بعد إصدارها لأرضية مطالب إصلاح الإعلام العمومي، وبعد دخولها في حركة احتجاجية أمام مبنى الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة ومقر القناة الثانية، عقدت لجنة التنسيق النقابي للنقابات الأكثر تمثيلية بالقطاع السمعي البصري العمومي جلستين تفاوضيتين مع فيصل العرايشي، رئيس القطب العمومي، يومي الاثنين والثلاثاء 28 و 29 مارس الجاري بمكتب الرئيس بالرباط على أرضية "وثيقة مطالب الإصلاح"، وهو اللقاء الذي اعتبرته النقابات "فاشلا"، حيث ذكرت في البلاغ المشترك، الذي توصل موقع "لكم" بنسخة منه، أن "تردد السيد الرئيس في اتخاذ بعض الإجراءات والقرارات الاستعجالية اللازمة بكل ما تتطلبه من حزم وجرأة، أدى إلى تعثر المفاوضات في الوقت الراهن". وحسب بعض المصادر التي شاركت في الحوار مع العرايشي فإن "الإجراءات التي تردد العرايشي في اتخاذها" والتي طالبت بها النقابات الأكثر تمثيلية بالقطاع السمعي البصري العمومي هي "إقالة سميرة سيطايل مديرة الأخبار بالقناة الثانية، وإقالة محمد عياد المدير العام للشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة"، حيث رد العرايشي على هذا المطلب بما مفاده: "سنشكل إطارا يشتغل لمدة ثلاثة أشهر لمناقشة كل المشاكل"، وهو ما اعتبره بعض المشاركين في الحوار "نوعا من المراوغة". وسأل موقع "لكم" عضوا من الوفد المفاوض، لماذا لم يتم طرح موضوع استقالة العرايشي نفسه، الذي خرجت المظاهرات في الرباط تطالب بإقالته، فرد بأن الوفد كان يريد إنجاح الحوار، وبالتالي لم يسعى إلى إحراج العرايشي. لكن مصدرا نقابيا قال للموقع إن مطالب إقالة سيطايل وعياد ما هي سوى خطوة أولى قبل الإطاحة بالعرايشي. من جهة اخرى ذكر بلاغ النقابات إنه "وإلى حين ظهور بوادر لتجاوز هذا الوضع، فإن لجنة التنسيق، إذ تؤكد على استعدادها الدائم للحوار، تدعو العاملين بالشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة وبالقناة الثانية إلى وقفة احتجاجية بشكل متزامن يوم الجمعة 1 أبريل 2011 ابتداء من الساعة الحادية عشرة صباحا بمقر كل من الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة بالرباط ومقر القناة الثانية بالبيضاء تحت الشعار المركزي: من أجل إعلام عمومي مواطن في خدمة الشعب ويرسخ قيم الحداثة والديمقراطية والتعدد والاختلاف".