28 أبريل, 2017 - 01:24:00 دعا المشاركون في الأيام الدولية العلمية الطبية الثالثة لأخصائيي القسطرة التدخلية (أمراض القلب والشرايين) التي انعقدت مؤخرا بمدينة بأكادير إلى توفير مزيد من الأطباء المغاربة المتخصصين في هذا المجال ، وخلق فضاءات مجهزة بتقنيات القسطرة ، فضلا عن تكوين أطباء مدربين على إجراء القسطرة لمرضى جلطة القلب،حتى يتسنى إنقاذ عضلة القلب من التلف والحيلولة دون حدوث مزيد من الوفيات. وأفاد بلاغ صدر في أعقاب هذا المؤتمر العلمي الدولي ،الذي عرف تقديم حوالي 90 مداخلة لخبراء وأخصائيين من مختلف بلدان العالم ، أن أمراض القلب والشرايين التي تهم كل شرائح المجتمع بمختلف فئاتهم ومواقعهم، تصنف كثاني مرض قاتل في العالم ، بحيث نبهت منظمة الصحة العالمية إلى أن 3ر17 مليون شخص في العالم يموتون سنويا بسبب أمراض القلب ، علما بأن 80 في المائة من وفيات أمراض القلب المبكرة من الممكن تجنبها عن طريق الوقاية،أو بواسطة القسطرة التدخلية التي أثبتت نجاعتها. وأوضح البلاغ ، اليوم الجمعة، أن هذا المؤتمر وفر فرصة جديدة للأطباء المتخصصين الشباب لتطوير مهاراتهم وكفاءاتهم في استخدام القسطرة ، خاصة وأن جميع العلاجات الحديثة لأمراض الجلطة الحادة للقلب تستدعي إجراء قسطرة خلال أقل من ساعة ونصف، أو ساعتين. وناقش المشاركون في المؤتمر عددا من العروض العلمية التي بسطت نتائج الأبحاث التي تم التوصل إليها حول الأساليب العلمية الحديثة ، والتجهيزات الطبية الجديدة في مجال علاجات الإنسدادات المزمنة لشرايين القلب والأوعية والعروق باستخدام القسطرة التدخلية ، والتي تحدث بسبب التدخين أو بسبب الإصابة بأمراض السكري والسمنة والضغط الدموي. وأوضحت البروفيسور أميرة بنجلون، رئيسة الجمعية المغربية للقسطرة التدخلية ، بأن العلاج بالقسطرة ظهر كإجراء طبي بالمغرب ، منذ حوالي عشر سنوات. وي ستخدم للتشخيص ، وعلاج بعض أمراض القلب والشرايين دون إجراء العمليات الجراحية ، بحيث يتم إدخال "القسطرة"، وهي أنبوب دقيق ورقيق وجد مرن وطويل، في الأوعية الدموية للذراع أو الفخذ أو الرقبة، ويتم إيصاله إلى القلب من خلال الأوعية الدموية. ويستخدم الطبيب المتخصص القسطرة إما لإجراء الاختبارات التحليلية أو العلاجات التشخيصية الطبية . وأكدت البروفيسور بنجلون أن نتائج العلاج بالقسطرة التدخلية، بحسب ما أثبتته الدراسات ، لها نسبة عالية من النجاح ، حيث خصص مؤتمر أكادير الذي حضره حوالي 200 متخصص ، فضاء لتلقين ونقل خبرات التكنولوجيا الحديثة للأطباء الشباب الذين هم في طور التخصص. كما تم بالمناسبة برمجة مجموعة من الورشات التطبيقية في القسطرة واستعمال التجهيزات الحديثة ، فضلا عن اطلاع المؤتمرين على كل ما يتعلق بالعلاجات الداخلية للعروق ، التي تهم مختلف شرايين وأوردة الجسم ، وتداخلها بمختلف الاختصاصات ، كأمراض القلب ، وأمراض الكلي ، وأمراض الدماغ والأعصاب والطب الباطني وغير ذلك من التخصصات الأخرى. من جهته، أكد البروفيسور مصطفى تبركانت، رئيس قسم القلب والشرايين بالمستشفى العسكري بالرباط ، نائب رئيس الجمعية المغربية للقسطرة التدخلية، أن ما يناهز 15 مليون سكتة دماغية تحدث سنويا عبر العالم. و ينتج عنها 6 ملايين وفاة و 5 ملايين عجز دائم. وهذا ما يجعل السكتة الدماغية هي السبب الرئيسي الثاني للإعاقة في العالم. وأوضح أن السكتة الدماغية تحدث للفرد عندما يتوقف تدفق الدم إلى الدماغ ، أو بعد انفجار أحد الأوعية الدموية في الدماغ ، الشيء الذي يؤدي إلى فقدان الأكسجين في الدماغ ، مما يؤذي أو يقتل خلايا الدماغ ، وتتسبب السكتة الدماغية إما في الوفاة أو العجز الدائم ، كفقدان الرؤية أو الكلام أو الشلل أو الارتباك. يذكر ان الأيام الدولية العلمية الطبية الثالثة لأخصائيي الق سط ة التدخلية بمدينة اكادير ، شهدت مشاركة خبراء دوليين وأساتذة وأطباء متخصصين في أمراض وجراحة القلب والشرايين من 16 دولة من القارات الخمس يمثلون المغرب والجزائر وتونس والسنغال وفرنسا وبلجيكا وانجلترا والولايات المتحدةالأمريكية والهند والأرجنتين وروسيا وبلغاريا ورومانيا ولوكسمبورغ والبرتغال وايطاليا. وقد شكل هذا المؤتمر، المنظم من طرف "الجمعية المغربية للقسطرة التدخلية" ، والذي حظي باحتضان من طرف "الجمعية الدولية لأخصائيي القسطرة التدخلية" فرصة لإحداث "شعبة أفريقيا للقسطرة الت خلية " ، وذلك بتعاون مع البروفيسور السينغالي أداما ديانغ، بحيث اتخذت هذه الشعبة من المغرب مقرا لها.