مراسلة خص السيد عامل صاحب الجلالة على إقليمالعرائش مشكورا صبيحة يوم الأربعاء 29 ماي 2019م عدد من أعضاء الجمعيات المنضوية تحت لواء الفريق المحرك للمدينة العتيقة بالعرائش باستقبال رسمي بمكتبه بمقر عمالة العرائش، بناءا على طلب تقدمت به جمعية مؤسسة القصبة للنهوض بالتراث الثقافي للمدينة العتيقة بهذا الخصوص. الهدف من اللقاء كان هو فتح نقاش موسع من سيادته حول الإكراهات والمشاكل التي يعيشها النسيج العمراني العتيق سواء المدينة العتيقة أو النسيج الإسبانوموريسكي، والاطلاع على التوجه العام لعمالة العرائش خلال السنوات القليلة المقبلة في تعاطيها مع الموروث التاريخي للمدينة وسبل إدماجه في التنمية المستدامة. حضر هذا اللقاء كل من السيدات والسادة: – السيد عامل صاحب الجلالة على إقليمالعرائش – السيد عبد الرؤوف العمراني مدير ديوان عامل إقليمالعرائش. – السيد الهاشمي الجباري ممثل جمعية العرائش في العالم – الأستاذة فاطمة الدرقاوي مسؤولة القطاع التربوي بالفريق المحرك للمدينة العتيقة – الأستاذ محمد عزلي ممثل جمعية أرشيف العرائش لتوثيق التراث الثقافي والبحث التاريخي – الأستاذ محمد الحراق، ممثل جمعية دار الفن – الأستاذة هيام المحب، مكلفة بإستراتيجية التواصل والعلاقات العامة – الأستاذ محمد أكميم، ممثل جمعية الفضاء التاريخي لساحة التحرير – السيد رضوان الزياتي، ممثل جمعية العرائش للتنشيط الثقافي والفني بالمدينة العتيقة – السيد محمد رزين، ممثل جمعية حديقة الأسود لحي الغريسة – السيد محمد شكيب الفليلاح (الأنجري)، ممثل جمعية مؤسسة القصبة للنهوض بالتراث الثقافي للمدينة العتيقة – السيد رضا الحوات، مسؤول التوثيق والإعلام بالفريق المحرك للمدينة العتيقة – السيدة شفاء بن حدو، ممثلة وكالة التنمية المحلية بالعرائش – السيد عبد السلام الغربي، ممثل تعاونية الصيد التقليدي بمرسى العرائش – السيد علي براحة، ممثل تعاونية سيلاراش للمحافظة على القيمة التاريخية والإيكولوجية لملاحات العرائش – السيد محمد الساني، منسق مشاريع جمعية مؤسسة القصبة للنهوض بالتراث الثقافي للمدينة العتيقة وقد افتتح الاجتماع بكلمة ترحيبية ألقاها السيد عامل الإقليم في حق أعضاء الفريق المحرك للمدينة العتيقة، منوها بالعمل المسؤول والمحمودة الذي يقوم به الفريق سواء في إطار اشتغال كل جمعية على حدة على برنامجها السنوي، أو في إطار المقاربة التشاركية التي يعتمدها الفريق المحرك، الذي يشتغل في ميدان جد حساس متعلق بالمدينة العتيقة وسبل تثمين مكوناتها التراثية بمختلف تجلباتها، مشيدا بعدد من التدخلات النوعية التي قام بها الفريق المحرك من التي اطلع عليها في التقرير المفصل الذي توصل به سيادته قبل انعقاد الاجتماع. بعد ذلك، أعطى السيد عامل الإقليم الكلمة للسيد محمد شكيب الفليلاح (الأنجري) الذي بسط بين يدي سيادته الإطار العام لتأسيس هذا الجسم المدني ذو البعد التشاركي، معرجا على دور مشروع الميزانية التشاركية في خلق ثقافة العمل التشاركي المسؤول والجاد في أوساط عدد ممن استفادوا من دوراته التكوينية طيلة السنة ونصف، الشيء الذي مكنهم من اكتساب مهارات وآليات وأدوات تنزيل الديمقراطية التشاركية بشكل جد متقدم، مشيدا بدور جماعة العرائش في هذا الاتجاه؛ حيث اعتبرت الفريق كآلية من آليات الحكامة الجيدة لها في المدينة العتيقة في إحدى دورات المجلس السابقة. كما قدم السيد محمد شكيب الفليلاح (الأنجري) عرضا مفصلا