تكريم عبد الواحد الزواق عضو مجموعة لمشاهب المنسي في الموسيقى المغربية محمد القندوسي انسجاما مع أنشطتها الفنية والإجتماعية ،وتفعيلا لبرنامجها السنوي نظمت مجموعة " لمشاهب " مؤخرا بمدينة تطوان حفلا فنيا تكريميا، لفائدة عضو المجموعة عبد الواحد الزواق، وذلك بحضور أسرة المحتفى به، وأقربائه وأصدقائه، وعدد كبير من متذوقي الأغنية الغيوانية، ومحبي مجموعة "لمشاهب" الذين قدموا من مدن مكناس، العرائش، القصر الكبير، مرتيل، المضيق وطنجة التي كانت ممثلة في هذا الحفل البهي بمجموعة "أطفال الغيوان" بقيادة الفنان سعيد الزميت الذي قدم شهادة في حق رفيق دربه، عبر من خلالها عما يكنه للفنان المكرم من حب وتقدير، منوها بجهوده وعطائه، ومشيدا بالصفات الحميدة والأخلاق العالية التي تميز شخصية سي عبد الواحد الزواق أحد الرموز الإبداعية في مجال الأغنية الغيوانية. وللأمانة، فإن الفنان عبد الواحد الزواق يستحق هذا التكريم، الذي أتى متأخراً ، لكنه خير من أن لا يأت، وقد جاء هذا التكريم وهو احتفاء من نوع خاص، باعتبار أن الزواق يكرم وسط أهله وبمدينته تطوان، وهذا مكسب تحقق، طالما طالبت به جهات عديدة بمدينة تطوان وحتى من خارجها.
نذكر، أن الفنان عبد الواحد الزواق العازف لمشاهبي على آلة الموندلين، التحق بالمجموعة سنة 2004، عندما امتدت يد القدر لتختطف الأب الروحي ومؤسس مجموعة " لمشاهب " الراحل مولاي الشريف لمراني، صاحب الأنامل الذهبية التي تنتج النغمات الساحرة، ليعوض بذلك أستاذه مولاي الشريف ليكون بذلك ضامنا لاستمرار هذه المجموعة التي مازال عطاؤها مستمرا إلى الساعة بعد مضي أزيد من أربعين سنة على تأسيسها. ومما يؤسف له، أن مجموعة " لمشاهب " وعبر تاريخها الفني المديد، لازمتها ومازالت تلازمها إلى اليوم لعنة الإنشقاقات، حالة طالما أرقت المجموعة وتسببت في شتاتها في مرات عديدة ومتكررة، آخرها انفصال أيقونة الظاهرة المشاهبية محمد حمادي عن المجموعة، ليؤسس على أنقاض مجموعة "لمشاهب" مجموعته الخاصة " لمشاهب حمادي." بقية الإشارة، أن مجموعة "لمشاهب"، انطلقت منذ تاريخ 20 دجنبر الجاري في جولة فنية، ستقودها إلى العديد من المدن المغربية أهمها تطوان وطنجة ومارتيل والفنيدق والحسيمة والناظور وبركان، وهي الجولة التي اختير لها شعار "أطلس وريف" مستوحى من الخطاب الملكي الأخير، وفق إفادة صلاح الدين كسرى، الرئيس الإداري لمجموعة "لمشاهب." وحسب المصدر ذاته، فإن الهدف من تنظيم هذه الجولة الفنية التي ستتواصل إلى غاية متم الشهر الجاري، هو إعطاء زخم جديد للعلاقة بين المجموعة وجمهورها العريض المنتشر عبر التراب الوطني وخارجه، كما تروم الخطوة تقريب الناشئة من الظاهرة الجيلية أو الغيوانية كما يحلو للبعض تسميتها، وهي ظاهرة فنية فريدة من نوعها على المستوى العربي، لذا وجب الحفاظ على هذا الموروث الغيواني شامخا، من خلال ترسيخ مقوماته الفنية وخصوصياته الموسيقية ليتحقق الاستمرار ويستمر الإشعاع، أملا في تحقيق مجد جديد للأغنية الغيوانية.