أعاد إعلان عزيز أخنوش، رئيس التجمع الوطني للأحرار، تشبثه بمشاركة حزب الاتحاد الاشتراكي في الحكومة خلال لقاء حزبي أول أمس في إفران، عجلة "البلوكاج" إلى نقطة البداية. مصدر مقرب من رئيس الحكومة، قال إن هذا الأخير استغرب للطريقة التي تحدث بها أخنوش "كأنه هو رئيس الحكومة الذي يختار من يدخل ومن يخرج من الحكومة"، مضيفا أن تصريحات أخنوش تعني أن "المفاوضات انتهت"، وأن بنكيران "ينتظر فقط، عودة جلالة الملك لتقديم تقرير مفصل له حول مسار المفاوضات لتشكيل الحكومة"، وحينها سيكون على الملك اتخاذ ما يراه مناسبا. واستغرب المصدر كيف تحول أخنوش إلى مدافع ومتحدث عن الاتحاد الاشتراكي، وكأن حزب بوعبيد "قاصر". المصدر قال إن بنكيران، الذي سافر أمس إلى قطر في مهمة رسمية، يواجه هذه التطورات ب"اطمئنان"، وإنه "يفوض أمره إلى الله"، لأنه مقتنع بأن "تشكيل حكومة بالتصور الذي يضعه أخنوش يعني أنها لن تكون حكومة بنكيران". تأتي هذه التطورات في وقت كان بنكيران قد تلقى تطمينات بقرب تشكيل الحكومة، وتجاوز "عقدة" الاتحاد الاشتراكي، خاصة بعد تأخر تشكيل الحكومة لحوالي 5 أشهر. وكان أخنوش، أعلن تشبثه بحزب إدريس لشكر في الحكومة المقبلة. فخلال ترؤسه بمدينة إفران للقاء التحضيري للمؤتمر الوطني لحزبه المقرر في 19 ماي المقبل، قال إن حزبه لا يمكنه "التخلي عن حزب الاتحاد الاشتراكي"، كما تحدث وكأنه هو رئيس الحكومة الفعلي، حين قال: "هذا مستحيل.. إلى ما كانش الاتحاد معايا في الحكومة غادي تكون الأمور عندي صعيبة بزاف"، معددا مزايا الاتحاد الذي "يتوفر على قوة ومكانة على المستوى العالمي، مع حكومات اشتراكية وأحزاب الأممية الاشتراكية، مما يؤهله لدعم قضايا المغرب الوطنية"، لذلك "فإمكانيات هذا الحزب تسمح له بمكان محترم داخل الأغلبية الحكومية وليس خارجها". وانتقد أخنوش مواقف بنكيران تجاه الاتحاد الاشتراكي، وتساءل "لا أفهم كيف أن حزب الاتحاد الاشتراكي كان مرحبا به وأخذه بنكيران بين الأحضان في بادئ الأمر مباشرة بعد تعيينه من قبل الملك لتشكيل الحكومة، ولما أعلن الاتحاديون تحالفهم معنا، صاروا أعداء لدى بنكيران وبعض من إخوانه، والذين اعتبروا دخول الاتحاد إلى الحكومة حرام بعدما كان حلالا عليهم في السابق". الأغلبية الحكومية بالنسبة إلى أخنوش متوفرة، وما على بنكيران سوى أن يقبل بها وهي تضم 240 برلمانيا، وفي السياق استعمل زعيم الأحرار قاموس التجارة، حين قال لبنكيران "الأغلبية موجودة.. هذا ما يوجد في السوق". كما بدا أخنوش متوجسا من كل من التقدم والاشتراكية وحزب الاستقلال، قائلا: "نحن غير مستعدين للدخول في تكتل سياسي لا يقف على رجلين، طرفه الأول غير واضح وضعيف سياسيا"، في إشارة إلى حزب رفاق نبيل بنعبدالله، والطرف الثاني "واقف ينتظر ويتقلب"، في إشارة إلى حزب الاستقلال. أخنوش قال إنه سيتصل فور عودته إلى الرباط برئيس الحكومة ليعرف موقفه، مؤكدا بأن "بنكيران هو وحده من سيقول للمغاربة واش الحكومة كاينة ولا ماكايناش". من جهة أخرى رد أخنوش على اتهامات محمد زيان، رئيس الحزب المغربي الليبرالي، الذي عقد ندوة صحافية واتهمه بالحصول على دعم الدولة من المحروقات، حيث هاجمه دون أن يذكره بالاسم قائلا: "إن هذا الحزب لم يستطع أن يضع رجليه في الانتخابات ويحصل على أصوات الناخبين، ودبا عاد تحل ليه الفم وأصبح كيتبنى معارك بالوكالة لمهاجمتنا في الصحافة"، متهما زيان بأنه "باغي يتعلق فينا باش إيبان على حسابنا"، مضيفا "قاليك غادي يجي باش يحمي الديمقراطية.. بالله عليكم كون بغا الديمقراطية كون دخل الانتخابات ولا شداتو الكرش.. تخلع وهرب". كما شملت اتهامات أخنوش جريدة "أخبار اليوم"، التي اتهمها بنشر الكذب، وتلقي تمويلات من جهات لم يذكرها، وذلك بسبب نشر الجريدة تقريرا عن الأعيان الذين استقطبهم أخنوش لحزبه.