حول المشاريع والبرامج والأنشطة التي نفذها الفريق المحرك للمدينة العتيقة ذات الصلة بتثمين هذه الأخيرة، وأيضا تجارب الجمعيات المنضوية تحت لوائه في هذا المجال. وفي سياق مداخلته أيضا، طرح رئيس جمعية مؤسسة القصبة للنهوض بالتراث الثقافي للمدينة العتيقة نتائج تحليل SWOT التشاركي الذي أنجزه الفريق بدعم من مكتب الدراسات Public-parc والخاص بالنسيج العمراني العتيق؛ الذي يتضمن دراسة دقيقة لنقاط القوة والضعف، التهديدات والفرص المتعلقة بهذا الأخير، والتي منها وعبرها تم اقتراح عدد من أفكار مشاريع وأنشطة وبرامج تهم رد الاعتبار للمدينة العتيقة وإعادة إدماج مكوناتها المعمارية التاريخية في المحيط وتوظيفها توظيفا يتماشي وقيمتها الحضارية. وقد ختم السيد محمد شكيب الفليلاح (الأنجري) عرضه بملتمس للسيد عامل الإقليم بضرورة جعل المدينة العتيقة بمختلف مكوناتها ضمن دائرة اهتمامات عمالة العرائش التنموية، وهو شيء أكده السيد العامل، وبل زاد عليه بقوله: “المدينة العتيقة ليست فقط في دائرة اهتماماتنا، ولكن هي في الأصل في صلب اهتماماتنا …” بعد ذلك، فتح السيد عامل الإقليم باب النقاش على مصراعيه حول مجموعة من النقاط الحساسة بالمدينة العتيقة، نجملها فيما يلي: 1. المخزون التراثي التاريخي المعماري بالمدينة العتيقة والنسيج الإسبانوموريسكي، فتم التركيز على حالة البنية الإنشائية للمعالم التاريخية المتميزة، واستعراض المشاريع التي بصدد إعدادها من قبل عمالة العرائش، خاصة التدخل الكبير المزمع تنفيذه في كل من حصني برج اللقلاق وحصن الفتح السعدي، بالإضافة لتدخلات أخرى في معالم تاريخية ذات قيمة رمزية من جملتها كنيسة “سان خوسيه” بحي كاي ريال. 2. مشكل الدور الآيلة للسقوط، والتي وصفها السيد العامل بالقنبلة الموقوتة وبالمشكل العويص بالمدينة العتيقة، وفي حله والتغلب عليه المفتاح الحقيقي لرد الاعتبار للنسيج العمراني العتيق. وفي هذا الإطار تمت مناقشة مشكل الترخيص الغير معقلن لأصحاب العقارات المكونة للتشكيلة المعمارية التاريخية بالمدينة؛ حيث تم التأكيد على ضرورة إحداث ضابطة قانونية لتسليم رخص الترميم أو الهدم وإعادة البناء الذي يجب أن يحترم الخصوصية المعمارية التراثية للمدينة العتيقة، مع تفعيل دور الرقابة للقطاعات العمومية ذات الصلة وعلى رأسها التمثيلية الإقليمية لكل من وزارة الثقافة و السكنى والتعمير. ومن جهته أكد السيد العامل على حرص عمالة العرائش التدخل بشكل جدي ومسؤول فيما يتعلق بمسألة معالجة مشكل الدور والهياكل المعمارية الآيلة للسقوط على صعوبته بهدف الحد من وثيرته التي تزداد يوما بعد يوم. 3. المشكل البيئي بالمدينة العتيقة، وخاصة تصميم توزيع وانتشار حاويات جمع النفايات الصلبة، التي استنكر الفريق المحرك للمدينة العتيقة الطريقة التي تتعاطى بها الشركة المكلفة بالعملية مع هذا الموضوع بالنسيج العمراني العتيق لا من حيث نظافتها ولا من حيث النقاط التي تتواجد بها؛ إذ تتمركز كلها بجانب معالم تاريخية متميزة بالمدينة من قبيل حصن الفتح السعدي، باب الديوانة، حي الطوري، مدخل المدينة العتيقة من جهة ساحة المسيرة … الأمر الذي أثار انتباه السيد العامل خلال جولاته التفقدية العادية بالمدينة العتيقة، وشدد على ضرورة انخراط الجميع في عملية المحافظة على بيئة وجمالية المدينة العتيقة معتبرا إياها المفتاح الأساسي للتسويق السياحي لها وللمدينة ككل، مؤكدا على الدور المحوري للجمعيات في علاقتها بالساكنة في هذا الاتجاه. من جهته طرح الفريق المحرك للمدينة العتيقة على السيد عامل الإقليم إمكانية العودة للطريقة السابقة في جمع النفايات الصلبة على مستوى المدينة العتيقة، للقضاء الجذري على النقاط البيئية السوداء السالفة الذكر أعلاه. 