11 أكتوبر, 2018 - 04:58:00 كشف آخر تقرير صادر عن البنك الدولي، والذي كشف النقاب عنه الخميس 11 أكتوبر، أن كل طفل مغربي يولد اليوم سيحرم من نصف رأس ماله البشري (المهارات، المعرفة، الصحة ...) عندما يصبح بالغا. وعزا التقرير الخاص بالرأسمال البشري، هذا الحرمان إلى عدم كفاية وكفاءة الخدمات في التعليم والصحة. وكان البنك الدولى قد أعلن ، يوم الخميس، عن نظام جديد لتصنيف الدول حسب نجاحها فى تنمية رأس مالها البشرى، وذلك فى مسعى لحث الحكومات على الاستثمار بصورة أكثر فعالية فى مجالى التعليم والرعاية الصحية. ويتراوح معدل هذا المؤشر، الذي يقيس إنتاجية الأجيال القادمة في 157 دولة ، من 0 إلى 1.1. ويقيس المؤشر الجديد خسائر الإنتاجية الاقتصادية التي قد تتكبدها البلدان التي لا تستثمر في ثروتها البشرية، وحسب "البنك الدولي" "يعكس مؤشر رأس المال البشري الإنتاجية المستقبلية للطفل المولود اليوم، مقارنة بما يمكن أن يحققه إذا استفاد من الظروف الصحية المثلى ومن التعليم الكامل والجيد". وبناء على مقاييس الصحة والتعليم وطول العمر، يقيس المؤشر الإنتاجية المستقبلية والدخل المحتمل لمواطنى 157 دولة أعضاء بالبنك الدولى، وأخيرا النمو الاقتصادى المتحمل لتلك البلدان. ويقيس المؤشر معدل وفيات الأطفال الذين تقل أعمارهم عن خمس سنوات ومعدلات تأخر نمو الأطفال بسبب سوء التغذية وعوامل أخرى. كما يقيس ما تحققه البلدان فى مجال التعليم اعتمادا على سنوات الدراسة التى يمكن أن يحصل عليها الطفل حتى سن الثمانية عشرة. وسجل المؤشر درجة 0.5 بالنسبة المغرب، وهي درجة أقل من متوسط ما هو موجود بمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وجاء ترتيب المغرب في المرتبة 98، في حين احتلت تونس المركز 96 مسجلة معدلا بلغ 0.51، أما الجزائر فاحتلت المركز 93 بمعدل 0.52. وجاءت في سنغافورة على رأس الدول العالمية بمعدل بلغ (0.88 ، تليها كوريا الجنوبية بمعدل 0.84، واليابان في المرتبة الثالثة بمعدل 0.84. ويتوقع نفس التقرير، أن 93٪ من المغاربة الذين تبلغ أعمارهم 15 سنة سيبلغون 60 عامًا. كما يتوقع أن يقضي كل طفل مغربي يبلغ من العمر اليوم 4 سنوات، 10,4 سنوات في المدرسة حين يبلغ من العمر 18 عامًا. ولكن إذا ما أخذنا بعين الاعتبار نوعية التعليم الذي يتلقاه فإن هذا المعدل سيساوي 6.2 سنوات فقط من التعليم. أما من الناحية الصحية، فيقول التقرير أن 15٪ من الأطفال المغاربة يعانون من التأخر في النمو، مما يؤثر على قدراتهم المعرفية والجسدية. لكن التقرير يضيف بأن وضع الفتيات في المغرب سيكون أفضل قليلاً من وضع الفتيان. وحسب نفس المؤشر فإن 56% فى المتوسط من الأطفال المولودين الآن في العالم سيفقدون أكثر من نصف الدخل المحتمل خلال حياتهم لأن الحكومات لا تستثمر بالشكل الملائم لضمان أن يكونوا أصحاء ومتعلمين ومؤهلين للعمل فى بيئة متطورة. وقال جيم يونغ كيم رئيس مجموعة البنك الدولى إنه يأمل أن يشجع المؤشر الجديد الحكومات على اتخاذ خطوات للارتقاء بنفسها فى التصنيف. وأضاف "يتعلق هذا بلفت الانتباه إلى أزمة نعتقد أنها حقيقية، يتعلق هذا بالإنتاجية والنمو الاقتصادى".