نجح فيصل العرايشي، الرئيس المدير العام للشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة، في ضرب النقابيين بعضهم ببعض ليفرض استمرار سيطرته المطلقة على الإعلام الرسمي. وفيما نجح العرايشي في احتواء الضغط النقابي داخل المؤسسات الإعلامية الرسمية التي كانت تطالب بإصلاح هذا الإعلام، اندلعت حرب جانبية بين نقابيين من "النقابية الديمقراطية للسمعي البصري"، و"نقابة الصحافة الوطنية". انتقادات نقابة الصحافة فقد قال صحافيون بالشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة أن فيصل العرايشي خضع لابتزاز بعض الأطراف بقبوله تعيين بعض الأسماء في مناصب المسؤولية بمنطق الانتهازية و المساومة و الزبونية ضد مبدأ تكافؤ الفرص و الشفافية الذي تم الإعلان عنه. و أنتقد بيان النقابة الوطنية لللصحافة المغربية الذي تلقى موقع "لكم" نسخة منه الطريقة غير الديمقراطية التي تم اعتمادها في التعيينات وأعتبرها عشوائية غير موضوعية وغير شفافة ستزيد من تعميق الوضع المتردي الذي جعل هذه المؤسسة الإعلامية العمومية تفضل خدمة المصالح الفئوية و الشخصية الضيقة على المصالح العامة. ورغم أن بيان النقابة لم يشر إلى إي أسماء بعينها، إلا أن انتقاداته كانت موجهة لمحمد العباسي، الصحافي والكاتب العام السابق ل"النقابة الديمقراطية للسمعي البصري"، الذي انتخب عضوا بالمجلس الإداري للشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة. وكانت نقابته عضو في التنسيقية التي تضم ثلاث نقابات قادت العديد من الوقفات النضالية تطالب بدمقرطة الإعلام العمومي وانفتاحه وإصلاحه. العباسي يهاجم مجاهد وفي رد فعله على بيان النقابة التي يرأسها يونس مجاهد، قال العباسي لموقع "لكم"، "إن من يمارس الابتزاز في واضحة النهار هو يونس مجاهد وحواريوه". قبل أن يضيف بأن "يونس يقوم بدور سيء يستهدف تخريب العمل النقابي وتحريفه، بعدما قام بالاحتيال على القانون الداخلي لنقابته من أجل تمديد رآسته على غرار ما كان يفعل بنعلي بتونس". وهاجم العباسي بقوة يونس قائلا :"الكل يعرف أن يونس يستعمل نقابته لأغراضه الشخصية، لنسج علاقات مشبوهة مع نقابات فاسدة مثل نقابي الصحافة في تونس ومصر في عهد بنعلي ومبارك". وقال العباسي، إنه قد استقالته من جميع مهامه النقابية ومن مسؤولياته داخل الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة احتجاجا على ما أسماه ب"الابتزاز الذي يمارسه يونس مجاهد، وعلى التزوير الذي طبع انتخابات المجلس الإداري، والتواطؤ الذي قامت به جريدة "الإتحاد الاشتراكي" في وقوفها إلى جانب مجاهد". متهما جريدة "الإتحاد الاشتراكي" بممارسة الرقابة ضد نضالات التنسيقية التي طالبت بإصلاح ودمقرطة الإعلام العمومي. واضح العباسي أنه سيصدر بيانا يعلن فيه استقالته مع المجلس الإداري ومن الكتابة العامة لنقابته ومن مسؤولياته داخل النقابة الأم "الفديرالية الديمقراطية للشغل"، ومن مسؤولياته داخل الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة. وأوضح العباسي أن يونس مجاهد الذي وصفه بأنه "رجل لا يعرف سوى اقتناص الفرص"، نجح في ابتزاز العرايشي مرة أخرى عندما أصدر بيانه الأخير، مما دفع العريشي إلى تأجيل التوقيع على محضر الاتفاق مع النقابات الثلاث الذي كان مقررا يوم الاثنين 13 يونيو. وكشف العباسي أن "يونس دأب على ممارسة نفس الابتزاز طيلة السنوات الماضية على مسؤولي الإعلام الرسمي من اجل فرض أتباعه داخل نقابته، التي لم تعد لها أية مصداقية في الوسط الصحفي، وتعيينهم في مناصب المسؤوليات وتمتيعهم بالامتيازات التي يحصل عليها من خلال الابتزاز". يذكر أن أعضاء المجلس الإداري للشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة يتشكلون من 9 أعضاء معينين يمثلون قطاعات حكومية مثل التعليم والمالية والأوقاف والاتصال، بالإضافة إلى عضوين من منتسبي الشركة الوطنية ينتخبون على المستوى الوطني. العرايشي وشراء الولاءات إلى ذلك قالت مصادر من داخل الشركة الوطنية، "إن الخلافات الهامشية بين النقابات لن تزيد إلا في إضعاف العمل النقابي، وإحكام سيطرة العرايشي على الإعلام الرسمي". وزادت نفس المصادر "إن العريشي الذي استمر زهاء 12 سنة على رأس القطب العمومي حول الشركة الوطنية إلى ضيعة للامتيازات ولشراء الولاءات". وعدد المصدر عدة مسؤولين اشترى العرايشي ولائهم من خلال توظيف أبنائهم وأقارب وأصدقاء لهم، وذكرت المصادر على سبيل المثال لا الحصر كل من "عباس الفاسي الوزير الأول، الذي يحتل ابنه منصب مدير وهمي بقناة شبه وهمية هي القناة المغربية، وعبد الهادي خيرات الذي تم توظيف ابنته في منصب إداري، ونجلة نعيمة المشرقي، العضوة السابقة في "الهاكا"، التي رغم أنها تحمل دبلوما في طب الأسنان، بالإضافة إلى صهر لها".