4. مشكل تدهور الصناعة التقليدية بالمدينة العتيقة، من المواضيع التي أخذت حيزا مهما من مدة النقاش مع السيد عامل الإقليم، وفي هذا الصدد استعرض الفريق المحرك للمدينة لعتيقة مجموعة من الإحصائيات تتعلق بالعدد المحتشم للصناع التقليديين بالمدينة العتيقة، مقارنة مع سنوات نهاية القرن 19م والقرن العشرين، والحالة الاجتماعية المتدهورة والصعبة التي يعيشونها، في ظل غياب التغطية الاجتماعية والصحية، وعزوف الجيل الصاعد عن التعاطي للحرف التقليدية في المدينة العتيقة. وفي تدخله بهذا الشأن لمسنا من السيد عامل الإقليم رغبة صادقة في معالجة هذا المشكل مع المندوبية الإقليمية للصناعة التقليدية والغرفة هذه الأخيرة، واقترح سيادته مجموعة من التدخلات البسيطة والسهلة والغير المكلفة، التي من شأنها أن تساهم في ظهور ونمو نواة حقيقة للصناعة التقليدية بالمدينة العتيقة تساهم من جهتها في التأثيث التراثي للفضاء وفي ترويجه سياحيا، خاصة مع وجود عدد جد مهم من المحلات الشاغرة الممتدة على طول عدد من المسارات المهمة والإستراتيجية من قبيل شارع 2 مارس (كاي ريال) وغيره. 5. وفيما يتعلق بالنقطة ذات الصلة بمشكل بناية قصر الأميرة الفرنسية إيزابيل دي أورليان (دو كيسا دو كيز)، فقد تكلف الأستاذ محمد عزلي رئيس جمعية أرشيف العرائش ونيابة عن أعضاء الفريق المحرك للمدينة العتيقة ببسطها؛ حيث طرح على السيد عامل الإقليم الموضوع بشكل جد عقلاني، ومنظم بداية بإبراز القيمة التاريخية للفضاء موضوع نقاش الشارع العرائشي، ورمزيته في علاقته بالقيمة العالمية للشخصيات التي قطنت به، ثم علاقته بالتنمية السياحية بالمدينة فضلا عن قيمته المجالية ضمن التشكيلة المعمارية الكولونيالية. وقد كان رد السيد العامل على هذه النقطة بالذات جد مسؤول ووضع الأحداث والنقاش الدائر اليوم حول هذه البناية في قالبه الموضوعي، فصرح بعدم إصدار أية رخصة للهدم في حق البناية، وأن كل تحرك في الموضوع سيكون مؤطر بالقانون، وبأخذ مشورة القطاعات العمومية ذات الصلة من قبيل تمثيلية وزارة الثقافة والتمثيلية الجهوية للسياحة وغيرها، بطبيعة الحال دون أن يلحق الضرر أو الحيف أي طرف من أطراف هذا الموضوع. والملاحظة الأساسية في هذا الاتجاه أن السيد العامل على دراية دقيقة بكل التحركات التي تتم في هذا الصدد من قبل هيئات المجتمع المدني أو النقابات و الأحزاب السياسية، وهو ما اعتبرناه دليل اهتمام من سيادته بنبض الشارع العرائشي. 6. وعلاقة بالنقطة المرتبطة بضرورة إدماج الساكنة وتأهيل العنصر البشري في علاقته بالمدينة العتيقة ركز السيد عامل الإقليم على أهمية تهيئة وإعداد المواطن القاطن بالنسيج العمراني العتيق، لاستقبال مختلف المشاريع الموجهة لهذا الأخير، مما سيساهم دون شك في تحقيق نسب متقدمة من نجاح تدخلاته، مع التركيز على تحسيس الساكنة بالقيمة النفعية للمخزون الثقافي التراثي للمدينة العتيقة، وأهمية الانخراط في عملية المحافظة المستدامة عليه بما يرفع من مستوى عيش المواطن وينعش دخله الفردي. وهو التحدي الذي يجب أن ترفعه مختلف الجمعيات التي تشتغل بالمدينة العتيقة. هذا بالإضافة لمجموعة