أبرز خبير أمريكي وجاهة المقترح المغربي بالصحراء، مؤكدا أن هذه المبادرة لا تتوخى فقط إرساء إدارة محلية منتخبة، ولكنها تحتوي على أفكار مبتكرة في مجالات التعليم والقضاء وتعبئة الموارد المالية لتحقيق التنمية بالمنطقة. وفي مقال نشر أول أمس الخميس بالمجلة الأمريكية المتخصصة في الشؤون الدولية والدبلوماسية "دو ناسيونال إنتيريست أون لاين"، اعتبر السيد بيتر فام ، العضو البارز في مجموعة التفكير الأمريكية "ناشيونال كوميتي أون أميريكان بوليسي"، أن "المغرب أبدى مرونة كبيرة" وانفتاحا من أجل التوصل إلى تسوية نهائية لهذا النزاع الذي يهدد السلم والاستقرار بالمنطقة. واعتبر السيد فام أن المبادرة المغربية للحكم الذاتي بالصحراء، التي لقيت ترحيبا كبيرا من المنتظم الدولي، أقنعت عددا كبيرا من أعضاء مجلس الشيوخ الأمريكي من الجمهوريين والديمقراطيين، بتوجيه رسالة إلى وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون دعوها فيها إلى "أن تجعل من تسوية النزاع في الصحراء أولوية بالنسبة للسياسة الخارجية للولايات المتحدة". وبعد أن تحدث السيد بيتر فام ، الخبير في القضايا الإفريقية، عن الوضع الإنساني المؤلم بمخيمات تيندوف على التراب الجزائري، حذر من خطر تنامي الأنشطة الإرهابية بمنطقة المغرب العربي والساحل بسبب الارتباط الوثيق بين مرتزقة "البوليساريو" وأعضاء تنظيم القاعدة في المغرب الاسلامي. وقال الخبير الأمريكي إن "على المنتظم الدولي العمل لتسوية هذه القضية من أجل وضع حد لمعاناة المحتجزين"، مؤكدا أن "البوليساريو" تحتجز آلاف الصحراويين في مخيمات تيندوف ضدا على إرادتهم. وأضاف نقلا عن تقارير لعدة منظمات دولية أن " لا أحد يعرف العدد الحقيقي للأشخاص المحتجزين "، مشيرا إلى الرفض التام للجزائر والبوليساريو إجراء إحصاء لهذه الساكنة. من جهة أخرى، تطرق الخبير الأمريكي إلى تحويل المساعدات الإنسانية من قبل قادة البوليساريو ، مشيرا إلى أن هذه التصرفات أكدها العديد من الصحراويين الذين فروا من المخيمات من بينهم أحمدو ولد سويلم العضو المؤسس "للبوليساريو". وأضاف أن ولد سويلم "الذي أجريت معه حوارا هذه السنة أكد لي أن موادا طبية وغذائية في إطار المساعات الدولية، تباع في أسواق بمنطقة افريقيا جنوب الصحراء من موريتانيا إلى النيجر".