ب 07 مارس, 2017 - 03:19:00 رغم مرور خمسة أشهر على إجراء الانتخابات التشريعية لايزال المغرب دون حكومة، ولا تزال المفاوضات من أجل تشكيلها تتعثر، بانتظار تدخل قد يأتي من الملك محمد السادس لحلحلة العقدة القائمة. وهي المرة الأولى التي تصل فيها فترة التأخير في تشكيل حكومة جديدة إلى خمسة أشهر بعد الانتخابات التشريعية. وحل حزب "العدالة والتنمية" في الصدارة في تلك الانتخابات التي أجريت في السابع من أكتوبر 2016. وكلف الملك الأمين العام لهذا الحزب عبد الإله بنكيران بتشكيل الحكومة، لكنه لم يتمكن من ذلك بعد رغم المشاورات المكثفة التي يجريها. واقترح بنكيران التمديد للائتلاف السابق الذي كان يقوده قبل الانتخابات، وهو ائتلاف من أربعة أحزاب. لكنه يواجه معارضة وزير الفلاحة والصيد البحري ورئيس "التجمع الوطني للأحرار" عزيز أخنوش. ويزيد أخنوش، وهو أحد أكبر أثرياء القارة الإفريقية والمرافق للملك في كافة زياراته الرسمية، من شروطه للمشاركة في الحكومة. ومن بين أبرز شروطه أن يضم الائتلاف حزبين آخرين هما "الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية" و"الاتحاد الدستوري". وتمكن من أن يحشد حوله ائتلافا يمكنه من منافسة بنكيران، ومن أن يفرض نفسه كقطب مؤثر في السياسة المحلية وفي معارضة "البجيدي". وكان بنكيران قال الأسبوع الماضي "لا جديد بشأن عملية تشكيل الحكومة" وكرر اقتراحه بالتمديد للائتلاف السابق. في المقابل قال أخنوش السبت أمام أعضاء حزبه إنه "لن يشارك في الحكومة من دون (الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية)". مشهد سياسي "بائس" وتستمر لعبة لي الذراع بين أخنوش وبنكيران، وتتساءل الصحافة المغربية عن المسؤول عن هذا المأزق. وأعرب بعض كتاب الافتتاحيات عن قلقهم من عواقب "المشهد السياسي البائس في الأشهر الأخيرة" في حين أن للناخبين المغاربة "كامل الحق في أن يشعروا بالضبابية"، بحسب موقع "تيل كيل" الإلكتروني. وهي المرة الأولى في تاريخ المملكة المغربية التي تبقى فيها البلاد كل هذه الفترة من دون حكومة. لكن عجلة العمل في المملكة تسير بحسب الصحافة المحلية، مذكرة بأن تأثير غياب الحكومة على حياة المؤسسات والحياة اليومية للمغاربة يبقى محدودا جدا. ومن تقاليد المغرب أن التباينات الإيديولوجية بين الأحزاب لا تكاد تؤثر في تشكيل الائتلافات التي تعمل تحت رعاية الملك الذي يملك اليد العليا على مستوى الدبلوماسية والأمن والقطاعات الأساسية من الاقتصاد. وفي غياب ائتلاف حكومي شهدت الأشهر الأخيرة عودة المغرب إلى الاتحاد الإفريقي إثر حملة دبلوماسية قادها الملك في القارة. ولا يوجد شيء في الدستور المغربي بشأن حالة عدم تمكن رئيس الحكومة المكلف من تشكيل حكومة. ولا ترجح الصحافة المحلية تنظيم انتخابات تشريعية مبكرة. وفي وقت يؤدي فيه الملك محمد السادس سلسلة زيارات إلى إفريقيا وهو حاليا في ساحل العاج، قال بنكيران في نهاية فبراير إنه ينتظر "عودة الملك". وإضاف أنه إذا تمكن قبل عودة الملك من تشكيل الحكومة فسيعرضها عليه وإلا فإنه سيبلغه بما حدث. وكتب موقع ميديا-24 الإثنين "أن كافة الأنظار تتجه إلى الملك" الحكم بين الأحزاب "الذي سيعود خلال ساعات أو في الأيام القريبة (..) ونأمل في حصول انفراج حتى وإن كان "رد فعل الملك مجهولا".