من النقاط المرتبط بتنظيم المجال بالمدينة العتيقة، وعلى رأسها معضلة القطاع التجاري الغير مهيكل والذي يحتل فضاءات استراتيجية حساسة بها، ومقترحات تتعلق بالحفاظ على مجموعة من العناصر المعمارية الزخرفية التي تشكل في كليتها البنية العمرانية التقليدية للمدينة العتيقة؛ من قبيل الأبواب وواجهات المنازل وغيرها، إذ اقترح الفريق المحرك على السيد عامل الإقليم ضرورة الاستفادة من التجارب الوطنية والدولية الرائدة في هذا الاتجاه. فضلا عن إيلاء العناية للفضاءات الخضراء والمتنفسات البيئية بمحيط المعالم التاريخية وأسوار المدينة العتيقة من قبيل فضاء حديقة الطوري؛ إذ أبدى السيد عامل الإقليم إعجابه بمشروع “تهيئة مسار برج اللقلاق – باب الديوانة” في إطار برنامج “جماعة مواطنة” وطريقة التعاطي التشاركي مع هذا التدخل. كما تطرق الفنان الأستاذ محمد الحراق رئيس جمعية دار الفن إلى أهمية التركيز على البعد الجمالي في تهيئة المدينة العتيقة، واعتماد نظرة الفنان الإبداعية لتأثيث المجال بما يتناسب وخصوصيته المعمارية. وبالإضافة لهذا وذلك، كان لنا مع السيد عامل الإقليم نقاش حول مشروع إدماج التعليم الأولي بمؤسسات التعليم العمومي المنزل من قبل المبادرة الوطنية للتنمية البشرية؛ والذي استفادت منه إحدى أكبر المؤسسات التعليمية بالمدينة العتيقة، ويتعلق الأمر بمدرسة مولاي عبد السلام إلى جانب 15 مؤسسة تعليمية أخرى بالمدينة؛ والذي كان لعدد من أعضاء الفريق المحرك دور في المساعدة على تنزيل تدخلاته التي خلفت صدى طيبا لذا المتدخلين وكذا المستفيدين؛ إذ أعرب السيد عامل الإقليم عن إعجابه بالتدخل وجودة تجهيزاته شاكرا كل الجهود التي تضافرت لإنجاحه. وفي سياق إطلاع السيد عامل الإقليم على البرنامج والمشاريع والأنشطة المستقبلية سواء للفريق المحرك للمدينة العتيقة أو للجمعيات التي حضرت اللقاء، فقد بسط السيد محمد شكيب الفليلاح (الأنجري) بين يدي سيادته مجموعة من التدخلات التي تروم في مجملها رد الاعتبار للتراث الثقافي للمدينة العتيقة وتثمين مخزونها التاريخي وترسيخ ثقافة الاعتزاز بأمجاد تاريخنا، وجعل موروث أجدادنا رأسمال لامادي قابل للاستثمار وأن يكون ذو قيمة نفعية مادية للمواطن تساهم في تحسين ظروفه المعاشية. وقد أبدى السيد عامل الإقليم إعجابه بروح العمل التشاركي الذي يطبع المجموعة، مشيدا بالتدخلات التي تقوم بها، معربا عن استعداد عمالة العرائش مد يد العون لكل بادرة تروم المساهمة المسؤولة في تنمية ورقي مدينة العرائش وساكنتها، مبديا ارتياحه لمستوى النقاش الذي دار حول المدينة العتيقة. ومن جهتهم أعرب السيدات والسادة أعضاء الفريق المحرك للمدينة العتيقة عن إعجابهم بالانفتاح الذي أبداه السيد عامل الإقليم على مقترحات وآراء الجمعيات، وروح الحوار البناء والمسؤول الذي عالج به مختلف النقاط التي تم التعرض لها، فضلا عن احترام سيادته للرأي والرأي الآخر بشكل جعل الاجتماع يمر في جو أسري أكثر منه إداري. وفي الختام، قدم السيد محمد شكيب الفليلاح (الأنجري) باسم الأعضاء الحاضرين، وكذا الذين تغيبوا عن الحضور لظروف عملهم، درع الفريق المحرك للمدينة العتيقة للعرائش كتذكار للسيد عامل الإقليم.شاكرا إياه على الاهتمام البالغ الذي أولاه سيادته لكل النقاط التي كانت مدرجة للمناقشة، وعلى فخامة الاستقبال. وقد دام اللقاء زهاء الساعتين والنصف. عن الفريق المحرك للمدينة العتيقة مسؤول التواصل والإعلام