20 سبتمبر, 2017 - 11:53:00 قال إدريس اليزمي رئيس المجلس الوطني لحقوق الإنسان، إن برامج التأهيل التي يمكن أن تتبناها المندوبية العامة لإدارة السجون غير صالحة لكل زمان ومكان، مؤكدا على ضرورة تحيين هذه البرامج وفق ما تمليه الأحداث وما تمليه مستجدات المحيط الاجتماعي. وأبرز المتحدث خلال افتتاح الدورة الجامعية الخريفية الثالثة للسجون اليوم الأربعاء 20 شتنبر الجاري، أن برامج التأهيل لا يجب أن يتم تنفيذها إلا بعد دراسة الفئات المستهدفة، مشيرا إلى أن التأهيل يجب أن يتم بمساعدة المؤسسات السجنية في علاقتها مع شركائها الآخرين من مؤسسات سجنية ومجتمع مدني وغيرها "وبالتالي فإن انفتاح المؤسسات السجنية على محيطها يعد الضامن الأساسي لنجاح التأهيل بقدر ما يهم الجماعة بشكل عام وعليه أن يقدر بناء الفرد انطلاقا من رغبته وقدراته". يقول اليزمي. وأضاف المتحدث أن التجربة المغربية في هذا المجال تحتاج التمعن والتقييم في أفق تطويرها، متسائلا عن توافق تجربة التكوين المهني، حول الاندماج في التأهيل الديني. وحول نتائج محاربة الأمية، "هل مؤسستنا السجنية لها مشاريع ثقافية"، يقول اليزمي. وأكد في ذات السياق، على ضرورة حرص المؤسسة السجنية على تنفيذ العقوبة السجنية في ظل احترام تام للقواعد الحقوقية التي تحددها المبادئ الدولية والتشريعات الوطنية، مشيرا إلى أن مسؤوليتها تتعدى ذلك إلى هدم الهوة بين السجين والفضاء الخارجي من خلال تأهيله حتى يستطيع العودة إلى المجتمع وكرامته مضمونة، "ولهذا فالعهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية في مادته العاشرة، الفقرة الثالثة، يؤكد على ضرورة مراعاة نظام السجون لمعاملة يكون هدفها الأساسي إصلاح السجناء وإعادة تأهيلهم". من جهته، أبرز محمد صالح التامك المندوب العام لإدارة السجون وإعادة الإدماج، أن اختيار موضوع هاته الجامعة الخريفية يستحضر التجاذبات الرائجة حول مقاربة الشأن الديني في الحياة المجتمعية وما يتصل بذلك من إشكاليات على مستوى تطوير العلاقات الاجتماعية والإنسانية على أساس الاختلاف البناء والتعايش السلمي والفهم المتبادل. "ويستمد راهنيته ووجاهته من خطورة المشاكل الناتجة عن تنامي التطرف العنيف في مجتمعاتنا والتي تدعو إلى التساؤل عن المنهج الواجب اتباعه في مكافحتها وإشاعة التسامح والفكر المتنور واختراق التصلب الواقع في الذهن الجماعي والفردي للعديد من المتطرفين، وهي معركة تستلزم التسلح بالثقافة والعلم، وبالقيم المجتمعية الكونية كمرجعية أساسية في تأويل النصوص الدينية وإعمالها كرقابة أو منهج للسلوك في مجتمعاتنا الحديثة". وفق تعبير التامك. وأضاف المندوب العام لإدارة السجون أن عولمة الإسلام تطرح العديد من التحديات على مستوى وحدة المفاهيم والمرجعيات وكذا على مستوى تقاطع أو تنافر تجليات هاته العولمة مع مبادئ ومنهج التصوف الإسلامي. وهو ما ستحاول هذه التظاهرة التطرق له".