دان دولوس - روبي غرامر 28 غشت, 2017 - 08:51:00 في هذا التقرير الذي انفردت بنشره المجلة الأمريكية «فورين بوليسي» المتخصصة في الشؤون الدبلوماسية، كشفت أن السيناتور عن الحزب الجمهوري «اينهوف»، الذي قدمته كمدافع معروف عن أطروحة "البوليساريو" في نزاع الصحراء، يعرقل تعيين ترامب لمساعد وزير الخارجية المكلف بالشؤون الإفريقية، والسبب هو مطالبة الولاياتالمتحدةالأمريكية باتخاذ موقف أكثر حزما في نزاع الصحراء. وفيما ماتزال المفاوضات بينه وبين البيت الأبيض جارية قللت المجلة من دور المنصب إياه في وضع السياسات الإفريقية، ومع ذلك نبهت الإدارة الأمريكية إلى خطورة استمرار شغور المناصب الحساسة لسفرائها في إفريقيا على أمن المنطقة ومصالحها. وفي ما يلي ترجمة التقرير: ترجمة سعيد السالمي علمت «فورين بوليسي» من مصادر مطلعة أن سيناتوراً جمهورياً هدد بمنع اختيار إدارة ترامب لمنصب قيادة الدبلوماسية الأمريكية في إفريقيا، متذرعاً بخلاف حول وضع جهة الصحراء الغربية في المغرب. وكانت الإدارة الأمريكية قد خططت لترشيح «جون بيتر فام»، وهو كاتب وأكاديمي، كمساعد جديد في الشؤون الإفريقية في وزارة الخارجية. غير أن القرار لم يعلَن بعد بسبب اعتراضات سيناتور اوكلاهوما، «جيمس إينهوف»، الذي يطالب الإدارة باتخاذ موقف أكثر حزما بخصوص وضع الأراضي المتنازع عليها في المغرب. وبعد مرور أكثر من سبعة أشهر على أداء ترامب لليمين الدستورية بصفته رئيساً للبلاد، فشلت إدارته في شغر العديد من المناصب العليا في وزارة الخارجية وكل الجهاز التنفيذي بسبب غياب التنظيم والصراعات بين الذين من المفروض أن يشغلوا المناصب الرئيسية وتكتيكات التأخير التي ينهجها المشرعون الديمقراطيون. إلا أنه، في هذه الحالة، هناك مشرع جمهوري وحيد يعرقل الترشيح الذي كان سيحظى بدعم واسع من الحزبين داخل مجلس الشيوخ. وفي غياب مساعد للوزير في إفريقيا، ناهيك أن مناصب السفراء الرئيسيين مازالت شاغرة في جنوب إفريقيا وفي جمهورية الكونغو الديمقراطية، يرى المنتقدون أن الإدارة باتت بلا قيادة في ما يتعلق بوضع السياسات حول جملة من القضايا التي تخص هذه القارة. رغم أن البيت الأبيض كان قد عين، خلال الشهر الجاري، مديراً عاماً لإفريقيا في مجلس الأمن القومي، وهو «سيريل سرتور» من وكالة الاستخبارات المركزية بعد أن ظل المنصب شاغراً لعدة أشهر. وفي يوليوز قامت الإدارة الأمريكية بإرجاء البتّ في قرار رفع العقوبات بشكل دائم عن السودان، ما أثار عليها انتقادات لاذعة من مسؤولين أمريكيين حاليين، وسابقين، وخبراء أفارقة، اعتبروا أن هذا التأخير مرده إلى فشل البيت الأبيض في تعيين مسؤولين في المناصب العليا التي تتولى سياسات إفريقيا. هذه الانتقادات فنذتها وزارة الخارجية مؤكدة أن تقييم القضية بشكل كامل يحتاج إلى المزيد من الوقت. وقال عضو في الكونجرس إن استمرار شغور الكثير من المناصب الإفريقية، من شأنه أن يجعل الإدارة الأمريكية تواجه أزمة إنسانية أو أمنية مباغتة، خاصة في الكونغو حيث تحتد التوترات. وقال مساعد في مجلس الشيوخ، اشترط عدم ذكر اسمه: «إننا غير مستعدين دبلوماسياً إذا حدثت الضطرابات في هذه المنطقة». ومن جهته قال مساعد في الكونجرس إن مسؤولي الإدارة يجرون محادثات مع السيناتور «اينهوف» لمحاولة حل النزاع، وليس من المؤكد أنه مستعد