06 ماي, 2017 - 02:44:00 تسعى فرنسا للحيلولة دون أن تؤثر عملية الاختراق الإلكتروني لحملة المرشح الأوفر حظا في انتخابات الرئاسة الفرنسية إيمانويل ماكرون على نتيجة الانتخابات وحذرت يوم السبت من أن إعادة نشر المعلومات التي جرى الوصول إليها عبر عملية الاختراق الإلكتروني قد تمثل تهمة جنائية. وقالت حملة ماكرون إن رسائل إلكترونية ووثائق ومعلومات بخصوص تمويلها كانت هدفا لتسلل إلكتروني "ضخم" قبل نهاية الحملات الانتخابية يوم الجمعة ودخول فرنسا مرحلة الصمت الانتخابي الذي يمنع الساسة من التعليق على التسريبات. وجاء في بيان للجنة "عشية أهم انتخابات لمؤسساتنا تدعو اللجنة كل شخص موجود على مواقع الإنترنت وشبكات التواصل الاجتماعي، لا سيما وسائل الإعلام، ولكن أيضا جميع المواطنين إلى إظهار المسؤولية وعدم نقل هذا المحتوى من أجل عدم تشويه صدق الاقتراع". وظهرت البيانات المسربة بينما تتوقع استطلاعات الرأي أن ماكرون في طريقة لتحقيق فوز مريح على الزعيمة اليمينية المتطرفة مارين لوبان في انتخابات يوم الأحد إذ تظهر أحدث الاستطلاعات اتساع تقدمه إلى نحو 62 في المئة مقابل 38 في المئة. وقالت اللجنة التي تشرف على العملية الانتخابية بعد اجتماع دعت إليه على عجل يوم السبت إن البيانات جرى الحصول عليها بطريقة احتيالية وقد تكون ممزوجة بمعلومات كاذبة. بيد أن قواعد اللجنة قد يصعب تطبيقها في عصر يحصل فيه الناس على قدر كبير من أخبارهم من خلال الإنترنت وتتدفق فيه المعلومات بحرية عبر الحدود ولا تعرف فيه هوية كثير من المستخدمين. وغطت وسائل الإعلام الفرنسية التسلل الإلكتروني الذي استهدف حملة ماكرون بأساليب عديدة إذ وضعته صحيفة ليبيراسيون ذات التوجهات اليسارية في صدر موضوعات موقعها الإلكتروني لكن القنوات التلفزيونية الإخبارية آثارت عدم التطرق إليه. ولم يتضح المسؤول على الفور لكن حركة ماكرون السياسية قالت في بيان إن التسلل محاولة لزعزعة الديمقراطية وتدمير الحزب. وقالت "حركة إلى الأمام وقعت ضحية لتسلل ضخم ومنسق". وقالت الحركة إن الوثائق التي جرى تسريبها تتعلق بعمليات عادية للحملة وتتضمن بعض المعلومات عن حساباتها. وتابعت أن المتسللين مزجوا وثائق مزيفة بأخرى حقيقية "لزرع الشكوك والتضليل". وفرنسا أحدث دولة تلقي مزاعم بشأن إساءة استخدام الانترنت بظلالها على الانتخابات فيها بعد أن قالت وكالات مخابرات أمريكية في يناير كانون الثاني إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمر باختراق مواقع مرتبطة بمرشحة الحزب الديمقراطي في الانتخابات الرئاسة الأمريكية هيلاري كلينتون للتأثير على النتيجة لصالح مرشح الحزب الجمهوري دونالد ترامب. ونفى الكرملين أنه وراء مثل هذه الهجمات الإلكترونية غير أن معسكر ماكرون جدد شكواه من وسائل الإعلام الروسية وجماعة للتسلل تنشط في أوكرانيا. وينظر إلى انتخابات الرئاسة الفرنسية يوم الأحد على أنها أهم انتخابات تشهدها فرنسا منذ عقود والتي تجري بين مرشحين آراؤهما على طرفي نقيض. وتقول لوبان زعيمة الجبهة الوطنية إنها ستغلق الحدود وستتخلى عن اليورو في حين يريد ماكرون زيادة التعاون الأوروبي ويريد اقتصادا مفتوحا. وقال فيتالي كريميز مدير الأبحاث في شركة فلاش بوينت المتخصصة في توفير المعلومات ومقرها نيويورك لرويترز إن المراجعة التي قام بها تشير إلى أن مجموعة (إيه.بي.تي) المرتبطة بمديرية المخابرات العسكرية الروسية وراء هذا التسريب. وأضاف "إذا كانت موسكو وراء ذلك بحق فإن هذا التسريب سيكون تصعيدا ملحوظا عن العمليات الروسية السابقة التي استهدفت انتخابات الرئاسة الأمريكية إذ أن ذلك سيكون توسيعا لنهج ونطاق الجهود من مجرد تجسس إلى محاولات مباشرة للتأثير على النتيجة"