أكد حكيم بنشماش الأمين العام لحزب “الأصالة والمعاصرة” أن حزبه يعيش حروب استنزاف وأن هناك جهات تتمنى أن ينهار. وقال بنشماش خلال كلمته الافتتاحية، في بداية أشغال الاجتماع، اليوم السبت بالرباط: ” المتربصون ينتظرون هذا التراشق الحاصل بيننا ويضخمونه ويروجون أن الحزب اقترب من نهايته”. وأوضح بنشماش أن الاجتماع الذي يعقده المكتب السياسي والفدرالي للحزب نهاية الأسبوع الحالي للبث في الأزمة السياسية التي يمر منها حاسم وبالغ الأهمية. وأضاف بنشماش أن مستقبل “البام” في الأمد المنظور يتوقف على ما ستختاره قيادته المجتمعة اليوم. وأكد بنشماش أن الحزب أمام خيارين، الأول هو أن يختار الاستمرار في العوامل المغذية للأزمة التي يعاني منها الحزب لأنه ليس على ما يرام، ويعيش أزمة ليست مستعصية بل هي مجرد اختلافات وتفاوتات في وجهات النظر يتم التعبير عنها بشكل حاد، على اعتبار أن الحزب ليس ثكنة عسكرية تهمين عليها ثقافة الشيخ والمريد، والجميع يمكن أن يعبر عن آرائه بكل حرية. والخيار الثاني الذي طرحه بنشماش هو الانتصار لمنطق العقل وصوت الحكمة، والترفع عن الخلافات الصغيرة، والالتفاف الصادق والمسؤول على حول رؤية تتشارك جميع قيادات الحزب في صياغتها والالتزام بالعمل على تنفيذها. وأوضح بنمشاش أن الخيار الذي يفضل هو الخيار الثاني، وأنه يؤمن في أعماق نفسه بضرورة الانتصار لهذا الخيار بالرغم من عوامل الاحباط التي يشعر بها. وأشار بنشماش أنه يؤمن بقدرة الحزب الجماعية على تدبير واستيعاب الخلافات والالتفاف حول مشروع وتعاقد مكتوب ومعلن وموثق، والعمل الصادق طبقا لروح وخيار حزب “الأصالة والمعاصرة”. وأبرز بنشماش أن “البام” قطع أشواطا كبيرة خلال رحلة 10 سنوات رغم كل الضربات والمؤامرات التي حيكت ضده، والتي واجهته قيادته، بدء من حسن بنعدي إلى الشيخ بيد الله، ثم مصطفى الباكوري، فإلياس العماري، اللذين استطاعوا بحنكتهم تجاوز كل العقبات التي واجهها الحزب، على حد تعبيره. ودعا بنشماش أعضاء الحزب إلى تجاوز كل العقبات وإحباط كل من يتربص بالحزب، لأن هناك من يعمل من أجل أن ينهار “البام” الذي قطع أشواطا عديدة في رحلة 10سنوات التي مر منها، “ويتحتم عليه الاستثمار في حاضره حتى يستطيع التحليق ليس في أفق الاستحقاقات القادمة فقط بل في الأفق الأرحب”. وعاد بنشماش الذي تحدث عن الأزمة التي يمر منها الحزب إلى الظروف التي طبعت تأسيس “البام”، مشيرا أن “حركة لكل الدميقراطيين هي من أنبل الظواهر السياسية في تاريخ المغرب المعاصر”، مضيفا في الوقت نفسه أن الحزب تأسس ليكون أداة ديمقراطية قادرة على مواكبة وإغناء الدينامية الإصلاحية والأوراش التي بدأت في العهد الجديد”. كما لم يفت بنشماش فرصة مهاجمة حزب “العدالة والتنمية” بالقول ” إن الحكومات التي تعاقبت في السبع سنوات الأخيرة لم تقدم للمغاربة سوى الوهم والشعبوية”.