لسحب اعتراضاته. وليس واضحاً على وجه التحديد ما يشترطه «إينوف» على الإدارة الأمريكية، أو ما إذا كان يدعم بديلاً لمرشحها. ورفض مكتب «إينوف» التعليق بدعوى أنه لا يناقش الترشيحات قبل الإعلان عنها، كما أن إدارة ترامب لم تجب على ملتمساتنا للتعليق. «إنهوف»، الذي عرف أكثر بمعارضته الصريحة لعلم تغير المناخ، يدافع منذ فترة طويلة عن قضية الصحراء المغربية، وهي مستعمرة إسبانية سابقة على الساحل الشمالي الغربي لإفريقيا ضمها المغرب سنة 1975. وفي سنة 1991، تم توقيع هدنة، بوساطة الأممالمتحدة، وضعت حدا للاقتتال بين المتمردين والنظام المغربي، إلا أن الوعد بإجراء استفتاء حول الاستقلال لم ينفذ حتى الآن. سنة 2010 قال «إنهوف»: «لقد قاسى شعب الصحراء الغربية، في المخيمات الصحراوية، منذ أكثر من 30 سنة، دون أن يُحل النزاع». ثم أضاف قائلا: «لقد زرت المخيمات، وشاهدت بأم عيني أن قضيتهم قضية عزيمة وثبات، وأمل في أن يتمتعوا يوماً بالحقوق الأساسية التي يستحقها كل البشر، الحق في الحياة وتقرير المصير». وكان «إينهوف»، ومعه مشرعون آخرون، يحثون المغرب على إجراء استفتاء حول الاستقلال، ويريدون من الولاياتالمتحدةالأمريكية أن تدفع نحو إجرائه. ومع ذلك، على مر السنين، اختارت الولاياتالمتحدة، التي تقدر تعاون المغرب على جبهات أخرى، عدم الضغط من أجل إجراء الاستفتاء، وعدم الاعتراف بحكومة الصحراء الغربية، وبدلا من ذلك فضلت دعم حكم ذاتي أوسع في المنطقة. وقد أنفق النظام المغربي ملايين الدولارات في واشنطن، طيلة العقد الماضي، لمنع استقلال الصحراء الغربية. كما أن ممثلي المنطقة سعوا إلى عرض قضيتهم على المشرعين، ولكن نفقاتهم في مجال الضغط /اللوبي تراجعت بشكل ملحوظ، كما سبق أن كشفت عن ذلك "فورين بوليسي". وعلى الرغم من تركيز «إنهوف» على هذه القضية، فإن السكرتير المساعد في الشؤون الإفريقية لا يشرف على وضع السياسات المتعلقة بالمغرب، بل إنها من اختصاصات مكتب شؤون الشرق الأدنى في وزارة الخارجية. أما «جون بيتر فام»، المدير الحالي لمركز المجلس الأطلسي الإفريقي، فقد كرس مسيرته المهنية لدراسة القضايا الإفريقية، وعمل مستشارا في حملة الانتخابات الرئاسية للسيناتور جون ماكين سنة 2008 و«ميت رومني» سنة 2012. وكان موقع "أل أفريكا" أول من أعلن أنه المرشح الأول لمنصب سكرتير مساعد. ورغم «جذوره» الجمهوريية، ورُؤاه الصعبة حول القضايا الأمنية، فقد أقام «فام» اتصالات وصداقات مع خبراء آخرين في الشأن الإفريقي، من مختلف ألوان الطيف السياسي، بمن فيهم الناشط الحقوقي «جون بريندرغاست»، الذي عمل في إدارة كلينتون، وهو مؤسس مشروع «إيناف بروجكت»، الذي يعمل على إنهاء الإبادة الجماعية في إفريقيا وأماكن أخرى. وقال «بريندرغاست» إنه يعتقد أن «فام» مهيأ بشكل جيد لهذا المنصب، وأنه لن يواجه أية صعاب رغم أنها أول تجربة له في وزارة الخارجية. وفي هذا الصدد قال «بريندرغاست» ل «فورين بوليسي»: «لدى «جون بيتر فام» خبرة في إفريقيا العميقة وسيكون قادرا على التعامل مع الأزمات». مضيفاً أن «لديه علاقات جيدة مع العديد من خيرة دبلوماسيينا، وبالتالي فإن عامل التجربة سيكون أقل أهمية من استقطاب شخص آخر من عدم». وإذا تأكد هذا، فإن «فام» سيكون واحدا من أرفع الفيتناميين الأمريكيين الذين يعملون فى الحكومة الفيدرالية.