ب 08 ديسمبر, 2016 - 12:14:00 تروي هاندي فرات لوكالة "فرانس برس" قصة اشهر مكالمة هاتفية في تاريخ تركيا ليلة وقوع المحاولة الانقلابية في منتصف يوليوز الماضي، عندما اتصل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بالمذيعة في قناة "سي ان ان تورك" ليدعو أنصاره للنزول إلى الشارع. وعبر هاتف مقدمة البرامج المعروفة، ندد أردوغان بمحاولة الانقلاب داعيا أنصاره إلى القضاء عليه. وتعد المكالمة التي جرت عبر تطبيق "فايس تايم" التابع لشركة "آبل"، نقطة تحول حاسمة في محاولة الانقلاب. وجعلت هذه المكالمة من فرات، مديرة مكتب "سي ان ان ترك" في أنقرة، وهي صحافية معروفة بالفعل ونجمة في تركيا، رمزا لليلة الانقلاب. وأصبح هاتفها حتى سلعة شهيرة يتسابق الكثيرون لعرض مبالغ طائلة عليها لشرائه. وتقول الصحافية في مقابلة مع وكالة "فرانس برس" في اسطنبول "لم أبع هاتفي". وأكدت فرات أن الهاتف "حاليا محفوظ في درجي. لا أستخدمه ولكن أحتفظ به في درجي خوفا من أن أوقعه وأكسره". وبحسب الصحافية، فإن رجال أعمال من السعودية وقطر وتركيا عرضوا عليها شراء الجهاز الذي يعتبر أنه لعب دورا حاسما في تغيير مسار الانقلاب. التركيز على العمل ليلة 15 يوليوز حاولت مجموعة من العسكريين في أنقرة وإسطنبول الإطاحة بنظام الرئيس رجب طيب أردوغان. ونسبت السلطات هذه المحاولة إلى الداعية الاسلامي فتح الله غولن المقيم في الولاياتالمتحدة، وقد افشلتها قوات الامن الموالية للحكومة والاف الاتراك الذين نزلوا الى الشوارع. وهاجم الانقلابيون مقر التلفزيون الرسمي "تي آر تي" واجبروا صحافية على قراءة بيان يعلنون فيه تسلمهم السلطة. وسيبقى ظهور أردوغان الذي كان يمضي عطلة في مرمريس غرب البلاد، في وقت متأخر من اليوم بعد بدء الانقلاب على شاشة "سي ان ان تورك"، وهي القناة الخاصة الاوسع انتشارا في تركيا، أحد المشاهد التي طبعت هذه الليلة الدراماتيكية. وبالنسبة لفرات، فانها ارادت وقت المكالمة التركيز فقط على المقابلة دون التفكير بالتأثير المحتمل بعدها. وتقول "عندما كنت على الهواء بشكل مباشر، كنت متوترة للغاية وقلقة جدا. تقوم بالتركيز على عملك في تلك اللحظة". وتوضح "بدلا من التفكير بماذا سيحدث بعدها، عليك التركيز على الرئيس الذي ما زال على قيد الحياة وتراه عبر شاشة ذلك الهاتف. قمت بالتركيز على عملي واملت الا ينقطع الارسال". وتستذكر الصحافية "كانت يدي ترتجف، وكنت اشعر بالقلق ان كانت الكاميرا تظهره (اردوغان) في شاشة كاملة وان كان ينبغي طرح هذا السؤال او ذلك السؤال". وتروي فرات انها كانت تشعر بالقلق من الفوضى التي كانت ستبدأ في تركيا، بعد قصف مقر البرلمان في العاصمة انقرة واندلاع اشتباكات في قواعد عسكرية. وتتابع "قلت "يا الهي، هل اصبحنا دولة اخرى؟ هل تندلع حرب اهلية؟ على اي صباح سنستيقظ؟". وادت مكالمة اردوغان مع "سي ان ان تورك" الى انهاء حالة عدم اليقين. وتوجه بعدها الى اسطنبول وهزم الانقلاب في ذلك الصباح. وبعد المقابلة، اقتحمت مجموعة من الجنود الانقلابيين مقر مجموعة دوغان الاعلامية التي تضم مقر القناة، في اسطنبول ثم انقطع بث التلفزيون. وبعد فشل محاولة الانقلاب، عادت القناة إلى البث وثم قامت عدة مرات بإعادة بث مقابلة فرات مع أردوغان. ومنذ محاولة الانقلاب تجرى عمليات تطهير واسعة وتستهدف خصوصا وسائل الإعلام والصحافيين الأتراك. واعتقل أكثر من 35 الف شخص في تركيا في إطار التحقيقات الجارية إثر الانقلاب الفاشل ضد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، بحسب أرقام الحكومة. وتتهم السلطات التركية الداعية فتح الله غولن المقيم في المنفى في ولاية بنسلفانيا الأمريكية بالوقوف وراء الانقلاب الفاشل وهو ما ينفيه بشدة. وتؤكد فرات أنها عرفت مقدار تأثير مكالمتها الهاتفية إثر تلقيها مجموعة كبيرة من رسائل الدعم والشكر من تركيا وأماكن اخرى في العالم بعد ذلك. أاكدت لوكالة "فرانس برس"، "تلقيت رسائل من العالم العربي عبر حسابي على موقع تويتر تقول "شكرا"، هذا هاتف الحرية، وأنت تمكنت من تغيير مصير المنطقة". وردا على سؤال حول ان كانت الشهرة والدعاية الكبيرة التي حصلت عليها ستطغى على عملها، اجابت فرات "افكر بهذا في بعض الاحيان (...) ولكن اعلم انه من واجبي قول الحقيقة والحديث عن تلك الليلة".