هل يستطيع الرئيس السوري بشار الأسد أن يوقف ديناميكية الحراك السياسي للشعب و أن يعيده ألى مربعات الخنوع و الإستسلام و الخوف كما عاشها في ظل الديكتاتورية العسكرتارية التي حكمت البلاد و العباد بالنار و الحديد أزيد من 43 سنة تحت مسميات التوازن الاستراتيجي و العداء للإمبريالية الامريكية ومقاومة العدو الاسرائيلي و ممانعته و العبارة الأخيرة جوفاء أكثر من سابقاتها يشاركه فيها النظام التيوقراطي الاستبدادي في إيران؟ بالطبع، كل المؤشرات لواقع الحراك الشعبي السوري على الأرض، تثبت بالملموس، إستحالة توقيف ديناميكية هذا الحراك الذي أخذ شكل مظاهرات سلمية منذ انطلاقتها من مدينة درعا قبل ستة أشهر، بالرغم من الإنزال اليومي لكافة الاجهزة القمعية بما فيها قوات الجيش التى غامرت بسمعتها عند ما سمحت لنفسها بمشاركة القوات الأمنية و فلول الشبيحة مرتزقة النظام، بسفك دماء المتظاهرين العزل دون التفريق بين الاطفال و الكبار او النساء و الرجال، فالسياسة القمعية للرئيس بشار الاسد لا علاقة لها بمفهوم القمع الدارج في الأدبيات السياسية التي تستعملها الانظمة عند استخدام قواتها لتفريق المتظاهرين بواسطة الضرب بالعصي و بالأيدي أو الاعتقال، لأن ما مارسه في حق شعبه بغاية تحقيق استراتيجية الضبط و إفراغ الحراك من ديناميكيته المرتكز على الحرية و الكرامة و البديل الديمقراطي للنظام القائم على البطش و التدمير و القتل المباشر، أسلوب موغل في التوحش عنوانه العريض الإبادة الجماعية التي تمارس بوسائل حربية شهد العالم ا جمع أنها مورست من قبل كل قطاعات الجيش سواء في البر او البحر او الجو. و لم يهدأ للرئيس بال بالرغم من اساليب الترويع و فنون القتل التي تمارسها شبيحته و قواته الأمنية، ففي الوقت الذي يتحدث فيه عن برنامج الاصلاح، فإنه يقوم، في نفس الوقت، بدوزنة أوتار هذا الإصلاح المزعوم، بالإنزالات العسكرية و البوليسية بتنسيق مع مافيا الشبيحة المأجورين بقتل المتظاهرين السلميين العزل بدماء باردة لكي يحمي نظامه من حراك الثورة السلمية التي بدات تقترب من تحقيق أهدافها خصوصا عندما دقت الثورة السورية آخر مسمار في نعش هذا النظام على ضوء قرار الجامعة العربية بتجميد عضوية سورية و سحب سفراء الدول العربية من دمشق في أفق إقرار عقوبات على النظام بسبب تحايله على الالتزام بالخطة العربية القاضية بسحب قوات الجيش السوري من المدن و اطلاق سراح المعتقلين و السماح للصحافة الاجنبية بتغطية الاحداث من الداخل،لكن قوله بتبني الخطة العربية تناقضه ممارساته على الارض حيث الإبادة الجماعية و القتل اليومي أسلوبا وحيدا يواجه به العزل المتاظهرين، و مهما تجبر و زاد في ممارساته للقتل، فإن دينامية الحراك الشعبي، المستمدة من أربعة عقود من الاستبداد و عسكرة المجتمع و مصادرة حقوقه الساسية و الإجتماعية، ستزداد بقوة كما دلت على ذلك تجرية ما يقارب سبعة أشهر أعطى فيها الشعب من أبنائه البررة الأحرار آلاف الشهداء الذين قضوا قتلا بأساليب تحرمها قوانين الشرعية الدولية مثلما تحرمها القيم الاخلاقية و السياسية، و كل أساليب القتل المعتمدة من قبل نظام بشار الأسد، الذي يقتفى خطى والده في الممارسة الدموية، فيها قدر كبير من "الإبداع" السادي يقوم على الإنتقام من فعاليات الثورة بغاية ترويع المتظاهرين حتى يحقق استراتيجية شل هذه الثورة المباركة التي ما قامت إلا من أجل تحقيق أهدافها و هي تعلن توديعها للرئيس عندما تخاطبه : " يا بشار باي باي، موعدنا في لاهاي،" و من العلامات البارزة على "الإبداع" السادي قيامه باختطاف الشاعر و المغني ابراهيم قاشوش الذي يرجع لصوته المواويلي و لإبداعه لشعارات الثورة الفضل في الرفع من وتيرة دينامية الحراك و توسيع رقعتها في كل ربوع سوريا، و بعد اختطافه تم ذبحه و قلع حنجرته للانتقام منه تماما كما فعل الديكتاتور بينوشي عندما قامت قواته باعتقال فيكتور خارا مغني الثورة الشلية و الفتك بجسده ضربا و رميا بالرصاص، تم مثل الطفل حمزة الذي يخجل المرء حتى من ذكر الطريقة البشعة التي قتل بها، فضلا عن الكثير من الحالات التي تظهر اساليب الإباذة التي مورست على مواطنين عزل و أطفال صغار كان وازعهم في المظاهرات السلمية المطالبة بحقهم في الحرية و في التعبير السياسي و رؤية الاصلاح واقعا يتحقق على الارض. الآن على ماذا سيراهن المظام السوري من اجل الاستمرار على رأس الحكم في البلاد مع وجود مئشرات قوية على اقتراب سقوطه المدويز هل المواقف الجبانة للصين و روسيا لحماية النظام السوري من اي تفعيل لقؤاؤات عقابية لمنظمة الاممالمتحدة ستضمن له استمرارا مريحا فيما يواصل قتل أبناء الشعب بدماء باردة؟ هل حزب الله و إيران سينمكناه من خلاص هذا الحراك الشعبي الذي يبدع تقنيات ثورية تعطي للصعب امكانيات هائلة في صنع تاريخه الثوري البديل تالمتجه نحوالمجتمع الديمقراطي الحداثي و الدولة المدنية العادلة الشعب السوري يمتح معنوياته اليوم من إبداعاته الخاصة خصوصا بعد ان بات له جهاز يمثله في الساحة الدولية و ينطق باسمه، و بعد أن اندمج في صفوفه شرفاء الجيش السوري الذين انشقوا عن النظام من أجل حمايته من ضربات الغدر و الابادة. و لاشيئ يعكر صفاء هذا الحراك الشعبي الذي ينسج اسطورته اليومية بدماء قانية و بإيمان ثوري عميق بحتمية الانتصار للكرامة و العزة و الحرية، سوى تصريحات القادة الامريكيين الذين يتدخلون في سيادة الشعوب من دون ان يستأذنهم أحد، و كذلك تصريحات الأصولي الشعبوي حسن نصر الله الذي دافع عن بشار الأسد دون ان يخجل من نفسه لانه يرى واقع الحراك السوري من منطق الممانعة الوهمي و الواهي