في سابقة هي الأولى من نوعها في عالم الطاعة العمياء التي تفرضها الأدبيات الصوفية، يشق بوتشيشي عصا الطاعة عن شيخه ويخاطبه برسالة مفتوحة يستنكر فيها تسخير الطريقة لأغراض سياسية. ففي رسالة وجهها أحد أتباع الطريقة البوتشيشية بالدارالبيضاء، إسمه عبد العزيز العازي آيت بوستة، إلى شيخ الطريقة حمزة بن العباس، خاطب المريد شيخه مستنكرا سوق المريدين للخروج في مسيرات مؤيدة للدستور. ومما جاء في الرسالة التي توصل موقع "لكم" بنسخة منها "نحن لسنا عبيدا أو قطيعا من البقر نساق حسب الطلب. نحن فقراء إلى الله وليس لأحد آخر". وأضاف صاحب الرسالة "إن الحرية التي يطالب بها الشباب المغربي المثقف المتمثل في حركة 20 فبراير المجيدة هي التحرر من العبودية ومن أزلام التبعية للآخر سواء كانت فكرية أو اقتصادية أو دينية. وإن هناك بعض المسئولين في طريقتكم المباركة من يجسد هذه العبودية لغير الله وذلك بجعلها كأنها الصورة الحقيقية للمريد الصادق". وفيما يلي نص الرسالة: رسالة مفتوحة بسم الله الرحمن الرحيم الدارالبيضاء الأربعاء 13 يوليوز 2011 إلى السيد الحاج حمزة بن العباس شيخ الطريقة القادرية البودشيشية من الفقير إلى الله عبد العزيز العازي آيت بوستة سيدي رضي الله عنك و أرضاك السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته و بعد نود أن نحيطكم علما أننا مستاءون من المظاهرة المؤيدة للدستور الذي لم يأت بأي جديد على مستوى فصل السلطات والتي جاء ليكرس تكديسها في يد دار المخزن ؛ فإننا نستنكر هذا الخروج المفاجئ للطريقة القادرية البودشيشية إلى الساحة رغم رفضكم الدائم وتقديم التوصيات للمريدين بالابتعاد عن الأمور السياسية وإننا نتفا جئ بهذه الخرجات الغير المتوقعة التي إن كانت تعني شيئا إنما تعني الثقة العمياء وراء النظام الحاكم الذي لم يحقق مطالب الشباب المغربي المطالب بالإصلاحات منذ 20 فبراير المنصرم والتي تتمثل في محاربة الفساد والمفسدين المحيطين بالملك ومتابعة ناهبي المال العام ومحاربة الرشوة وإصلاح التعليم ومطالب أخرى شرعية يعلمها الجميع والتي تؤدي طبعا إلى تنمية بشرية واجتماعية واقتصادية حقيقية وقد تصون وتحفظ لمكونات الشعب المغربي مبدأ تكافئ الفرص، وليس من له المال يستطيع أن يتمم دراسته في السوربون أو روسيا أو جامعة الأخوين وأبناء الشعب لا يجدون ما يسدون به رمقهم أو حبيس إدمان المخدرات. ومن له الجرأة فقد يحاول الهروب إلى خارج الوطن عبر قوارب الموت فإما أن يموت بين أمواج البحر أو يصل إلى الفردوس المنشود ليعيش بعدها فارا من السلطات باحثا لنفسه عن حياة كريمة مفتقدا إياها في وطنه الأم بلد أمير المؤمنين ، وكذلك من له المال يستطيع أن يسافر إلى فرنسا ليعالج وعكاته الصحية بيد أن المواطن البسيط يهمش أمام مستشفيات وطنه الجميل لأن ليس لديه تغطية صحية وخير مثال على ذلك المواطنة المغربية التي ولدت جنينها مباشرة فوق الأرض في ممر قسم المستعجلات بسيدي بنور في غياب أي طبيب، فلا يمكن أن يحجب أصحاب هذه المسيرة الشمس بالغربال و مهما فعلوا فلا بد للقيد أن ينكسر، فنحن لسنا عبيدا أو قطيع من البقر نساق حسب الطلب نحن فقراء إلى الله وليس لأحد آخر. وإن الحرية التي يطالب بها الشباب المغربي المثقف المتمثل في حركة 20 فبراير المجيدة هي التحرر من العبودية ومن أزلام التبعية للآخر سواء كانت فكرية أو اقتصادية أو دينية . وإن هناك بعض المسئولين في طريقتكم المباركة من يجسد هذه العبودية لغير الله وذلك بجعلها كأنها الصورة الحقيقية للمريد الصادق. سيدي رضي الله عنك وأرضاك إننا نرفض هذا التغرير بأتباع الزاوية و الذي يمارسه مجموعة من مسئولي الطريقة ، وإننا لا ننكر أن هناك تغييرات واسعة جاء بها هذا الدستور المزور وذلك بعد إثبات ظهور النسخة الثانية يوم 6 يوليوز والتي لم يصوت عليها الشعب المغربي هذه التغييرات على مستوى الحريات العامة والتي تبقى على كل حال حبرا على ورق فما نسمعه ونراه هذه الأيام من اعتداءات على شباب حركة 20 فبراير واعتداء على الصحفيين لا ينم إلا على أن الدرب طويل بيننا وبين الحرية وإن كنتم تظنون العكس فما عليكم إلا الاعتراف للرأي العام المغربي على حقيقة أحداث 16 ماي 2003 و لماذا هذا التاريخ بالضبط ؟ ولماذا لم يكن يوم 14 ماي كما كان مرجحا والذي يوافق مناسبة عيد المولد النبوي الشريف؟ وللإشارة فإنكم لم تكونوا حاضرين ذلك اليوم كما تجري العادة لتكون بذلك سابقة في تاريخ هذه الزاوية المباركة وهذا إن كان يدل على شئ فإنما يدل على معرفتكم المسبقة بما يجري في الكواليس، و نريد كذلك أن توضحوا للعامة لماذا تم تلفيق التهمة مباشرة للإسلاميين؟ فقد قتل الأبرياء وعذب و شرد أكثر من سبعة آلاف ومأتي من المواطنين وحوكم أكثر من ثلاثة آلاف من الإسلاميين، الذين برأهم إدريس البصري وزير الداخلية السابق في تصريحه وذلك في خضم لقاء خاص مع قناة الجزيرة والذي قال فيه أن الدارالبيضاء هُجمت من طرف مغاربة قح ليسوا إسلاميين كما يدعى، ولقد مات الوزير الأسبق ولم يبقى اليوم إلا أنتم لقول الحقيقة لنرى فعلا هل هناك قضاء مستقل وأن هناك حريات عامة تحترم و كذلك لنرى هل سيحظى الجناة بمحاكمة عادلة ؟ تقبلوا سيدي رضي الله عنك وأرضاك منا أسمى عبارات التقدير والاحترام وسقانا الله من مددكم المقدس. --- تعليق الصورة: الشيخ حمزة بن العباس