شكلت أمراض الأوعية والشرايين السبب الرئيسي للوفيات بالمغرب، بنسبة 54 في المائة، وتشكل ما بين 10 إلى 12 في المائة من مجموع الوفيات المسجلة وطنيا تقتل هذه الأمراض أكثر من حوادث السير وأمراض السرطان سنويا، حسب تقديرات الأخصائيين المغاربة، في ظل افتقار المغرب لسجل وطني لإحصاءات مضبوطة عن الداء. وتعد أمراض القلب والأوعية مسؤولة عن ربع الوفيات المسجلة في العالم، والسبب الأول للوفاة المبكرة عند الأشخاص البالغين، وهو ما ذكر به مرضى وأطباء أمراض القلب والشرايين، أمس الاثنين، خلال تخليد اليوم العالمي لأمراض القلب، الذي تطلقه المنظمة العالمية للصحة والاتحاد الدولي للقلب، للتذكير بمخاطر الداء ومضاعفاته الصحية وسبل الوقاية منه. ويعد ارتفاع الضغط الدموي من أبرز مسببات السكتة القلبية في المغرب، ويمس ثلث السكان، إلا أن شريحة عريضة من المواطنين يجهلون عواقب الكشف المتأخر عنه وخطورة التهاون في علاجه. وللتنبيه إلى مخاطر الداء والأمراض المرتبطة بانسداد الشرايين والأوعية، خلد العالم، ومعه المغرب، أمس الاثنين، اليوم العالمي، للحديث عن مخاطر الأزمة القلبية والجلطة القلبية والذبحة الصدرية، والجلطة الدماغية، ومرض الشرايين المحيطية. وتشير المستويات المرتفعة للضغط الدموي، المسؤول عن الإصابة بعدد من الأمراض، ويؤثر على القلب والكلي ويتسبب في الجلطة الدماغية، كما يؤثر في الشرايين، ويصيبها بالتمزق، إضافة إلى الموت المفاجئ للقلب. ويؤكد الاختصاصيون أن روماتيزم القلب يشكل معضلة صحية كبيرة في المغرب، إذ أنه الأكثر انتشارا بين المغاربة، وسببه الإصابة بالتهاب اللوزتين، وعدم التشافي منها بشكل كامل ومناسب منذ الصغر، ما يتسبب في تدمير عضلة القلب. وتهدد عوامل خطر الإصابة بأمراض القلب والشرايين عددا كبيرا من المغاربة، إذ يفوق عدد المصابين بالتوتر المفرط 33 في المائة، وتزيد نسبة المصابين بداء السكري عن 3 ملايين شخص، بينما تصل نسبة المرضى بارتفاع الكوليسترول إلى 29 في المائة، في حين، يمس الضغط الدموي ثلث المغاربة. ويعتبر ارتفاع ضغط الدم من أكثر الأمراض المنتشرة في المغرب، حسب دراسة أجرتها المنظمة العالمية للصحة في بلادنا حول ارتفاع ضغط الدم، إذ كشفت عن نسبة انتشار تبلغ 41 في المائة، وهي النسبة نفسها في البلدان العربية وحوض البحر الأبيض المتوسط. ويشكل ارتفاع ضغط الدم مشكلا رئيسيا للصحة العمومية. وتمثل البدانة مشكلا صحيا خطيرا بالمغرب، إذ تزيد من خطورة أمراض القلب والأوعية والسكري، حسب أرقام المنظمة العالمية للصحة التي تفيد أن 16.4 في المائة من المغاربة يعانون البدانة، و41.4 في المائة يعانون زيادة في الوزن. ويساهم التغيير الطارئ في نسبة الدهنيات بسبب التركيز المرتفع للدهنيات في الدم، عن وجود الكولسترول في الشرايين، ما يسبب تصلب الشرايين، الذي يخفض حجم الشريان وتدفق الدم، وبالتالي التعرض للأمراض المتعلقة بالقلب والأوعية.