30 ديسمبر, 2016 - 12:03:00 في الوقت الذي يتشبّث فيه عزيز أخنوش، رئيس حزب "التجمع الوطني للأحرار"، بخيار تشكيل الحكومة بدون حزب "الاستقلال" وأمينه العام، حميد شباط، وإبعاده من أي تحالف ممكن مع "العدالة والتنمية''، يعود عبد الإله بنكيران، رئيس الحكومة، إلى أمانته العامة، غدا السبت، لمناقشة مستقبل مشاوراته التي استمرت لأكثر من شهرين بدون أن تبرح مكانها. وكان عزيز أخنوش، رئيس "التجمعيين"، قال إنه لا يمكن تشكيل حكومة منسجمة بمشاركة حزب "الاستقلال"؛ خصوصا بعد تصريحات أمينه العام "حميد شباط" التي كانت لها تداعيات مع الجارة موريتانيا، والتي جرّت عليه غضب رفاقه في حزب "علال"، الذين طالبوه بالرحيل. محمد شقير، المحلل السياسي والأستاذ الجامعي، أكد في تصريح لموقع "لكم" أن "التجاذب الذي استمر أكثر من شهرين كان رهانه إبعاد حزب (الاستقلال) من أي تحالف مقبل؛ لأن أخنوش يحاول الاستفراد بحصة الأسد داخل التشكيلة الحكومية المقبلة، فيما رئيس الحكومة يحاول الحفاظ على المكونين (الاستقلال وأخنوش) للتحكم فيهما"؛ ولأن "التجربة السابقة أظهرت أن الاعتماد على مكون واحد ممكن أن يهدّد النسيج الحكومي، مستطرداًً: "الرهان استمر بتعقيداته ومن المتوقع أن يشكل بنكيران حكومته بمعية أخنوش وأن يعمل على استوزار الاستقلاليين بدون شباط، لأن مستقبله السياسي حُرق والآن يجري إقصاؤه من الحياة السياسية". وأورد شقير، أن "المحيط الملكي سخط على شباط، فبعدما تم توظيفه لضرب بنكيران في النسخة الحكومية الأولى والتشويش عليه، تراجع زعيم الاستقلاليين وتحالف مع بنكيران، الشيء الذي أغضب "المحيط الملكي"، الذي بات ينظر لتصريحات شباط بانزعاج كبير، خصوصا بعد ترديده مقولات مثل التحكم". وصرّح المتحدث ذاته، أن شباط شخصية متجاوزة، تكوينه النقابي والسياسي لا يساعده على الاندماج مع باقي الفرقاء السياسيين، بل حتى الملك لم تعد له نظرة طيبة على شباط؛ الذي أصبح نشازا داخل اللعبة السياسية، قبل أن يبرز أن "تحالفه مع بنكيران زاد من غضب القصر، وتشبثه يضع بنكيران في فوهة بركان، وخروج أخنوش بإبعاد (الاستقلال) كان بالدرجة الأولى يهم شباط ثم حزب (علال الفاسي)".