20 مارس, 2017 - 05:59:00 ترأس الملك محمد السادس، اليوم الاثنين بقصر مرشان بطنجة، حفل تقديم مشروع إحداث "مدينة محمد السادس طنجة- تيك" الجديدة، والتوقيع على بروتوكول الاتفاق المتعلق بها. وجاء في قصاصة لوكالة الأنباء الرسمية " ان هذه المدينةالجديدة، ستسهم بكيفية متناغمة، في الإقلاع السريع للأنشطة الاقتصادية بطنجة، ومنطقة شمال المملكة برمتها. ويشكل إحداث هذه المدينة، ثمرة سياسة تنويع الشراكات الاقتصادية التي يقودها الملك مع العديد من الدول، كما عكست ذلك الزيارات العديدة التي قام بها الملك للصين وروسيا والهند ولعدة بلدان إفريقية"، تضيف الوكالة. وقدم وزير الصناعة والتجارة والاستثمار والاقتصاد الرقمي مولاي حفيظ العلمي، الخطوط العريضة لهذا المشروع المهيكل، وأوضح العلمي أن هذا المشروع، الذي تشرف عليه جهة طنجة- تطوان- الحسيمة، والمجموعة الصينية "هيتي"، ومجموعة البنك المغربي للتجارة الخارجية، يجسد نموذجا للشراكة الصينية- المغربية، التي ستتجاوز تأثيراتها إطار الجهة لتعود بالنفع على مجموع المملكة، مسجلا أنه "خصص مخطط التسريع الصناعي 2014- 2020 محورا إستراتيجيا للشراكة الصناعية بين المغرب والصين"، والتي شكلت الزيارة الملكية الأخيرة لبكين في ماي 2016 ، إحدى أقوى لحظاتها. وأضاف أن جمهورية الصين الشعبية، طورت خبرة نوعية في مجال المدن الصناعية والمدن الذكية، مشيرا إلى أن هذه المدن صممت على أساس إدماج المناطق الصناعية، التجارية، السكنية، والخدمات العمومية والترفيهية بكيفية متناغمة، مع تزويدها بالتكنولوجيات الأكثر تطورا وتلاؤما مع متطلبات الحياة العصرية. من جانبه، أشار رئيس مجلس جهة طنجة- تطوان- الحسيمة إلياس العماري، إلى أن إحداث "مدينة محمد السادس طنجة- تيك" ستمكن من إحداث آلاف مناصب الشغل، ونقل التكنولوجيات الدقيقة، وتعزيز تنافسية الاقتصاد الوطني، مع جعل الجهة أرضية اقتصادية من مستوى قاري ودولي. ومن جانبه اكد رئيس مجموعة "هيتي" الصينية ، لي بياو ، أنه من بين الوجهات التي تنفتح أمام الفاعلين الصينيين، تحتل المملكة المغربية مكانة متقدمة، اعتبارا لمتانة إمكانياتها المتعددة. وأضاف أن الاستقرار السياسي والاجتماعي الذي ينعم به المغرب، باقتصاد منفتح على العالم ومندمج بكيفية جيدة في سلاسل القيم الدولية، مدعوما باستقرار رواد صناعيين عالميين في قطاعات تتطلب الجودة والتنافسية، هي معطيات تجعل من المغرب بيئة مثالية للاستثمار بالنسبة للمستثمرين الصينيين. واعتبر بياو أن اختيار طنجة لاحتضان هذا المشروع ليس وليد الصدفة، موضحا أن هذا الاختيار يعزى إلى الموقع الجغرافي المركزي لطنجة عند نقطة التقاء القارات، على بعد 15 كلم فقط عن أوروبا، مع بنية تحتية ذائعة الصيت، لاسيما ميناء طنجة المتوسط والتجهيزات المرتبطة به. وحسب بياو، يهم المشروع على العموم إنشاء قطب اقتصادي بوسعه إحداث 100 ألف منصب شغل، من بينها 90 ألف منصب شغل على الأقل ستؤول إلى ساكنة منطقة طنجة. ويشمل هذا المشروع المدعوم بصناعة دقيقة وصناعة عصرية للخدمات، استقرار 200 شركة صينية تنشط في صناعة السيارات، وصناعة الطيران، وقطع غيار الطائرات، والإعلام الإلكتروني، والنسيج، وصناعة الآليات وصناعات أخرى. حيث سيصل الاستثمار الإجمالي للمقاولات بالمنطقة بعد عشر سنوات ما قيمته 10 ملايير دولار. أما السيد عثمان بن جلون رئيس مجموعة البنك المغربي للتجارة الخارجية، فقال من جهته في كلمة بالمناسبة، أن هذا المشروع سيسهم في النهوض بطريق الحرير، العزيز على شركائنا وأصدقائنا الصينيين.هذه الطريق ستمر من الآن فصاعدا عبر طنجة، ومن خلال هذه الأرض المباركة نحو بقية بلدان القارة الإفريقية وأوربا وأمريكا. وقال في هذا الصدد" نحن فخورون بأن نكون جزءا من هذه المبادرة العظيمة ، التي ستستقطب، على مشارف أوربا، وفي موقع مجاور لأكبر ميناء للشحن في أفريقيا-طنجة المتوسط، أكثر من مائتي مقاولة صينية، وبالتالي خلق عشرات الآلاف من فرص الشغل. وستقام مدينة محمد السادس طنجة- تيك على مساحة 2000 هكتار. وبناء على التصميم الأولي، سيمتد البناء على فترة 10 سنوات تنتهي بإحداث مدينة دولية ذكية جديدة، تدمج المعطى الإيكولوجي، والسكن، والصناعة، وحيوية الابتكار، باستثمار إجمالي قدره مليار دولار. هذه المدينة، التي كانت موضوع مذكرة تفاهم من أجل إحداث مركب صناعي وسكني في المغرب، بين الممكلة المغربية ومجموعة "هيت" الصينية، تم التوقيع عليها خلال الزيارة الملكية الى الصين. إثر ذلك، ترأس الملك حفل التوقيع على بروتوكول الاتفاق المتعلق بإحداث هذه المدينة الاقتصادية المندمجة الجديدةبطنجة. وقعه كل من محمد حصاد وزير الداخلية، ومولاي حفيظ العلمي وزير الصناعة والتجارة والاستثمار والاقتصاد الرقمي، وبتفويض لوزارة الاقتصاد والمالية، ومحمد اليعقوبي والي جهة طنجة- تطوان- الحسيمة، وإلياس العمري، وعثمان بنجلون، الرئيس المدير العام لمؤسسة البنك المغربي للتجارة الخارجية، ولي بياو.