الديمقراطية ممارسة، احترام الأخر، واحترام حقه في أن يختار من يشاء وفق منهج شفاف ونزيه. لكن في المغرب، هذا الكلام مجرد شعارات جوفاء لا غير. موجب هذا الكلام دعوتي من طرف رئاسة مؤتمر الفدرالية الديمقراطية للشغل لحضور أشغال المجلس الفدرالي الأول الذي سيختار قيادته الجديدة. ولكم كانت المفاجأة طريفة بحيث حضر أعضاء المجلس الوطني باستثناء المنتسبين منهم إلى حزب الاتحاد الاشتراكي الذين كانوا في مباراة حامية الوطيس بين مؤيد لعبد الحميد فاتحي والعزوزي منذ الساعات الباكرة ليوم السبت بمقر الحزب بالدارالبيضاء. أعضاء المجلس الغير منتمين لحزب الاتحاد الاشتراكي ظلوا مرابطين في مقر الفدرالية من الساعة الثالثة مساء السبت؛ موعد افتتاح أشغال المجلس الوطني إلى ساعات متأخرة من الليل دون أن يلتفت احد لمآلهم أو حالهم ولم يجدوا مخاطبا لهم ولا قاعات لاستقبالهم علما أن منهم من تجشم عناء المجيء من مناطق بعيدة كوجدة واكادير. وطيلة هذه الفترة كانت الأصداء التي تصلنا من مقر الاتحاد الاشتراكي تؤكد بان اتفاقات تجري على قدم وساق لاختيار الكاتب العام الجديد للنقابة. وبعد اخذ ورد وحضور الكاتب الأول للإتحاد الاشتراكي عبد الواحد الراضي شخصيا أفضت التوافقات إلى تنازل عبد الحميد فاتحي عن الكتابة العامة لصالح العزوزي بشروط. الآن وقد حسم في أمر الكتابة العامة بدأ السباق في اتجاه الحسم في أسماء لائحة مشتركة تضم عناصر محسوبة على كلا الفريقين.الأمر الذي لم يتم. لتشبث كل طرف بأسماء معينة لتعود "التوافقات" إلى نقطة الصفر ويتجه جمع الاتحاديين لمقر الفدرالية للشغل ويعلن فشل انتخاب القيادة الجديدة وتأجيل المجلس الفدرالي إلى وقت لاحق. الآن وبعد هذه المهزلة، لم يعد هناك مبرر للفدرالية الديمقراطية للشغل لانتقاد النقابات الأخرى. وبماذا يمكن أن تتميز الفدرالية الديمقراطية للشغل عن صويحباتها . على الأقل النقابات الأخرى تحترم مواعيد انطلاق أشغال مجالسها وتحترم مناضليها ولا تتركهم لمثل هذا المآل الكئيب !! أما أن تتخذ هذه المجالس "ككمبارسات" فتلك مأساة كبرى. في الختام أستعيد كلام أحد المناضلين الذي لم يكن أقل استياء مني حينما قال:"الاختلاف الذي حصل في الكونفدرالية الديمقراطية للشغل في زمن مضى حصل بناء على مواقف أما ما يحصل الآن من اختلاف في الفدرالية الديمقراطية للشغل فهو حول مقاعد " وشتان بين الاختلافين. وكل مجلس وطني وأنتم بألف خير. عضو المجلس الوطني للفدرالية الديمقراطية للشغل