اتهمت السعودية يوم الثلاثاء دولة أجنبية بإثارة اضطرابات أصيب فيها 14 شخصا بينهم 11 شرطيا في المنطقة الشرقية الغنية بالنفط والتي تضم بين سكانها كثيرا من الشيعة. وعادة ما تكون إيران هي المقصودة بالإشارة إلى دولة أجنبية تتدخل في منطقة شيعية. وتعهدت وزارة الداخلية السعودية في بيان بأن تضرب "بيد من حديد" أي شخص يضر بأمن البلاد. وتتهم السعودية إيران بالعمل على توسيع نفوذها في الشرق الأوسط من خلال علاقاتها بالشيعة في العراق ولبنان والبحرين. وتحركت المملكة بسرعة لقمع احتجاجات في المنطقة في فبراير ومارس واعتقلت أكثر من 100 شخص. وتلاشت الاحتجاجات لعدة أشهر لكنها اندلعت من جديد قبل نحو يومين. وجاء في بيان عبر البريد الالكتروني أرسله معارض سعودي يقيم في الولاياتالمتحدة أن احتجاجات ليل الاثنين سببها القبض على اثنين من الزعماء. وقال الناشط الشيعي السعودي علي الأحمد المقيم في واشنطن إن المحتجين أحرقوا سيارات للشرطة بعد أن فتحت مدعومة بمئات من قوات مكافحة الشغب النار من مركز الشرطة المحاصر بالمدينة. وقال بيان لوزارة الداخلية السعودية "قامت مجموعة من مثيري الفتنة والشقاق والشغب في بلدة العوامية بمحافظة القطيف بالتجمع بالقرب من دوار الريف في العوامية والبعض منهم يستخدم دراجات نارية حاملين قنابل المولوتوف حيث شرعوا بمباشرة أعمالهم المخلة بالأمن وبإيعاز من دولة خارجية تسعى للمساس بأمن الوطن واستقراره ويعتبر تدخلا سافرا في السيادة الوطنية." وأرسلت السعودية باعتبارها عضوا في قوة أمن خليجية مشتركة قوات عبر الجسر الذي يربط المنطقة الشرقية بالبحرين في مارس لحفظ النظام بعد أن واجهت الأسرة الحاكمة السنية هناك انتفاضة من الأغلبية الشيعية. وظلت السعودية منذ ذلك الحين بمنأى فعليا عن المظاهرات حتى مع احتدام الانتفاضات الشعبية في ليبيا وسوريا رغم دعوات على الانترنت لتنظيم مظاهرات. وتحظر السعودية المظاهرات والمسيرات والاعتصامات وأعلنت أن قوات الأمن ستمنع أي محاولة للإخلال بالنظام العام. وقال متعاملون في سوق النفط إن أنباء الاضطرابات ساعدت خام برنت على تعويض بعض خسائره في وقت سابق يوم الثلاثاء حيث ارتفعت عقود تسليم نوفمبر تشرين الثاني بنحو دولار لتتجاوز 101 دولار للبرميل. وأدت احتجاجات محدودة في المنطقة في مارس الماضي استلهمت الانتفاضتين الشعبيتين في تونس ومصر إلى اضطراب أسواق النفط العالمية. ويعيش في المنطقة الشرقية أكثر من مليوني شيعي يطالب بعضهم بتحسين فرص حصولهم على الوظائف والمساواة في المعاملة مع السنة في المملكة. وقال البيان إن من بين المصابين 11 من رجال الأمن وثلاثة مدنيين. وأضاف البيان أنه جرى إطلاق نار من أسلحة رشاشة باتجاه رجال الأمن عند محاولتهم تفريق الحشد. وتابع أن تسعة ضباط أصيبوا بأعيرة نارية وأصيب اثنان منهم بقنابل حارقة. وقال إن رجلا وامرأتين أصيبوا بأعيرة نارية. --- تعليق الصورة: قوات الأمن السعودية تحاصر تظاهرة صغيرة لمعارضين للنظام