو الجاري بمدشر زنيد أربعاء عياشة الواقعة بمنطقة العرائش الدورة التاسعة لموسم “ماطا” المنظم تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة ،والدي تسهر عليه الجمعية العلمية العروسية للعمل الاجتماعي والثقافي بالشراكة مع المهرجان الدولي للتنوع الثقافي لليونيسكو. وحضر حفل الافتتاح، بفضاء قروي، حج اليه ساكنة المنطقة، بغية متابعة الحركات الرياضية والفنية الممتعة من طرف فرسان وفارسات، دأبوا على المشاركة المتميزة والهادفة، بغية تكريس لعبة ماطا المشتهرة بها قبيلة بني عروس الجبلية، المتميز بمناظر خلابة تسحر زائريها المغاربة والأجانب، اذ حضرت وفود اسبانية تمثل مجالات متعددة، وهو ما من شأنه لعب التظاهرة لأدوار دبلوماسية وطلائعية، بين البلدين الجارين. وممثلون وأعيان لقبائل صحراوية مغربية. كما عرف اليوم الأول من التظاهرة حضور شخصيات وطنية وجهوية ومحلية، نذكر منها: السيد عبد الهادي بركة نقيب الشرفاء العلميين لمولاي عبد السلام ، والسيد بوعاصم العالمين عامل عمالة العرائش، ورؤساء ومنتخبون لعدة جماعات بالمنطقة. ويسعى موسم “ماطا” لإحياء تراث تليد موغل في القدم تجسده فروسية “عروس ماطا ” تنفرد بها قبيلة بني عروس وبعض القبائل المجاورة شكلا و مضمونا، من خلال إرث استأثر بعناية أبناء المنطقة عبر رسالة من الأمس تُروى اليوم من أجل الغد ترابط بين حركية الحاضر ووعد المستقبل. كما يعتبر هذا الموسم تراثا ثقافيا متجذرا حافظت عليه ساكنة هذه الجهة بإرادة “تروم الجمع بين الأصالة و الحداثة في اعتقاد جازم بأن التنمية جزء لا يتجزأ من الانتماء و المواطنة” كما يقول المنظمون. وبهذه المناسبة صرح نبيل بركة، رئيس المهرجان قائلا "هذا الحدث السنوي الدي تعتبر فيه مسابقة ماطا للفروسية حجر الزاوية، يساهم في إحياء الموروث الحضاري غير المادي الأصيل والحفاظ عليه وصيانته. هذا الحدث، الذي يثمن مكانة الفرس في جهة الشمال ويشيد بفرسانها، يعزز أيضًا التنمية الاقتصادية والسياحية بالجهات الشمالية والجنوبية للمملكة من خلال تسليط الضوء على إمكانياتها العديدة والترويج للمنتجات المجالية والحرفية الغنية والمتنوعة التي أضحت تتمتع بشهرة عالمية". وعلى غرار الدورات السابقة، بالإضافة إلى مسابقة ماطا، سيتم وضع برنامج غني بالأنشطة. فخلال الأيام الثلاثة للحدث، سيتمكن الضيوف والزوار المغاربة والأجانب من السفر عبر التاريخ بفضل مسابقة "ماطا" واستكشاف معارض المنتجات المجالية وحرف الصناعة التقليدية المغربية. كما ستشهد ليالي المهرجان تنظيم سلسلة من السهرات وأمسيات في فن السماع الصوفي والفلكلور الموسيقي المحلي والوطني، بالإضافة إلى فقرات تنشيطية أخرى كحملة تحسيسية بأهمية احترام البيئة، ألعاب للأطفال، إلخ. وأفادت نبيلة بركة، رئيسة الجمعية العلمية للعمل الاجتماعي والثقافي قائلة "يعد معرض المنتجات المجالية والتقليدية نقطة بارزة في كل نسخة من مهرجان ماطا الدولي لركوب الخيل. الأقاليم الجنوبية، الضيف الدائم للمهرجان، تعرض منتجاتها إلى جانب تعاونيات المنطقة الشمالية وتسمح لضيوفنا باكتشاف تنوع وثراء كنوزنا المحلية. إنها دليل على التزامنا بتعزيز السياحة والديناميكيات الثقافية والاجتماعية ودعمنا للتنمية البشرية". وقد سجلت نسخة 2018 مشاركة أكثر من 200000 شخص بين الزوار المحليين والدوليين. واجتذبت منافسة ماطا أكثر من 150 فارس من قبائل مختلفة. كما تمكنت 45 جمعية تعاونية من عرض منتجاتها. ويشار إلى أن “عروس ماطا ” صراع يجري في أحضان الطبيعة بين أمهر فرسان بني عروس و باقي القبائل المجاورة ( بني جرفط سوق الطلبة…..الخ ) , حيث التنافس على الظفر بدمية حبلى برمزية الخصوبة ودلالات عزة القرية و شجاعة أبنائها، إنه عرض حي ينصهر فيه الفارس بالفرس في سباق حامي الوطيس على دمية صنعتها نساء القرية من ساق البرواق و لباس من الزي المحلي التقليدي , ليحقق بذلك انتصارا و تفوقا لقريته لتتصدر مفاخر قرى قبائل جبالة . وينطلق هذا السباق حسب مرويات شفوية لأهالي قبيلة بني عروس بعد صلاة العصر وبعد قيام نساء القرية المضيفة بتنقية حقول الزرع من الأعشاب والطفيليات في إطار عملية توازٍ عبارة عن عمل تضامني عرف ب ” دق الزرع ” تشدو فيه أصوات النساء بالتصلية على النبي صلى الله عليه و سلم وزغاريد الاستبشار وأعيوع للتحميس على نغمات الغيطة وإيقاعات الطبول الجبلية التي تتميز بها منطقة جبالة.