الصورة التي نشرتها جريدة "المساء" على صدر صفحتها الأولى في عددها الصادر يوم الجمعة 4 نوفمبر، لا تثير الشفقة فقط، وإنما السخرية من امرأة هي وزيرة الصحة في حكومة المغرب، تقف وهي نائمة، تقول الجريدة التي نشرت الصورة إنها قضت ليلتها في العراء أمام عمالة آنفا الدارالبيضاء في انتظار فتح مكاتب الترشيح للانتخابات المقبلة. الجريدة قالت إن الوزيرة والبرلمانية، قضت ليلة الخميس أمام مقر العمالة تحت الأمطار والبرد القارس، حرصا منها على أن تكون أول من يضع طلب ترشحه للانتخابات المقبلة، وذلك حتى يكون رمز حزبها على رأس لائحة التصويت. وذكرت الجريدة أن الوزيرة حضرت إلى أمام مقر العمالة عند حدود الساعة الحادية عشر مساء، وكانت تحمل معها لحافا عبارة عن "مانطا"، و"بيسكوي" وقنينات من الماء، وطيلة الليل كانت تغفو وتصحو، وقد أثار تصرف الوزيرة ذهول عناصر الأمن المداومين على حراسة مقر العمالة، واستغربوا كيف تقضي وزيرة ونائبة برلمانية الليل كله في العراء إلى جانب "الشماكرية" و"أصحاب السوابق". المفارقة أن الجريدة كتبت بأن للوزيرة شعبية في حيها، ومع ذلك فهي تحرص على أن يكون رمز حزبها متصدرا للائحة الصويت. والمفارقة الأخرى، التي لم تذكرها الجريدة، هي أن الوزيرة التي سهرت الليل في العراء من أجل الترشح للدخول إلى البرلمان، هي أكبر غائبة عن جلساته، وكان آخرها جلسة يوم الثلاثاء الماضي عندما لم يجد المستشارون لمن يوجهون أسئلة مبرمجة مسبقا في قطاع الصحة. والمفارقة الأخيرة، وليست الآخرة، هي أن الوزيرة التي بدى أنها مستعدة للتضحية من أجل الحفاظ على مقعدها البرلماني لم يسبق لها أن تواضعت ونزلت للتفاوض مع الأطباء والممرضين اللذين سجلوا رقما قياسيا في الإضرابات في عهدها بالنزول إلى الشارع، كما لم نراها تزور المستشفيات التي شهت حالات لا إنسانية لنساء يلدن في الممرات ومرضى ينامون في العراء في انتظار سرير يأويهم قبل أن تلفهم ظلمة القبر. --- تعليق الصورة: صورة ياسمينة بادو المنشورة على صفحة "المساء"، وتبدو فيها وهي تلتحف "مانطا"، وقد داهمها النوم.