14 ماي, 2017 - 02:54:00 أكد حميد شباط، الأمين العام لحزب "الاستقلال" أن الذكرى الثالثة والأربعين لوفاة الزعيم الاستقلالي علال الفاسي تحل والمغرب "يعيش في ظل ظروف استثنائية دقيقة وفي كنف أزمة سياسية لم يسبق لها مثيل، حالة تستعصي على القراءة المنطقية، وعلى التحليل السليم، اختلط فيها الحابل بالنابل والصالح والطالح"، مضيفا أن" المؤسسات السياسية والمناصب الحكومية، ومسؤوليات الدولة أصبحت تقتسم كما تقتسم الغنائم، بطريقة مفضوحة ومكشوفة، تعطي لفئة دون وجه استحقاق وتستثنى منها فئة أخرى دون أي مراعاة للإرادة الشعبية ودون أي اعتبار لمصلحة الوطن". استحضار حكمة علال الفاسي في مواجهة المخطط التحكمي وأوضح شباط، الذي كان يتحدث في مهرجان خطابي تحت شعار "علال الفاسي والجهاد من أجل الوطن والشعب" يوم السبت 13 ماي الجاري، أنه بات من الضروري في ظل تسارع الأحداث وتطور المواقف، أن "يستغل حزب الاستقلال هذه الذكرى من أجل استحضار حكمة زعيم الحرير في مثل هذه الظروف للاقتباس منها حزمه وصرامته وصبره ومواقفه التي لا تلين، في مواجهة كل المظالم، وخصوصا عندما تمس كرامة المواطن، او تداس إرادة الشعب المغربي، أو تهان هويته وثوابته وقيمه الأخلاقية". وأبرز شباط أن حزب الاستقلال يؤكد مرة أخرى ، عدم ارتياحه من كل الممارسات التي تناقض أبسط المبادئ الديمقراطية، وتتنكر لأبسط الأعراف السياسية، ويعبر عن إدانته للتجاوزات المقصودة التي تسيئ للجهد الجماعي الذي بذل منذ عقود. وأعلن الأمين العام لحزب "الاستقلال" عن رفضه للاستهانة بالإرادة الشعبية التي "لا تعمل سوى على بث البأس لدى عموم المواطنين، وعلى التشكيك في جدوى العمل السياسي وعلى المس بمصداقية الاستحقاقات الانتخابية وعلى تشويه صورة الأحزاب السياسية في نظر عموم المواطنين". وتابع شباط، وفق نص الكلمة التي نشرها الموقع الإلكتروني لحزب الاستقلال، بالقول أن الحزب سيبقى وفيا لمبادئه الديمقراطية، وسيستمر في الرهان على دولة الحق والقانون وعلى دولة المؤسسات وسيعمل جاهدا على تطوير الحياة السياسية لكي تفرز مؤسسات وطنية تقوم على التمثيل الديمقراطي النزيه، الذي يعكس إرادة الشعب بكل صدق، ويبرز اختيار المواطنين بكل أمانة، وذلك لتعزيز مشروعية المؤسسات المنتخبة بصفة عامة، ومؤسسة مجلس النواب بصفة خاصة. ضعف الأمة يكمن في انبطاح نخبها واعتبر شباط أن "مفهوم الجهاد عند علال الفاسي مقترن أيضا، بمفهوم الحرية الفكرية التي تهدف بالأساس إلى التخلص من سلبيات التحكم، المفضي إلى الانحطاط والتخلف، ومن هيمنة الحكم الاستبدادي، الذي يؤدي إلى الخضوع المذل لسيطرة غاشمة، وما ينتج عن ذلك من إشاعة للفوضى ولمفاهيم التفرقة". وأردف شباط أن "علال الفاسي كان بحسه الوطني الثاقب حقيقة وأبعاد وخلفيات المخطط التحكمي، الذي يستهدف أول ما يستهدف استقلال القرارات الحزبية ووحدة الصف ويعي جيدا أن ضعف الأمة إنما يكمن بالدرجة الأولى في انبطاح نخبها واهتزاز إيمانهم بالقيم، واستفراد القوى المعادية للديمقراطية بالسلطة، تحت مبررات واهية". كرامة الحزب واستقلالية قراراته ولم يفوت زعيم "الميزان" في كلمته التذكير بمواقفه سابقة، ومنها قوله إن " ذكرى وفاة علال الفاسي تأتي في غمرة النضالات المتواصلة التي يخوضها حزب الاستقلال من أجل رد الاعتبار لمؤسسات الحزب، ولإرادة المناضلات والمناضلين، ومن أجل الدفاع عن كرامة الحزب واستقلالية قراراته، وتمتين البناء المؤسساتي وترسيخ المناهج الدمقراطية على المستوى الداخلي". وتمنى شباط "لو كان الزعيم علال الفاسي حيا يرزق ليشاهد ولتقر عينه بالنضالات التي يقوم بها حزب الاستقلال، وبالإجماع الحزبي الهائل حول الدفاع عن القيم والمبادئ، وعلى رأسها قيم الحرية واستقلال القرار الحزبي، ووحدة الصف والمواقف الجريئة التي عبرت عنها حشود المناضلين في وجه الاستهتار بالمبادئ، والارتماء في أحضان التخاذل". مسجلا أن اختيار شعار "علال الفاسي والجهاد من أجل وحدة الوطن والشعب" كان أمرا مقصودا من أجل جعل الذكرى مناسبة للتعبير عن شديد تعلق الاستقلاليين والاستقلاليات بالمبادئ التحررية، والقيم الجهادية التي تضع وحدة الوطن والشعب فوق كل الاعتبارات، وأيضا من أجل استعداد حزب الاستقلال للنضال من أجل حماية ثوابت هذه الأمة، وصيانة الديمقراطية والمصالح العليا للوطن، والتصدي لكل ما يهدد أمن واستقلال البلاد، وهي مجموع الأهداف التي قضى الزعيم حياته متمسكا بها مهتديا بتعاليمها وحريصا على المحافظة عليها. استمرار الشرعية التاريخية وشدد الأمين العام لحزب الاستقلال، على أن "الشرعية التاريخية هي الشرعية الحقيقية لأنها شرعية مستمرة، والذي لا تاريخ له لا حاضر ولا مستقبل له"، مبرزا أن شعار "الجهاد من أجل وحدة الوطن والشعب" يشير إلى الثورة المستمرة لكل المغاربة، أي ثورة الملك والشعب من أجل الديمقراطية والعيش الكريم ومن أجل أن يبقى المغرب نموذجا استثنائيا في ظل المؤسسة الملكية الراعية لاستمرار دولة الحق والقانون ودولة المؤسسات. وقال شباط إن " الزعيم علال الفاسي فتح عينيه على شعب يرزح تحت نير الاستعمار بدأ جهاده من أجل حرية شعبه ووطنه منذ ريعان شبابه، واشتد عود نضاله وهو لا يزال طالبا يتلقى العلوم في القرويين"، مذكرا أن "زعيم التحرير انخرط ومنذ هذه المرحلة المبكرة في العمل الوطني والحراك الجهادي وقضى بقية حياته وإلى آخر نفس من أنفاسه في ورش الجهاد، غايته الوحيدة هي تحرير هذا الوطن، وجمع شمل أبنائه واسترجاع أجزائه واستكمال وحدته الترابي"..