ما أجمل ثقافة الاعتراف عندما تعترف بالعطاء بلا حدود ؛ هذا ما تم في أجواء من التقدير والاعتزاز خلال احتفاء مركز حقوق الناس /المغرب بالذكرى التاسعة عشرة لتأسيسه ، والذكرى السبعين للإعلان العالمي لحقوق الإنسان؛وعلاقة بهذا الأخير تم اختيار موضوع * أية حماية للمدافعين عن حقوق الإنسان * للندوة التي سبقت فعاليات التكريم آليات حماية المدافعين عن حقوق الإنسان في السنوات الأخيرة تزايد الوعي بالخطر الذي يواجهه المدافعون عن حقوق الإنسان أثناء عملهم لأنهم يسعون إلى توثيق المعلومات عن انتهاكات حقوق الإنسان ،ونشرها محليا ودوليا،كما يسعون إلى دعم ضحايا الانتهاكات ،ومساءلة المسؤولين عن التجاوزات ،وتذكير السلطات بالوفاء بالتزاماتها التعاقدية ودعم التحول الد يمقراطي هذا الموضوع يثير العديد من الأسئلة : * من هم المدافعون عن حقوق الإنسان ؟ * ماهي دوافعهم للتحرك؟ * ما هي الآليات التي يعتمدونها لرفع الصوت عا ليا ؟ * ماهي التهديدات التي يتعرض لها المدافعون ،وأفراد أسرهم ؟ * ما هو دور الحكومات في حماية حقوق المدافعين عن حقوق الإنسان ؟ هذه الأسئلة وغيرها أعطى توضيحات عنها الدكتور عمارة بنرمضان عضو فيدرالية مراكز حقوق الإنسان بالبلدان العربية بتونس ؛والذي ركز على الحماية في بعدها التشريعي ، والقضائي والثقافي ومن جهته خص الأستاذ جمال الشاهدي مداخلته للحديث عن إعلان المدافعين عن حقوق الإنسان الذي اعتمدته الجمعية العامة للأمم المتحدة سنة 1998مع شرح كل بند من بنوده فضيلة الاعتراف من خلال التكريم أتينا خفافا معاشر الصديقات والأصدقاء هذا التكريم بعد أن عشنا على إيقاع مشاعر الفرح الغامر ونحن نؤسس لسنة حميدة،ونحتضن قيما كريمة ما أحوجنا إليها في زمن أصبحت فيه الفضائل عملة نادرة إنها فضيلة ثقافة الاعتراف؛التكريم سفر من القلب إلى القلب عبرنا فيه عن حبنا وتقديرنا لصفوة من نساء ورجال المغرب يجري في دائهم العطاء ،واتخذوا المبادرات وساعدوا من أجل التغيير للأحسن متشبعين بثقافة حقوق الإنسان ؛يعملون في قطاعات مختلفة :الأوقاف – العدل – التعليم – الإعلام -أعمال حرة . حلفاء فوق العادة إنها لمبادرة راقية ومفاجئة أبدعها مركز حقوق الناس وهي تكريم أزواج الناشطات والمناضلات ،وزوجات الناشطين والمناضلين ،فكان بمثابة استمطار لغيمة الوفاء ؛لأن مؤسسة الزواج – كما جاء في كلمة زوجة أحد المكرمين-مؤسسة صعبة ،ودخولها يفرض عليك التزامات وقيودا اجتماعية تتطلب مجهودا مضاعفا خاصا، لكن تقاسم الأدوار يحتاج إلى استعداد للمشاركة مشاركة من زوج يحول الزواج من قفص إلى زواج الحرية والإبداع والإنجازات والنجاحات فليس سهلا على رجل أن يقطع من راحته ليساند طموح زوجته في سعيها نحو خلخلة نموذج المرأة التقليدية خصوصا إذا كانت امرأة طموحة لاتستجيب لمعايير الطاعة والنمطية فيحيا معها طموحها كحليف استراتيجي فوق العادة وتكريم هؤلاء الأزواج -كما أضاف أحد المكرمين –هو تكريم لكل الرجال الحلفاء لزوجاتهم يساندونهم في الطموح والعمل البناء الإيجابي فهم فعلا حراس الخير والعطاء—-لأنهم قادرون على تحريض المطر والورد—عاكفون على تحقيق الأحلام والأمنيات ,