ب + لكم 29 يناير, 2017 - 09:35:00 بات بونوا آمون المدافع عن "يسار شامل" الاحد مرشح الحزب الاشتراكي لخوض الانتخابات الرئاسية الفرنسية بعدما تقدم في شكل كبير على رئيس الوزراء السابق مانويل فالس في الدورة الثانية من انتخابات اليسار التمهيدية. وكانت مجموعات يمينية متطرفة فرنسية قد أطلقت على آمون إسم "بلال" على سبيل الإساءة والتهكم فرد عليهم آمون بالقول: "يشرفني أن أحمل اسم بلال، كما يشرفني أيضاً اسمَي، إيليا (يوحنا) وديفيد (داوود)"، في إشارة إلى احترامه للديانات السماوية الثلاثة. وفي ظل اقبال كبير، فاز آمون ب 58,65 في المئة من الاصوات مقابل 41,35 في المئة لفالس بحسب نتائج جزئية نشرها المنظمون الاحد. وتاتي هزيمة فالس في ختام حملة بالغة الشراسة بعد قرار الرئيس الاشتراكي فرنسوا هولاند عدم الترشح وهزيمة سلفه في الاليزيه نيكولا ساركوزي امام رئيس وزرائه الاسبق فرنسوا فيون. ورغبة الناخبين في رؤية وجوه جديدة تجلت في صعود ايمانويل ماكرون، وزير الاقتصاد السابق الذي تمكن في بضعة اشهر من حجز مكان له في نادي "التقدميين". مرشح اشتراكي فرنسي للرآسة يفتخر باسم "بلال" الذي أطلقه عليه اليمين المتطرف وحتى الان، توقعت الاستطلاعات منازلة بين اليمين واليمين المتطرف في الدورة الثانية. لكن الصعوبات الاخيرة التي واجهها فيون بعد نشر معلومات عن وظيفة وهمية لزوجته بينيلوب اثرت سلبا في الراي العام وقد تبدل المعطيات. ورغم الهجمات التي شنها خصمه على برنامجه الذي يركز على العدالة الاجتماعية، تقدم آمون في شكل واضح على فالس (54 عاما) الذي شدد على خبرته في الحكم مع استمرار تهديد الجهاديين لفرنسا. وقال انيك ديكان (60 عاما) "نحتاج دائما الى احلام والى مشروع يصمد"، مؤكدا انه صوت لامون لانه "يحمل مبادىء في المواطنية والتضامن وتوزيع الثروات". على اليسار ان يتكتل جذب امون السياسي المتمرس الناخبين برؤيته المتجددة حول البيئة والعمل والثورة الرقمية. ولكن مهما يكن من امر، فان الاستطلاعات لا تزال تتوقع ان يخسر المرشح الاشتراكي الدورة الاولى من الانتخابات الرئاسية في 23 نيسان/ابريل لصالح المحافظ فرنسوا فيون ومرشحة اليمين المتطرف مارين لوبن التي تعززت اسهمها بعد قرار بريطانيا الخروج من الاتحاد الاوروبي وتولي دونالد ترامب الحكم في الولاياتالمتحدة. من هنا، من واجب اليسار ان يتكتل سعيا الى ان يكون حاضرا في الدورة الثانية. ويأمل آمون بان يتحالف مع المرشح المدافع عن البيئة يانيك جادو وربما مع مرشح اليسار الراديكالي جان لوك ميلانشون. لكن الاخير الذي لا يزال يحتل موقعا جيدا في الاستطلاعات اعلن انه لا يعتزم الانسحاب. ويبدو الحوار اكثر حساسية مع ايمانويل ماكرون، الوزير اليساري السابق الذي بات في الوسط واستهدف في شكل خاص في التجمع الكبير الذي نظمه فرنسوا فيون الاحد في باريس. وحاول فيون ان يستعيد زمام المبادرة وقال امام الاف من انصاره "لا اخشى شيئا ولن يرهبوني". وندد مرارا ب"الترهيب" الذي يمارس عليه ولكن من دون ان يقدم اي تفسير ملموس للنصف مليون يورو التي جنتها زوجته. وسط هذه الاجواء المليئة بالمفاجآت، يرفض بونوا آمون مجرد الاشارة الى سيناريو الهزيمة. وقال مساء الجمعة في تجمع انتخابي اخير "الحقيقة ان الانتصار هنا، انه في متناول اليد، شرط تقديم المستقبل المرتجى".