سمير افقير لا يخفى ان الفلاحة تعتبر خلية اساسية في منظومة الاقتصاد الوطني وداعمة للتنمية الشاملة والمندمجة وللامن الغذائي ،وانسجاما مع هذه اللاهمية اكيد ان الدولة خصت جزء من اهتماماتها للمجال الفلاحي عبر سياستها المجالية ومخططاتها وبرامجها ، ولعل انطلاقة مخطط المغرب الاخضر الذي اعطى انطلاقته صاحب الجلالة في ابريل سنة 2008، كان من بين اهدافه تحقيق تنمية شمولية للمجال الفلاحي باعتباره الدافع الاساسي للجانب الاجتماعي واللاقتصادي ، وذلك بالتركيز على دعامتين الاولى الفلاحة العصرية والثانية النهوض بالفلاحين في وضعية صعبة .. وفي سياق هذا الكم من الاهمية واهداف مخططات السالفة الذكر وما تلاها من برامج استثمارية واستشارية والاليات القانونية المتعلقة بالمنظومة القانونية الفلاحية ، يكشف واقع الفلاح باربعاء تاوريرت وغيرها من المناطق القروية التي تعتبر فيها الحياة منعدمة شبه كاملة ناهيك عن مجال فلاحي – يكشف – عن عمق التهميش والقهر ، و تبقى الارض في هذه المناطق يتيمة شاحبة مكسورة الى ان يرحمها خالقها والشيء ذاته يصيب الفلاح في المجال القروي واربعاء توريرت نموذجا ، حيث رغم ما تتحدث به المؤسسات الفلاحية وسياسات الدولة الا انه يجد نفسه يبتكر مجموعة من الطرق لانقاذ ما يمكن انقاذه ، ولعل ما توحي به الصور من ابتكارات لاجل توفير مياه للسقي اكبر دليل على واقع الفلاحة هنا باربعاء تاوريرت إقليمالحسيمة. واقع الفلاح بأربعاء توريرت ينذر بوضعية اكثر من صعبة من جهة وينبأ بكارثة خطيرة تتعلق بما يبتكره من عمليات لسد حاجياته اليومية والتي قد تشكل خطورة على حياته باستعمال اليات غاز وربطها بانابيب ( انظر الصورة ) وهذا ما يكرس عند المجتمع السعي الى تطوير مثل هذه الطرق التي لم نكن نسمعها او نشاهدها الا خلال العمليات الارهابية وعند الارهابيين من جهة اخرى . ان كان لمخططات وسياسات الدولة رؤية ومقاربة شمولية اعتمادا على عدة اليات لتحقيق اهداف استراتيجية تهم التنمية الشمولية فان واقع مخططات المجال الفلاحي يناقض كل ما رصد من التوقعات والنتائج وما خصص من موارد مالية ولوجيستيكية.. ، والاكثر من ذلك فان واقعه في المجال القروي قد يؤدي الى تكريس بعض الثقافات التي ستعود بالضرر على الفلاح بصفة خاصة وعلى المجتمع المغربي بصفة عامة. س. أ